رئيسة حكومة كيبيك الخارجة وزعيمة الحزب الكيبيكي بولين ماروا في مقر الجمعيّة الوطنيّة الكيبيكيّة

رئيسة حكومة كيبيك الخارجة وزعيمة الحزب الكيبيكي بولين ماروا في مقر الجمعيّة الوطنيّة الكيبيكيّة
Photo Credit: و ص ك / جاك بواسينو

بولين ماروا: أعتزل السياسة وقلبي مفعم بالأمل

استمعوا

كرّست نحو 4 عقود من حياتها للعمل السياسي، تبوّأت مناصب وزاريّة عديدة في حكومات الحزب الكيبيكي، اصبحت أول سيّدة تتولّى رئاسة الحكومة في مقاطعة كيبيك الفرنسيّة الطابع.

إنها بولين ماروا، زعيمة الحزب الكيبيكي الانفصالي النزعة ورئيسة الحكومة الخارجة في كيبيك التي أعلنت اعتزال العمل السياسي بعد أن مني حزبها بخسارة مريرة في الانتخابات الأخيرة التي جرت في المقاطعة في السابع من نيسان ابريل الجاري.

وكانت مرارة الهزيمة اكبر ربّما مع خسارة ماروا شخصيا لمقعدها في دائرة شارلوفوا الانتخابيّة.

وقد أعلنت ماروا على الأثر اعتزالها العمل السياسي لتطوي بذلك صفحة من حياتها طويلة وحافلة بالأحداث.

الصحافيّة في تلفزيون هيئة الإذاعة الكنديّة جوزيه تيبو تلقي الضوء على مسيرة بولين ماروا السياسيّة فتشير إلى أن ماروا تسلّقت درجات السلّم تباعا طوال 40 عاما قضتها مع الحزب الكيبيكي وتتابع:

تحمل ماروا شهادة في الخدمة الاجتماعيّة وشهادة ماجستير في إدارة الأعمال. وقد استهواها العمل السياسي مع رئيس الحكومة الأسبق جاك باريزو والوزيرة السابقة ليز باييت.

وفي العام 1981، كانت القفزة نحو العمل السياسي الواقعي عندما كانت ماروا حاملا بطفلها الثاني من بين 4 أولاد رزقت بهم من زواجها بصاحب الأعمال كلود بلانشيه.

فقد تمّ تعيينها وزيرة دولة لأوضاع المرأة، لتبرز بعد ذلك طموحاتها السياسيّة بوضوح كما تقول جوزيه تيبو التي تضيف بأن ماروا ترشّحت في السباق على زعامة الحزب الكيبيكي لخلافة زعيمه ومؤسّسه رينيه ليفيك.

وتشرح بولين ماروا السبب وراء هزيمتها فتقول:

يرى الجميع أنني جيّدة وقادرة على العمل لكنّهم يفضّلون أن أكون زميلتهم لا زعيمتهم.

ورغم عدم فوزها بالزعامة، ظلّت بولين ماروا وفيّة للحزب الكيبيكي وتولّت مناصب وزاريّة عديدة في عهد رؤساء حكومات الحزب المتعاقبين جاك باريزو ولوسيان بوشار وبرنار لاندري كما تقول الصحافيّة جوزيه تيبو التي تضيف:

على مدى السنوات تمّ تعيين ماروا في 15 وزارة، من الصحة إلى التربية والماليّة لتصبح الشخصيّة الكيبيكيّة التي تولّت أكبر عدد من الحقائب الوزاريّة في تاريخ المقاطعة.

وتترك ماروا وراءها إرثا مهمّا من الانجازات، من اللجان المدرسيّة التي تقدّم خدمات لمدراء المعاهد التربويّة بهدف تكريس عملهم لخدمة الطلاب وتعزيز مكانتهم التربويّة، إلى مراكز الحضانة التي تستقبل الأطفال الصغار دون سن الدراسة بما يلبي حاجات الاسر الكيبيكيّة.

لكن رصيد ماروا لا يخلو من السلبيّات. فهي قد اجرت اقتطاعات حادّة في موازنة القطاع الطبي يوم كانت وزيرة للصحّة في حكومة برنار لاندري بهدف القضاء على العجز في الموازنة.

وبعد استقالة لاندري، فشلت ماروا وللمرّة الثانية في السباق على  زعامة الحزب الكيبيكي التي فاز بها منافسها اندريه بواكلير.

وقرّرت يومها اعتزال العمل السياسي لأنها قالت إنها لم تعد تشعر بالرغبة في مواصلته.

لكنّ طلاقها مع السياسة لم يدم طويلا وعادت ماروا إلى الحلبة عام 2007:

كلي شغف للالتزام من جديد في خدمة كيبيك التي أحبّها قالت ماروا يومها.

وفازت ماروا بزعامة الحزب الكيبيكي في محاولتها الثالثة لهذه الغاية ونالت تأييد أكثريّة نوابه.

وفي العام 2012 فازت بحكومة أقليّة في الانتخابات التي جرت في الرابع من أيلول سبتمبر لتصبح أول سيّدة تتولى هذا المنصب في كيبيك.

وتعرّضت في تلك الليلة أثناء إلقاء كلمتها بعد إعلان نتائج الانتخابات لمحاولة اغتيال عندما اطلق شخص النار عليها من بندقيّة نصف اوتوماتيكيّة.

وكان متعذّرا عليها خلال فترة حكمها الوفاء بتعهّداتها الانتخابيّة ومن أبرزها إلغاء الضريبة على الصحّة وزيادة الإتاوات على المناجم والتعدين ومشروع القانون حول المساعدة الطبيّة على الموت.

ومن أبرز إنجازات حكومتها التي لم تعمّر أكثر من سنة ونصف، إقرار القانون حول نزاهة العقود في القطاع العام.

وكانت الهزيمة مرّة في الانتخابات الأخيرة بالنسبة للحزب الكيبيكي ولكنّ وزراء الحزب شكروا زعيمتهم وأثنوا على أدائها وعلى عطائها المستمر منذ نحو 4 عقود وعلى دورها في إنهاض الحزب من كبوته يوم تسلّمت الزعامة.

40 عاما حفلت بالأحداث المشرقة والأقل إشراقا ، والمؤكّد أن بولين ماروا أقفلت باب السياسيّة بصورة نهائيّة هذه المرّة.

 

 

 

 

 

 

 

فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.