"أنا أتحمل المسؤولية عن نفسي. إذا لم يكن شخص ما سعيدًا في كيبيك، فهناك شخص يجب إلقاء اللوم عليه وهو أنا"، قال رئيس حكومة كيبيك زعيم حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك فرنسوا لوغو أمس في المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه تدابير حجر جديدة أكثر تشددا لكبح انتشار الفيروس التاجي وسلالاته المتحورة/الصحافة الكندية:PAUL CHIASSON

القطاع الصحي في كيبيك يعاني من تغيّب 5000 موظف بسبب مرتبط بكوفيد

عبء على القطاع الصحي في كيبيك بسبب تغيّب عدد كبير من العاملين في الخطوط الأمامية عن مراكز عملهم بأسباب مرتبطة بكوفيد. يأتي هذا الشغور في مراكز الرعاية الصحية عبر أنحاء المقاطعة في الوقت الذي تشهد فيه كيبيك منعطفا جديدا في خضم عاصفة الموجة الثالثة من فيروس كورونا المستجد. وقد أمست حكومة كيبيك كما غيرها من حكومات المقاطعات الكندية الأخرى، في إجراءات احتوائها للأزمة الصحية، كأنها في لعبة كرٍّ وفرٍّ لا تنتهي. ويستلزم استشراء الوباء وسلالاته المتحورة، تحديثا يوميا لتدابير الحجر والعزل الصحي، في شكل لا يُرضي بالضرورة كل الأطراف، كأحزاب المعارضة مثلا وشريحة من المواطنين وأرباب الأعمال.

في مقاطعة كيبيك في وسط البلاد، تدابير وقائية جديدة أعلنتها الحكومة أمس بعد ارتفاع الحصيلة اليومية في عدد الإصابات بينها الإصابات بالسلالات المتحورة للفيروس التاجي المقلقة، والوفيات في الأيام الأخيرة.

وشدد رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو القيود الصحية للمرة الثانية هذا الأسبوع على أمل كبح الموجة الثالثة التي تجتاح المقاطعة، والتي يغذيها انتشار الفيروس المتغيّر.

حتى إذا لم تعتبر أن الوضع في مدينة مونتريال الكبرى مثيرٌ للقلق، فقد أعلنت الحكومة أمس الخميس أنه سيتم تغيير موعد حظر التجول في مدينتي مونتريال ولافال شمال مونتريال إلى الساعة الثامنة بدلا من الساعة التاسعة والنصف. هذا التوقيت الأخير يبقى ساري المفعول حتى يوم غد السبت، ويبدأ العمل بمواعيد حظر التجول الجديدة اعتبارا من يوم بعد غد الأحد. علما أن مدينتي مونتريال ولافال يعيش فيهما 30% من سكان المقاطعة.

وكانت خضعت قبل ذلك، في الأول من نيسان/أبريل الماضي عدة مدن عبر مقاطعة كيبيك بينها العاصمة كيبيك وغاتينو المتاخمة للعاصمة الكندية أوتوا، لإجراءات حجر جديدة "استثنائية" وطبق عليها من جديد قانون حظر التجول اعتبارا من الثامنة مساء وأغلقت كافة المحال التجارية غير الأساسية والمدارس.

في الأرقام: الحصيلة الحديثة لكوفيد-19

في الأرقام الحديثة التي صدرت يوم أمس الخميس، كانت الحصيلة في كيبيك على الشكل التالي:

تسجيل 1609 إصابات جديدة خلال الـ24 ساعة ليرتفع إجمالي عدد الإصابات بكوفيد-19 في المقاطعة منذ بداية الوباء إلى 411 321 إصابة.

الإبلاغ عن 9 وفيات جديدة ليصل إجمالي عدد الوفيات بسبب داء كوفيد إلى 718 10 وفاة.

يتلقى العلاج في المستشفيات 566 شخصا بينهم 132 في العناية المركزة.

مجموع الإصابات بالسلالات المتحورة كان قد بلغ أمس 177 13 إصابة.

وفي عملية التلقيح ضد كوفيد الجارية على قدم وساق في أنحاء المقاطعة، أفادت السلطات الصحية إلى أنه تم تطعيم 769 47 شخصا في الـ24 ساعة الماضية بإجمالي 1،685،046 جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد أعطيت في المقاطعة لغاية اليوم، منذ تاريخ 14 كانون الأول/ديسمبر الماضي.

