ساحة البلاس دي زار في وسط مونتريال تضجّ بالحركة وتحفل بمجموعة من النشاطات الفنيّة والثقافيّة التي تجتذب إليها محبّي الفنون والتسلية والمرح من أبناء المدينة والكنديّين من مختلف أنحاء البلاد والسيّاح على حدّ سواء.
وتزدحم الساحة بالحضور خلال المهرجانات العديدة ومن أبرزها مهرجان الجاز الذي يجتذب سنويّا عشرات آلاف الزّوار منذ انطلاقه عام 1980.
وتكرّم ساحة البلاس دي زار بين الحادي عشر من نيسان إبريل ومطلع حزيران يونيو هذه السنة الفنّان والمخرج السينمائي ورسّام الرسوم المتحرّكة الكندي نورمن ماكلارين.
والنشاط هذا واحد من بين مجموعة من الأنشطة ينظّمها مسرح البلاس دي زار بالتعاون مع المكتب الكندي الوطني للأفلام في الذكرى المئويّة لولادة ماكلارين.
ماكلارين mur à mur كناية عن مجسّم يحتل أحد اجزاء الساحة يقوم الزوار من خلاله بتحريك مربّعات خشبيّة ملوّنة فوق سجّادة متحرّكة داخل المجسّم.
ويحدث تحريكها ووضعيّتها انعكاسات من كلّ الألوان على الجدران المقابلة للمجسّم تترافق مع أنغام موسيقى تتغيّر وفق تحريك المربّعات، في مشهد ممتع للأذن والعين ومسلّ للكبار والصغار في آن معا.
وتقول المسؤولة عن مراقبة المجسّم إنها تتحكّم أحيانا بحركته لتتيح أمام الأطفال تحريك أكبر عدد من المربّعات الملوّنة التي تتكدّس فوق بعضها البعض ليحدث تراكمها انعكاسا للألوان بصورة أضخم على الجدران تثير فرحهم وإعجابهم.
واللّعبة الفنيّة إن امكن تسميتها كذلك، مستوحاة من فنّ نورمن ماكلارين، رسّام الرسوم المتحرّكة الذي كان يرفض التصديق بأن الأخوين لوميير كانا وراء اختراع السينما لأنّ السينما حسب رأيه هي عمليّة خلق مستمرّ، ولأن الأبحاث والاختبارات حسب رأيه جزء لا يتجزّأ من الانتاج الفنّي.

نورمن ماكلارين فنّان كندي ، اسكتلندي المولد وواحد من روّاد صناعة فن الرسوم المتحرّكة عالميّا.
ابصر النور في 11 نيسان ابريل عام 1914 في مدينة ستيرلينغ في اسكتلندا. وتابع دراسته في معهد غلاسكو للفن.
تمثّلت تجربته الأولى مع الرسوم المتحرّكة من خلال شطب مضمون الأفلام وتصويرها كلّما سنحت له فرصة التقاط الكاميرا.
كما طوّر عدّة مفاهيم سينمائيّة من بينها فن التصوير المباشر و"الستوب موشن" والرسم المتحرّك.
وكان له الفضل في تحديث الصّوت من خلال رسم المسار السمعي البصري للأفلام مباشرة.
واعتمد نظام معايير خاص لأوجه التطابق بين مساحات الخطوط والنوتات الموسيقيّة.
ويقال عنه إنه كان يرسم ليساعدنا على أن نسمع وكان يبحث دوما عن التكافل بين الصوت والصورة.
عمل نورمن ماكلارين في مكتب كندا الوطني للأفلام . في رصيده نحو 28 فيلما، كان أوّلها فيلم "من السابعة حتى الخامسة" الذي اخرجه عام 1933 وآخرها فيلم "نرجس" الذي أخرجه عام 1983، قبل 4 سنوات على وفاته عام 1987.
أدرجت أفلامه على لائحة السجل الدولي لذاكرة العالم التابع لمنظّمة اليونيسكو، الذي يضمّ قائمة بكافة مجموعات التراث الوثائقي وفقا لما تحدّدها اللجنة الاستشاريّة الدوليّة لبرنامج ذاكرة العالم.
كما حاز على العديد من جوائز التقدير، من بينها جائزة اوسكار نالها عام 1952 عن فيلمه "الجيران" عن فئة أفضل فيلم وثائقي قصير.
وهو حائزعلى ميداليّة الأكاديميّة الملكيّة الكنديّة للفنون عام 1962ونال وسام الاستحقاق الكيبيكي من رتبة ضابط عام 1985 ووسام الاستحقاق الكندي عام 1973.
وسيبقى نورمان ماكلارين واحدا من كبار فناني صناعة السينما وصاحب جرأة وأصالة فريدة في عطائه الفنّي الخلاّق.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.