” لا جذور ثقافية للتفرقة ”

تحت عنوان " لا جذور ثقافية للتفرقة " كتبت الصحافية ماري كلود لورتي في لابريس تقول :

إن التعددية الثقافية مفهوم رائع لمحاربة الأفكار الضيقة والعنصرية وسائر أشكال التعصب المرتبطة بالفوارق والاختلافات ولكنه بالمقابل لا يمكن أن يتحول ، كما هي الحال ، إلى سلاح للتقهقر الاجتماعي إنما يجب أن يكون وسيلة لجمع التباينات وتعددية الأعراق والأصول الإتنية واللغات والعادات  في إطار حداثي ديموقراطي حيث يجب أن تسود بعض القيم المعاصرة التي تحميها شرعاتنا ، بدأَ بالمساواة بين الرجل والمرأة وحماية حقوق المثليين الجنسيين وهما ركيزتان أساسيتان تسعى الأديان إلى زعزعتهما عبر عودتها إلى الحياة العامة عبر الباب الخلفي  متحججة بالاختلاف الثقافي .

وتتابع ماري كلود لورتي : نعم ثمة من يؤكد أن الزيجات الإجبارية وختان البنات وسائر أعمال العنف المرتبطة بالشرف هي ظواهر لا يمكننا فهمها إلى بمنظار الفوارق الثقافية ... لا ، تقول لورتي ، إنها جرائم  لا تبررها أو تخفف من فداحتها أية فوارق ثقافية ، نقطة على السطر .

وترى لورتي أن في كيبيك حاليا عطشا مشروعا وجديرا بالثناء لإظهار تسامحنا والتأكيد عليه ، وهو بالمناسبة جديد نسبيا نظرا لأن التعددية الإتنية والثقافية ظاهرة حديثة العهد في كيبيك . وهذه الرغبة في احتضان الآخرين تدفع البعض إلى الاعتبار أن لا حاجة  لشرعة القيم الكيبيكية . لكن احترام الآخر واحتضانه تعني أيضا أن للنساء الآتيات من مجتمعات مختلفة  حقوقا مماثلة لحقوق  النساء الكيبيكيات  ما يعني عدم التسامح وعدم قبول الزيجات الإجبارية والختان وارتداء الملابس المحتشمة قسرا وسائر المظاهر التي تنم عن عدم المساواة وبخاصة منذ ما تمكن مجتمعنا من إقصاء الكنيسة وتعاليمها الخلقية ونظرتها الاجتماعية عن حياتنا اليومية .

وتتابع ماري كلود لورتي في لا بريس : الواقع أن الزيجات الإجبارية بعد شهادات العذرية وقتل الأخوات شافيا وقتل الشابة أقصى بارفيز لرفضها ارتداء الحجاب   تثبت أن سلامة المرأة ومساواتها بالرجل مطروحة فعلا على الجدل وردود فعل مؤسساتنا هي أحيانا مرتبكة جراء رغبتنا التزام مبدأ التعددية الحاضنة . ويمكننا أعطاء أمثلة أخرى كعميد كلية الفنون في جامعة يورك الذي اعتبر مقبولا رفض أحد الطلاب العمل في فريق يضم فتيات أو جامعة ريجينا حيث يبدو أن بعض الأساتذة وافقوا على فصل الفتيات عن الفتيان في صفين مختلفين .

قد لا تغير شرعة المبادئ الكيبيكية عقلية هؤلاء المتزمتين الذين يرفضون متابعة الدراسة بجانب الفتيات أو يرسلون بناتهم إلى أخر العالم لتزويجهن برجال لا يعرفنهم وسيغتصبونهن ليلة زواجهن ، تقول ماري كلود لورتي وتتساءل : ولكن ألا يجب أن نبدأ من مكان ما رسميا جماعيا وبصورة علنية لإيجاد أفضل السبل الممكنة حتى لا تعيدنا تعدديتنا الثقافية ووانفتاحنا ، رغما عنا ، إلى تيار محافظ بربري يستحق الجميع التحرر منه ؟

وتختم ماري كلود لورتي تعليقها في لابريس : المساواة حق مكتسب للجميع تكرسه الشرعتان الكندية والكيبيكية وليس نابعا عن ثقافة إنما هو قيمة إنسانية كونية .استمعوا

فئة:مجتمع، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.