Photo Credit: راديو كندا الدولي

قبل فوات الأوان

نشرت صحيفة لا بريس مقالا لإحدى القارئات ، جوان كارينيان ، تحت عنوان " قبل فوات الأوان " تقول فيه :

فلنقلها بصراحة ، وحده الإسلام يخيفنا . فاليهودية والشنتوية وسواها من سائر الأديان لا تزعجنا فعلا . أما الإسلام ، فهو أكثر من دين ، هو فلسفة ونمط حياة وثقافة . ولا سيما هو قناعة سياسية تدعو إلى " آمن أو تموت".

نعم ، نحن خائفون ، خائفون من الأصولية المتفشية هناك . فعندما تصل امرأة ما إلى إيران لا تخرج من الطائرة قبل وضع الحجاب . وفي باريس تقفل طرقات بأكملها للسماح للمسلمين بتأدية صلاتهم ، دون الاهتمام بالسكان المحليين الذين يمنعون من المرور والأمر ليس في الجزائر العاصمة ولا في بغذاد ، إنما في العاصمة الفرنسية .

وتتابع القارئة جوان كارينيان : لقد بدأت فرنسا تتشدد في مسألة الهجرة بعد تسامح دام طويلا . تسامحت في " التسويات " وكلما قدمت فترا طالبوا شبرا وتم إنشاء غيتوهات لم تندمج في المجتمع .فهل ننتظر هنا أيضا أن يفوت الأوان قبل فرض أسس ونظم على الواصلين حديثا ؟

إن التمعن الطويل في الواقع  دفع الكيبيكيين إلى الإدراك أن استقبال الوافدين إلينا يتطلب أكثر من مجرد كرم نفوس . فمن واجبنا أن نتأكد أن من يقرر المجيء  للعيش عندنا أن يكون مستعدا للتأقلم والاندماج وألا يتوقع أنه سينقل معه عاداته وتقاليده وطرق عيشه غير المتوافقة مع قيمنا .

وترى كارينيان أن تركيا تمكنت من إرغام موظفي قطاعها العام من عدم ارتداء الرموز الدينية فلماذا لا يحق لنا نحن أن نفرض الأمر نفسه ؟ كانت والدتي تقول لنا : " عندما تذهب إلى الصين ، يجب أن تعيش مثل الصينيين " وكان الشعور السائد في أوساطنا العائلية أن نحترم طريقة حياة من يستقبلوننا عندهم بكل طيبة . وكل الذين يأتون إلى هنا يعرفون مسبقا أن طريقة حياتهم لا تشبه طريقة حياتنا .

وتنقل القارئة ما قاله رئيس حكومة كندا ويلفريد لورييه عام 1907 والذي تؤيده بشدة : " علينا أولا أن نصر على أنه في حال كان المهاجر ذا نية حسنة ويريد أن يصبح كنديا مثلنا ، علينا أن نعامله بدون أية تفرقة . ومن المهانة أن نتصرف معه بتفرقة بسبب دينه أو عرقه أو أصله ، لكن هذا يرتكز على رغبة المهاجر في العيش ككندي في شتى المجالات ، أن يكون كنديا ولا شيء غير ذلك . وليس مسموحا هنا أن يكون الولاء لغير كندا . وكل من يعتبر نفسه كنديا ، ويحافظ على انتماء آخر ساعيا إلى فرض ثقافته وعاداته فهو ليس كنديا . لدينا مكان لعلم واحد هو العلم الكندي ولا مكان هنا إلا للغتين ، الفرنسية والإنكليزية والولاء الوحيد يبقى للشعب الكندي . ولن نقبل أحدا ، وأشدد على ذلك ، يسعى إلى أن يفرض علينا دينه أو عاداته وتقاليده " ، يقول رئيس حكومة كندا ويلفريد لورييه عام 1907 كما تنقله القارئة جوان كارينيان في ختام تعليقها المنشور في صحيفة لا بريس .استمعوا

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.