صورة من داخل العناية المركزة لممرضة تقدم الخدمات الطبية للمريض على جهاز التنفس الصناعي/GETTY IMAGES / MARIO TAMA

5000 عامل صحي متغيّب على إثر الإصابة بداء كوفيد-19

تشير البيانات التي تم الحصول عليها من وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية  في حكومة كيبيك، أن عدد العاملين الصحيين المتغيبين بسبب داء كوفيد-19 عاد إلى الارتفاع مرة أخرى منذ نهاية شهر آذار/مارس الفائت.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، تم تجاوز سقف الـ 5000 غائب بعدما كان استقر عدد المتغيبين عن عملهم في القطاع الصحي عبر المقاطعة على نحو 4600 شخص في الأسابيع السابقة.

وكان تم الوصول إلى الذروة في عدد المتغيبين عن عملهم من العاملين في الخطوط الأمامية يوم 11 كانون الثاني/يناير الماضي في خضم الموجة الثانية من الجائحة، وبلغ يومها عدد العمال الصحيين المتغيبين 8000.

وتشتمل أسباب الغياب للعاملين الصحيين على نتائج فحوصات إيجابية مؤكدة لكوفيد وعدد آخر ينتظر نتائج الفحص وعدد أيضا متغيب في شكل وقائي.

تعلّق رئيسة اتحاد التمريض وأخصائيي القلب والجهاز التنفسي في منطقة "Bas St-Laurent" في كيبيك سيندي سوسي "بأنها التأثيرات الأولى للموجة الثالثة". 

إنه ليس لدي أحدث أرقام للغياب المرتبط بكوفيد، لكن من المؤكد أن العدد سيزداد. في غضون أسابيع قليلة، انقلبت الأمور رأسا على عقب. هذه المرة نعيش فترة أصعب مما كنا عليه خلال الموجة الاولى والثانية من الجائحة.

وتؤكد المتحدثة بأن القطاع الطبي يشهد اليوم تأثيرات إعادة التوظيف لجزء من طاقم التمريض.

السيدة سيندي سوسي تتحدث إلى مذياع هيئة الإذاعة الكندية/راديو كندا:PATRICK BERGERON

 

تقول سيندي سوسي: "قمنا بالعديد من التغييرات لتكثيف الرعاية في الوحدات التي تتلقى المرضى بكوفيد. لقد تم إغلاق غرف العمليات وتم نقل الممرضات إلى مراكز الأنشطة الأخرى ذات الصلة بـ COVID، علما أن هذه الرعاية ليست بالضرورة مألوفة لديهن. هناك دوامات الليل للبعض والجداول المتغيرة للبعض الآخر، هناك تعب وإرهاق لدرجة أن منهن من تغادر مركز عملها باكية بعد الجهد النفسي والجسدي الذي تبذله في عملها وكل الأجواء المرافقة للجائحة التي دخلت عامها الثاني". 

في سياق متصل، يحذر المعهد الوطني للتميّز في الخدمات الصحية والاجتماعية في كيبيك، في أحدث تقرير له، من زيادة حالات الاستشفاء خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع المقبلة.

ووفقا لتوقعاته، فإن الأماكن المتاحة في المستشفيات خارج المدينة قد تنفد، لا سيما في العناية المركزة. وستنفذ قدرات المستشفيات في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة.

تجدر الإشارة إلى أنه في شهر شباط/فبراير الماضي، كشفت هيئة الإذاعة الكندية أن الشبكة الصحية تسعى لتوظيف عدد غير مسبوق من الممرضات في الخارج. ومن المقرر أن تعقد جلسات التوظيف في أوروبا حتى شهر حزيران/يونيو المقبل من أجل جذب ما لا يقل عن 1900 ممرض إلى كيبيك. وهذا الرقم يفوق بخمسة أضعاف ما كان عليه قبل عامين.

(المصدر: سي بي سي، هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)

روابط ذات صلّة:

كيبيك تحّفز تلامذة التمريض على مدّ يد العون

كيبيك: حملة لاجتذاب مساعدين ممرّضين من الخارج

كيبيك: أمينة المظالم تحثّ الحكومة على تحسين الوضع في مراكز رعاية المسنّين

كيبيك تلجأ للخارج لنجدة دور الرعاية: مشروع ريادي لجذب 550 مهاجراً للعمل فيها

فئة:صحة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.