الأوضاع المتوترة سياسيا وأمنيا وعسكريا في سوريا ومصر ، تحجب الرؤية عن العنف المستمر في العراق منذ عشر سنوات والذي يزداد حدة وعدد ضحايا يوما عن يوم . فالمجتمع الدولي يبدو وكأنه يئس من إيجاد حل للنزاع في العراق ، الدائر خاصة بين السنة والشيعة ، والذي تتداخل فيه عدة مصالح إقليمية ودولية ، ويسعى إلى عدم تكرار هذا السيناريو المذهبي التقسيمي بين السنة والشيعة في سوريا ، بالرغم من تحوله هناك إلى واقع ، وبين الإسلاميين المتطرفين والمسلمين الليبيراليين والأقباط في مصر .
وأعمال العنف تتوالى في العراق ، وأحيانا كثيرة خارج دائرة الضوء الإعلامي باستثناء الأحداث الدراماتيكية الضخمة كما الهجوم الأخير على سجني أبو غريب والحوت الناجي في يغداد الذي أسفر عن إطلاق سراح ما لا يقل عن خمسمئة إرهابي من تنظيم القاعدة .
مراسلة القسم الفرنسي في هيئة الإذاعة الكندية أن صوفي لوموف تشرح كيف بدأ الهجوم .:
" في البداية أطلق المهاجمون قذائف الآر بي جي على السجنين تبعها تفجير عدة سيارات مفخخة وأتم الإرهابيون عمليتهم بإرسال ثلاثة انتحاريين فجروا أنفسهم على الأبواب وفي الداخل ولم تتمكن عناصر الشرطة التي أصيبت بالذهول من صدهم ".
وعن عدد الفارين وأهميتهم تقول آن صوفي لوموف :
" المعلومات تقول إن هناك خمسمئة سجين معظمهم من تنظيم القاعدة وبينهم قياديون كانت صدرت بحقهم أحكام بالإعدام ، فالإعدام شنقا معمول به في العراق . إذاً قياديون خطيرون من القاعدة كانوا ارتكبوا في السابق عدة هجمات واعتداءات . ويعتبر بعض المسؤولين أنهم قد يهربون إلى غرب البلاد للاختباء أو لعبور الحدود والمشاركة في الحرب السورية ."
وثمة سؤال يطرح نفسه إزاء ضخامة العملية حول وجود تواطؤ ما بين القاعدة وبعض القوات المسلحة . تجيب آن صوفي لوموف :
" بدون شك هناك تواطؤ بين القوى السياسية السنية التي تسعى إلى القضاء على حكومة المالكي وبعض القوات المسلحة التي تريد الخلاص من هذه السلطة الشيعية ولديهم بالتالي مصالح مشتركة في إنهاء الحكم الشيعي في العراق ".
وعن سؤال عن الرابط بين ما يجري في سوريا وما يحصل في العراق ، تقول لوموف :
" هناك رابط بدون شك . فكلما اشتدت المعارك في سوريا ، كلما انعكس الوضع على العراق فثمة حركات سلفية مرتبطة بالقاعدة ولديها مصلحة بضرب المواقع العسكرية والسجون والأحياء الشيعية والتخلص من حليف الأسد الظرفي ، نوري المالكي الذي يجسد السلطة الشيعية ".
وترى مراسلة راديو كندا آن ماري لوموف في ختام حديثها إلى القسم الفرنسي أن نجاح عملية إطلاق سراح السجناء من شأنه تعزيز موقع القاعدة وتشجيع مموليها على المزيد من الدعم والمساعدة .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.