يقول الاختصاصيون الكنديون بأن آثار جائحة كوفيد-19 ستظهر على المدى الطويل في استهلاك الكنديين للمواد المسببة للإدمان.
وكشفت بيانات "المعهد الكندي للمعلومات عن الصحة" أن المزيد من الكنديين تلقوا الرعاية في المستشفيات بسبب تعاطيهم للكحول والمخدرات في الأشهر الأولى من الوباء مقارنة بالفترة ذاتها من الأعوام الماضية، قبل بدء جائحة كوفيد-19.
وتم بين شهري آذار/مارس وأيلول/سبتمبر من العام 2020، تسجيل 000 81 حالة دخول إلى المستشفى عبر البلاد، تتعلق بتعاطي المخدرات والكحول، بزيادة بلغت 4000 حالة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2019.
في هذا الإطار يقول رئيس المعهد الكندي للأبحاث حول استهلاك المخدرات في جامعة فيكتوريا الدكتور تيم نعيمي: "لقد كان واضحًا لبعض الوقت أن هناك علاقة قوية جدًا ثنائية الاتجاه بين تعاطي المخدرات ووباء كوفيد-19".
إنه مزيج قاتل. لقد كان لفيروس كورونا المستجد تأثير على تعاطي المخدرات، في الوقت الذي يساهم تعاطي المواد المسببة للإدمان، وخاصة الكحول، في انتقال الفيروس.
يوضح البروفيسور الكندي بأن الإدمان على الكحول ساهم في نشر الفيروس، "لأنه في الحفلات، عندما يشرب الناس، لا يرتدون أقنعة، ولا يحترمون بالضرورة التباعد الجسدي".
يصطف الناس لدخول متجر خمور في مدينة فانكوفر في مقاطعة بريتش كولومبيا في أقصى الغرب الكندي/راديو كندا:BEN NELMS
من جهتها، تشير كبيرة الباحثين ومحللة النظم الصحية في "المعهد الكندي للمعلومات عن الصحة" كريستينا لولاند إلى إن الوباء يؤثر سلبًا على صحة الكنديين وخاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل تعاطي المخدرات.
إن الوباء يؤثر على الصحة العقلية للكنديين، ونعلم أن هناك صلة وثيقة جدًا بين الصحة العقلية وتعاطي الكحول أو المخدرات.
وتلاحظ الأخصائية الكندية بأنه كان للوباء تأثير في عملية الوصول إلى الخدمات من قبل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل تعاطي المخدرات.
"كل ذلك تلخص لولاند، ساهم في تفاقم المشكلة، التي هي مجرد غيض من فيض".
يشير تقرير "المعهد الكندي للمعلومات عن الصحة" إلى أن عدد مرات دخول المستشفى بسبب الإسراف بشرب الخمر ارتفع بنسبة 14٪ في الأشهر السبعة الأولى من الوباء في الأحياء ذات الدخل المنخفض.
يلاحظ الدكتور تيم نعيمي، "بأنه في شكل عام، أي نوع من الإجهاد أو الضغط النفسي، سواء كان ناجما عن ضائقة اقتصادية أو كان مرتبطا بالجائحة، فهو يؤثر في شكل خاص بإيذاء الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع".
في الصورة، مسعفون يعملون على إنقاذ شخص يشتبه في إصابته بجرعة زائدة من المخدرات في مدينة فانكوفر في عام 2020/سي بي سي:Ben Nelms
من جهتها تقول كريستينا لولاند إنه "في الأحياء الأكثر ثراءً، لا توجد زيادة في هذا النوع من الاستشفاء المتعلق بإدمان الكحول والمخدرات".
وتجد الأخصائية الكندية بأن هذا النوع من المعلومات يجعل من الممكن استهداف الأشخاص المحتاجين بشكل أفضل ويسمح للعاملين في مجال الصحة العامة بالاستجابة بشكل أفضل للوضع.
انخفاض الاستشفاء المرتبط بإدمان الكحول والمخدرات بين الشباب
يشير تقرير المعهد الكندي إلى أن حالات الاستشفاء المتعلقة بالكحول انخفضت بنسبة 33٪ لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 19 عامًا، وبنسبة تبلغ 17٪ لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 29 عامًا.
تقول الباحثة كريستينا لولاند "إن هذا يمكن تفسيره بوجود قيود الوقاية الصحية. وقد أدى الحظر المفروض على إقامة الحفلات والتجمعات، وإغلاق الحانات والنوادي الليلية إبان الجائحة، إلى تراجع عدد الأحداث العالية الخطورة. وهذه هي الأخبار الجيدة الوحيدة التي نراها".
على صعيد آخر، زادت حالات الاستشفاء في البلاد، ذات الصلة بالمواد الأفيونية في الصيف الوبائي الأول، حيث وصلت إلى زيادة تقارب 55٪ في شهر أيلول/سبتمبر 2020.
ويعرب الدكتور نعيمي عن اعتقاده بأن السلطات الصحية "لم تتمكن من القيام بما يكفي للتعامل مع إمدادات الأدوية الآمنة، على حد تعبيره".
ويخلص هذا الأخصائي إلى "أن النقطة المهمة هي أن الوباء سوف ينحسر بلا شك، ولكن لسوء الحظ،، ستكون إحدى عواقبه الدائمة تأثيره على تعاطي المخدرات والسياسات المحيطة به".
(المصدر:سي بي سي، هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)
روابط ذات صلة:
بريتش كولومبيا: ثلاث وفيات يوميًّا بسبب الجرعات الزائدة
أشباه الأفيونيات: تراجع الوفيات بسبب الجرعات الزائدة في بريتيش كولومبيا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.