الكاتب الكندي الهايتي داني لافريير( عام 2009)

الكاتب الكندي الهايتي داني لافريير( عام 2009)
Photo Credit: أ ف ب / ميغيل ميدينا

شهر تاريخ السود في كندا: داني لافريير في مصاف “الخالدين”

استمعوا

شهر شباط فبراير هو شهر تاريخ السود في كندا. ويشارك الكنديون في مختلف أنحاء البلاد سنويا بالعديد من النشاطات والمعارض والاحتفالات لإلقاء الضوء على تاريخ الجاليات السوداء ومساهماتها في تطوير المجتمع الكندي.

القسم الفرنسي في تلفزيون هيئة الاذاعة الكنديّة يلقي الضوء بالمناسبة على حدث بارز هذه السنة، وهو حدث انتخاب كندي عضوا في الأكاديميّة  الفرنسيّة.

إنه الكاتب الكندي الهايتي داني لافريير  الذي اصبح أول كندي يدخل أكاديميّة اللغة الفرنسيّة، المؤسسة العريقة التي يعود تاريخ تأسيسها إلى العام  1635 والتي يعتبر الاشراف على اللغة الفرنسيّة وحمايتها وتطويرها من أبرز مهامّها.

وحظي لافريير بتأييد ثلاثة عشر من أعضاء الأكاديميّة من بين خمسة مرشحين ، ليصبح في الستين من عمره أصغر عضو يجلس تحت قبّة هذا الصرح العريق.

وسيحتل لافريير المقعد رقم اثنين الذي شغر بوفاة الكاتب  والممثل الفرنسي الأرجنتيني هكتور بانشيوتي، واحتله قبل ذلك بكثير الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو والكاتب الفرنسي الكسندر دوما الابن.

يقول الصحافي  في تلفزيون هيئة الإذاعة الكنديّة ماكسانس بيلودو إن الناشر الهايتي رودني سان إيلوا كان في العاصمة الهايتيّة بور اوبرانس عندما ورد خبر فوز داني لافريير في انتخابات الأكاديميّة:

يقول لافريير والضحكة تملأ صوته ردا على تهنئة سان ايلوا له: لقد فزت من الدورة الأولى  بأغلبية ثلاثة عشر صوتا.

ويتابع الصحافي  مكسانس بيلودو قائلا إن الصحافيين سارعوا لمقابلة داني لافريير الذي تحدّث لتلفزيون هيئة الإذاعة الكنديّة وبدا وكأنه لبس ثوب الأكاديمي الموقّر. يجيب داني لافريير ردا على سؤال حول موعد تسلّمه مهامه الجديدة قائلا:

لسنا على عجل من أمرنا في هذه المؤسسة. ويتابع مازحا: لقد تم انتخابي منذ عشر دقائق وبدأت بالكلام. نحن لسنا على عجل ولسنا هنا في سباق مع الوقت.

ويضيف بيلودو قائلا إن الصحافيين  وبصورة خاصة الكيبيكيين هم على عجلة من أمرهم ويتسابقون للحصول على مقابلة من الكاتب.

ويتحدّث لافريير في اعقاب ورود نبأ فوزه إلى مجموعة من الصحافيين الهايتيين في بور اوبرانس:

أنا حاليا أصغر الأكاديميين سنا في الستين من عمري. وأنا أول هايتي واول كيبيكي يدخل الأكاديميّة.

ويشير ماكسانس بيلودو إلى ان لافريير هو ثاني رجل اسود يدخل الاكاديميّة بعد ليوبولد سيدار سنغور الكاتب والشاعر وأول رئيس لجمهوريّة السنغال الذي دخلها عام 1983.

و داني لافريير وجه معروف ومحبوب في كيبيك المقاطعة الفرنسيّة الطابع التي وصلها في العام 1976 هربا من الأوضاع السياسيّة المتردّية في بلاده والقمع الذي مارسته السلطات في ظلّ عهد الدكتاتور فرانسوا دوفالييه الملقّب "بابا دوك" ومن بعده ابنه جان كلود دوفالييه المعروف ب "بيبي دوك".

وفي العام 1985، أصدر لافيريير أول كتاب تحت عنوان: "كيف تمارس الجنس مع عبد دون أن تتعب".

وقد فتح الكتاب أمامه باب الشهرة، وتمت ترجمته إلى العديد من اللغات وتمّ نقله إلى الشاشة الكبيرة عام 1989.

وواصل لافريير الكتابة وقدّم برامج في التلفزة والإذاعة بما في ذلك راديو كندا.

وانتقل إلى ميامي في ولاية فلوريدا مع أسرته عام 1990 ليعود إلى مونتريال عام 2002.

في رصيد داني لافريير مجموعة من الكتب والروايات، وهو حائز على العديد من الجوائز .

ففي العام 2006 حاز على جائزة حاكم كندا العام عن فئة آداب الشباب باللغة الفرنسيّة، وفي عام 2009  نال جائزة مديسيز  وجائزة الكتاب الكبرى في مونتريال عن كتابه "أحجية العودة" فضلا عن جوائز أخرى نالها عن مؤلفاته الباقية.

وفي العام نفسه اختير شخصيّة العام من قبل صحيفة لابرس وراديو كندا.

وفي العام 2010 منحته جامعة كيبيك في ريموسكي شهادة دكتوراه فخريّة.

وكان التتويج في الثاني عشر من كانون الأول ديسمبر عام 2013 ليدخل الكاتب الكندي الهايتي داني لافريير الأكاديميّة الفرنسيّة ويجلس فيها إلى جانب  "الخالدين" وهو اللقب الذي يحمله اعضاؤها.

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.