علق الصحافي الكندي في لو دوفوار سيرج تروفو على تطور الأحداث في القرم وتساءل عن الخطوة التالية للرئيس بوتين بعد انضمام القرم إلى روسيا . قال :
غداة الاستفتاء الذي كرس ، كما كان متوقعا ، انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا ، قدمت بولونيا ودول البلطيق خلال انعقاد قمة دول الاتحاد الأوروبي في بروكسيل ، لائحة طويلة بالعقوبات التي تتمنى فرضها على روسيا تتعدى المئة عقوبة . أما على الطرف الآخر من الطاولة فقدمت بريطانيا القلقة جراء سحب أموال طائلة من مصارفها ، عددا من العقوبات غير المجدية . وفي النهاية ، ربح خيار بريطانيا وألمانيا وفرنسا على خيار بولونيا ودول البلطيق وتم إقرار بعض العقوبات على حوالي اثني عشر شخصا منها عدم السماح لهم بالتنقل في دول الاتحاد وتجميد أموالهم في المصارف الأوروبية بينما ذهب الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى أبعد بقليل عن الموقف الأوروبي فطاولت عقوباته المقربين جدا من الرئيس الروسي .
ويرى سيرج تروفو أن بوسع فلاديمير بوتين ، وقد أيقظ النزعة الوطنية الإتنية أن يفعل في شرق أوكرانيا وجنوبها ما فعله في القرم سيما وأن شعبيته داخل روسيا وتلك المناطق في أوكرانيا قفزت من سبعة وعشرين بالمئة إلى سبعة وستين بالمئة اليوم وقراءة ما يكتب حاليا في روسيا وسماع ما يقال يدفع إلى خوف حقيقي .
وفي حال قام بوتين بخطوة مماثلة في شرق أوكرانيا ستعمد الولايات المتحدة إلى فرض المزيد من العقوبات . عندها سيطرح السؤال المقلق : إلى أي مدى يمكن معادة روسيا التي ما زال الغرب بحاجة إليها ؟ فلا حل للنزاع السوري الذي تسبب حتى الآن بمقتل مئة وخمسين ألف شخص ، ولا حل للملف النووي الإيراني بدون مساعدة روسيا .
ويتابع سيرج تروفو في لو دوفوار : إزاء هذه التحديات ، يبدأ نائب الرئيس الأميركي جو بايدن سلسلة مفوضات لم تكن مقررة منذ بضعة أيام حيث يلتقي دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي والتي كانت ترغب بفرض عقوبات أكثر صرامة أي بولونيا وليتوانيا وأستونيا أي الدول التي تسببت بانضمامها إلى الحلف بدفع بوتين إلى التشدد في علاقاته مع دول الغرب .
ويختم سيرج تروفو مقاله في لودوفوار : في الحادي والعشرين من الشهر الجاري يقوم رئيس الحكومة الأوكرانية بتوقيع الشق السياسي لاتفاق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الذي تسبب بقيام الشعب بالثورة على الرئيس السابق الذي رفض توقيعه وكان جل ما يتمناه الشعب الأوكراني وضع حد للفساد المستشري ليس إلا .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.