حذّرت الجمعية المهنية للوكلاء العقاريين في مقاطعة كيبيك (APCIQ) من ارتفاع "مخاطر انجراف السوق (العقارية) نحو المبالغة في التقدير" في ظلّ نمو الأسعار المتواصل والمتعاظم للعقارات في ثانية كبريات المقاطعات الكندية من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد، لاسيما في مونتريال الكبرى.
ووجّهت الجمعية هذا التحذير أمس الأربعاء فيما كانت تعلن إحصائياتها للشهر الفائت الذي ظلت خلاله ظروف السوق لصالح البائعين و"بقوة" حتى وإن ظلت التوقعات الاقتصادية "غير مؤكَّدة".
فقد ارتفع متوسط سعر المنزل المستقل (maison unifamiliale) في آذار (مارس) الفائت بنسبة 32% مقارنة بمستواه في الشهر نفسه من العام الفائت ليبلغ 481.000 دولار في المنطقة التي تشمل جزيرة مونتريال وضواحيها ومدن لافال وفودرُوي سولانج وسان جان سور ريشوليو.
وعلى صعيد كلّ المقاطعة ارتفع متوسط سعر المنزل المستقل 27% خلال سنة ليبلغ 355.000 دولار.
صورة من الجو لمونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك الكندية وعاصمتها الاقتصادية (Tourisme Montréal)
"هناك ارتفاعات حادة للغاية في الأسعار"، قال مدير خدمة تحليل الأسواق في الجمعية شارل برانت في مقابلة هاتفية، "قد تكون سوقاً غير عقلانية نظراً للسياق الحالي. العمل عن بُعد يدفع الناس للخروج من المدن".
وأضاف برانت أنّ القيود الصحية المفروضة بسبب جائحة "كوفيد - 19" دفعت الكثيرين إلى الرغبة في الابتعاد عن المراكز الحضرية الكبيرة للحصول على منازل أوسع لأنّ العمل من المنزل بات جزءاً من حياتهم اليومية.
ولفت برانت إلى أنّ بعض الأُسر اشترت عقارات بأسعار "أعلى بكثير من قيمتها الحقيقية" حتى وإن كانت بعيدة عن الخدمات والطرق الرئيسية.
"على المدى الطويل، ومع انتظام السوق، قد تكون هذه العقارات أكثر عرضة لخطر التصحيح (في الأسعار)"، أضاف برانت.
شقق تمليك (كوندومينيوم) في مونتريال (أرشيف) / Radio-Canada
ولاحظت الجمعية المهنية للوكلاء العقاريين في مقاطعة كيبيك أنّ الأسعار لا تزال "مرتفعة جداً" للمنازل من فئة الملكيات المشتركة، كشقق التمليك (condominiums)، وللمنازل التي تضمّ ما بين مسكنيْن وخمسة مساكن (plex). وسجّل متوسط سعر المنزل في هاتيْن الفئتيْن ارتفاعاً سنوياً بنسبة 21% و8% على التوالي.
وسجّلت مبيعات العقارات السكنية نمواً بنسبة 8% لتبلغ 6348 وحدة في منطقة مونتريال الكبرى، ما يمثل "أداءً مميزاً" في سياقٍ تراجعت فيه مبيعات المنازل المستقلة 7% بسبب نقص في المنازل المعروضة للبيع.
كيبيك العاصمة الواقعة على الضفة الشمالية لنهر سان لوران هي إحدى أهم المحطات السياحية في مقاطعة كيبيك وكندا على السواء، ويبدو إلى اليمين فندق قصر فرونتناك، أبرز معالم المدينة (أرشيف) / Carl Boivin / Radio-Canada
وفي مدينة كيبيك، عاصمة المقاطعة التي تحمل الاسم نفسه، سجّل متوسط سعر المنزل المنفصل في آذار (مارس) ارتفاعاً سنوياً "غير مسبوق" بنسبة 19% ليبلغ 317.567 دولاراً في ظلّ "تراجع قياسي" في عدد المنازل المعروضة للبيع.
وارتفعت مبيعات المنازل من مختلف الفئات في العاصمة الكيبيكية 18% لتبلغ 1339 صفقة، مدفوعة بارتفاع في مبيعات الملكيات المشتركة والمنازل التي تضمّ ما بين مسكنيْن وخمسة مساكن.
يُذكر أنّ المؤسسة الكندية للقروض العقارية والسكن (CMHC – SCHL) قالت في تقرير أصدرته في 25 آذار (مارس) الفائت إنّ مستوى هشاشة السوق العقارية لا يزال "معتدلاً" في مونتريال بالرغم من الارتفاعات القوية في الأسعار، خلافاً للأسواق العقارية في تورونتو وأوتاوا وهاميلتون في مقاطعة أونتاريو وهاليفاكس ومونكتون في مقاطعات الأطلسي، فمستوى الهشاشة في هذه الأسواق بات "مرتفعاً" حسب تصنيف المؤسسة.
"يمكن القول إنّ السوق العقارية الكيبيكية تشهد نوعاً من اللحاق بالركب"، علّق شارل برانت، "نعتقد أنّه لا يزال بإمكان السوق أن تنظّم ذاتها في مقاطعة كيبيك، لاسيما مع ارتفاع أسعار الفائدة العقارية الثابتة لمدة خمس سنوات".
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
عقارات تورونتو: تضاعُف المبيعات في سنة وارتفاعُ الأسعار 21,6%
السوق العقارية في مقاطعة كيبيك تحافظ على حركتها القوية في كانون الثاني (يناير)
عقارات كندا: ارتفاع سنوي 32% في المبيعات و15% في الأسعار، لكن إلى متى يستمرّ الارتفاع؟
بيتي في كندا (سلسلة مقابلات حول شراء منزل في كندا)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.