الكرونير الفنان ميشال لوفين على خشبة المسارح الغنائية في العام 1958 في مدينة كيبيك/راديو كندا

أيقونة الأغنية الكندية الفرنسية ميشال لوفين: “الغناء يشعرني بفرط من السعادة”

عندما سئل الفنان ميشال لوفين لما تغّني؟ أجاب:

بكل بساطة، لأنني أكون سعيدا وأنا أغنّي، ويغمرني فرح عارم.

لن يغّني ابن كيبيك البار بعد اليوم فهل يا ترى ستفارقه السعادة أيضا ولن يفرح قلبه بعد اليوم؟

العظماء وإن رحلوا، تبقى أصواتهم تصدح في أرجاء الكون، وميشال لوفين واحد منهم، لذا ستبقى روحه ترفرف في فضاء الكون الفسيح سعيدة، حرة، هانئة وفرحة. اتحد نجم الأغنية في كيبيك بالسماوات الرحبة ولن يمنعه شيء بعد اليوم عن الشدو بالنغمات الخالدة التي تفيض في قلبه فرحا لا يبلى.

أسلم ميشال لوفين الروح بسلام على فراشه في مستشفى فردان في مونتريال أمس الأربعاء في 14 نيسان/أبريل 2021، عن عمر ناهز الـ 83 عاما. وكان دخل مؤخرا المستشفى لعلاج مرض السرطان. 

أدمن الغناء، كإدمان المخدرات، إنه حياتي(Michel Louvain)

ستون عاما هو عمر مسيرة هذا الكرونير الكندي الذي كانت تنفذ كل بطاقات حفلاته وقد نجح في نسج علاقة استثنائية مع جمهوره خصوصا من النساء، لشدة الرومانسية والحنين وفيض المشاعر والإحساس في أدائه وفي أغنيته. 

الباكورة الغنائية في مشواره الفني عندما كان في العشرينيات من العمر، "مساء الخير حبيبتي".

في كورس كنيسة بلدة تيتفورد ماينز، مسقط رأسه في جنوب وسط مقاطعة كيبيك، بدأ المشوار وكان اسمه يومها ميشال بولين هذا الاسم الذي تغير ثلاث مرات فيما بعد في مسيرته الفنية ليستقر على ميشال لوفين.

ولد ميشال بولين في 12 تموز/يوليو 1937 في كنف عائلة مؤلفة من 7 أولاد. وكان والده يحرم نفسه من وجبات الصباح ليستطيع إطعام الأفواه المفتوحة الجائعة لأطفاله. 

كان الغناء قوت هذه العائلة الذي تشبع منه فكان والده ينشد في جوقات الكنائس وشقيقه على المسارح المحلية القريبة.

كان يعمل في متجر قريب عندما بدأ في سن الـ17 عاما يرافق شقيقه في الحفلات الغنائية، ليغني بعد ذلك بمفرده كل يوم جمعة من كل أسبوع وفيما بعد لـ6 ليالي في الأسبوع في أحد الفنادق في مدينة شيربروك جنوب مونتريال.

بعمر الـ 20 أصبح لوفين مقدما للحفلات الفنية في فندق في مدينة لافال شمال مونتريال.

"مساء الخير حبيبتي" Buenas noches me amor ، هي الأغنية الأولى بعنوانها الإسباني التي أطلقته نجما واعدا في سماء الأغنية في كيبيك، ليكون أحد روادها الخالدين لكل العصور.

الوسامة ساعدت كثيرا موهبة الصوت لدى هذا الكرونير الذي كان "معبود الجماهير" من الجنس اللطيف في شكل خاص، يعود تاريخ هذه الصورة إلى العام 1968 عندما كان عمره 31 عاما/راديو كندا

عشقُ الجمهور الهستيري لميشال لوفين في بداية مشواره لم يكن له تفسير غير أن سحره يفتن كل من يسمعه خصوصا من الجنس اللطيف. منذ أوائل العشرينات من عمره، كانت شعبيته عارمة لدرجة أن ظهوره في الأماكن العامة كان يثير أعمال شغب.

خلال إحدى حفلاته في مدينة كيبيك، تم إخراجه من المسرح عبر السطح لينزل على درجات السلم الكبير لرجال الإطفاء ... 

ظل ميشال لوفين يخطف القلوب عندما يغني حتى مع تقدمه في العمر. وكانت له إطلالات أيضا في برامج تلفزيونية يعدها ويقدمها منذ العام 1963.

حاز على أول جائزة فيليكس لصنّاع الأغنية الكندية الفرنسية في العام 2008. كما قلّد بميدالية الشرف من الجمعية العمومية في كيبيك في العام 2009، وبعضوية مجلس الفنون في كندا في العام 2015.

كان ميشال لوفين يظهر دائما بهذه الإطلالة والوجه البشوش بكل الكياسة والأناقة التي لم تغيّرها سنين عمره المديدة، تاريخ هذه الصورة يعود إلى العام 2017/راديو كندا 

خطف الموت ميشال لوفين قبل أن يمشي المسار الأخير في مشواره ويحقق أمنية أخيرة، إذ كان يعد لجولة فنية يبدأها من مسقط رأسه في تيتفورد ماينز وتحمله إلى عدة مدن أخرى عبر مقاطعة كيبيك. الموعد حدده لوفين بعد الجائحة في أيلول/سبتمبر 2021 حيث كان سيحمل لجمهوره ألبومه الـ 32 في مسيرته بعنوان: "الحياة الجميلة" La Belle Vie الذي كان أصدره في العام 2019. 

...حتى مع آخر نوتة كتبها، أشاع ميشال لوفين الفرح والسعادة وأبى أن يوّدع الرجل الهرم جمهوره بنوتة حزينة بائسة، هو الذي غنى الحب والفرح كل عمره.

ماذا قال رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو ورئيس حكومة كيبيك فرنسوا لوغو في رثاء قامة الغناء الكندي الكبرى

قال رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو "إنه أحد كبار صنّاع الأغنية في كيبيك الذي يغادرنا اليوم. سيفتقد جمهوره خفة ظلّه وأناقته والكاريزما والجاذبية التي كان يتمتع بها".

من جهته، قال رئيس حكومة كيبيك فرنسوا لوغو "إنه فنان ترك بصماته لعدة عقود خلت، كان يتميز بالاحتراف والتواضع والاحترام. إنه أسطورة عظيمة ومعبود الجماهير".

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، الموسوعة الكندية)

فئة:ثقافة وفنون
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.