حاويات بضائع في مرفأ فانكوفر في غرب كندا (أرشيف) / Darryl Dick / CP

تضاعُف العجز التجاري الكندي للسلع مرّتيْن ونصف في 2020، عامِ وصول الجائحة

سجّل العجز التجاري الكندي ارتفاعاً قوياً في 2020، وهي سنة أمضت كندا وسائر العالم أكثرَ من ثلاثة أرباعها في ظلّ جائحة "كوفيد - 19".

فقد جاء في تقرير أصدرته وكالة الإحصاء الكندية أمس أنّ العجز في الميزان التجاري الكندي للسلع مع سائر دول العالم تضاعف أكثر من مرّتيْن بين عاميْ 2019 و2020، إذ ارتفع من 15,4 مليار دولار إلى 37,3 مليار دولار.

وبالنسبة للميزان التجاري الكندي للسلع والخدمات معاً إرتفع إجماليّ العجز من 36,9 مليار دولار عام 2019 إلى 44,8 مليار دولار عام 2020.

وتراجعت القيمة الإجمالية للصادرات الكندية من السلع بنسبة 12,4% عام 2020 لتبلغ 524 مليار دولار، فيما تراجعت القيمة الإجمالية للواردات من السلع إلى السوق الكندية 8,5% لتبلغ 561 مليار دولار.

علما كندا (إلى اليسار) والولايات المتحدة يرفرفان في محيط جسر "أمباسادور" الذي يربط مدينة ويندسور الكندية بمدينة ديترويت الأميركية (Rob Gurdebeke / CP)

وتراجعت الصادرات إلى الولايات المتحدة، الشريكِ التجاري الأول لكندا، 15,7% العامَ الماضي لتبلغ قيمتها الإجمالية 376,2 مليار دولار، أدنى مستوى سنوي لها منذ عام 2013.

وشكّلت الصادرات الكندية إلى الولايات المتحدة 71,8% من إجماليّ صادرات كندا عام 2020، متراجعةً من 74,6% عام 2019.

أمّا الواردات الاميركية إلى كندا فتراجعت قيمتها أيضاً عام 2020 وبنسبة 10,9% لتبلغ 349,3 مليار دولار، أدنى مستوى سنوي لها أيضاً منذ عام 2013.

ومعظم هذا التراجع، إن في الصادرات إلى الولايات المتحدة أو في الواردات منها، عائدٌ إلى تراجعٍ في حركة تجارة السيارات وقطعها ومنتجات الطاقة.

مقر وكالة الإحصاء الكندية في أوتاوا (Sean Kilpatrick / CP)

وتقول وكالة الإحصاء الكندية إنه في ظلّ الإغلاق الذي طال صناعات عدة في كندا خلال الموجة الأولى من جائحة "كوفيد - 19" في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) وأيار (مايو) 2020، تراجعت الصادرات والواردات بشدة حتى بلغت أدنى مستوياتها التاريخية.

على سبيل المثال تراجعت القيمة الإجمالية للصادرات 28,4% في نيسان (أبريل) لتبلغ 31,7 مليار دولار، أدنى مستوى لها منذ عام 2009.

لكن تجارة السلع تعافت بسرعة لاحقاً بفضل تخفيف الإجراءات الاحترازية التي فُرضت لمواجهة الجائحة وإعادة فتح الاقتصاد تدريجياً، لاسيما بالنسبة للصناعات المنتجة للسلع، ولكون الطلب العالمي على السلع ظلّ مرتفعاً مع إنفاق الأُسر على السلع أكثر من إنفاقها على الخدمات ومع استثمار الحكومات في مشاريع بنى تحتية وتوفيرها مساعدات مالية للأفراد والمؤسسات لدعم الاقتصاد بوجه الأزمة الناجمة عن الجائحة.

فكان أن ارتفعت الصادرات تدريجياً لتبلغ 46,0 مليار دولار في تموز (يوليو) 2020، أي أدنى بـ1,9مليار دولار من مستواها في شباط (فبراير) 2020 وهو آخر شهر كامل أمضته كندا قبل أن تضربها الجائحة.

وواصلت الصادرات الارتفاع معظم الأشهر المتبقية من عام 2020 وإن أنهته بصادرات شهرية دون مستوى شباط (فبراير).

حصاد القمح في إحدى مزارع مقاطعة ساسكاتشيوان في غرب كندا (Tory Gillis / CBC)

وبالنسبة للواردات الكندية فهي تراجعت في نيسان (أبريل) 2020 بنسبة 24,1% وفي الشهر التالي، أيار (مايو)، بنسبة 3,4%، ما شكّل تراجعاً بقيمة 13,1 مليار دولار للشهريْن معاً.

وعادت الواردات لترتفع في حزيران (يونيو) بنسبة 20,1%، وفي تموز (يوليو) بنسبة 12,6%، لتتجاوز في تشرين الأول (أكتوبر) مستواها المسجَّل في شباط (فبراير).

ولاحظت وكالة الإحصاء في تقريرها أنّ تداعيات الجائحة على تجارة السلع عام 2020 تباينت كثيراً بين مُنتجٍ وآخر.

فالصادرات من منتجات الطاقة تراجعت 36,6% عام 2020. وإضافة إلى ذلك سُجِّلت تراجعات شهرية غير مسبوقة في الصادرات والواردات من سلعٍ كالسيارات وقطع غيارها.

مصنع سيارات "فورد" في أوكفيل في مقاطعة أونتاريو (أرشيف) / Chris Young / CP

وفي المقابل سجّلت صادرات المنتجات الزراعية ومنتجاتِ الصيد البحري والمنتجاتِ الغذائية الوسيطة ارتفاعاً قوياً بالرغم من الجائحة.

فبالرغم من التباطؤ الاقتصادي الناجم عن الجائحة، استفاد المصدّرون الكنديون من الطلب العالمي القوي على الحبوب والبذور الزيتية والبقوليات وفول الصويا ومن ظروف السوق المواتية لهذه المنتجات، فأرسلوا منها كميات قياسية إلى الخارج عام 2020.

ومن الأمثلة على التباينات أيضاً بلوغُ الواردات من السلع الاستهلاكية سقفاً قياسياً العام الماضي، فهي كانت مدعومةً بشكل أساسي بزيادة الواردات من معدّات الوقاية الشخصية في ظلّ جائحة "كوفيد - 19".

(وكالة الصحافة الكندية / وكالة الإحصاء الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

فائض شهري ثانٍ على التوالي في الميزان التجاري الكندي لأول مرة منذ أواخر 2016

أوّل فائض في الميزان التجاري الكندي منذ أيار (مايو) 2019 والأعلى منذ تموز (يوليو) 2014

تراجُع العجز التجاري الكندي إلى 1,7 مليار دولار في كانون الأول (ديسمبر) 2020، أدنى مستوى منذ حزيران (يونيو)

فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.