يحملون جراحهم وآلامهم وخيباتهم ويرحلون بحثا عن وطن جديد وسلم واستقرار ورفاه لم يؤمنه وطنهم الأم . ومع الجراح والآلام ، ذكريات بحلوها ومرها ، وقلق على من لم يحالفه الحظ بالخروج من جحيم الحرب وأمل بمستقبل أفضل ولو في بلاد غريبة .
إنه حال ملايين السوريين الذين فرضت عليهم الحرب ترك أرضهم وبيوتهم وأهلهم وماضيهم والرحيل . منهم داخل الوطن ومنهم إلى مخيمات اللاجئين والنازحين في دول الجوار ومن حالفه الحظ فإلى غربة في وطن جديد قد لا يعرفون حتى لغته أو موقعه على الخارظة .
من بين تلك الدول التي فتحت أمامهم باب اللجوء ، السويد . وقد قامت الصحافية في هيئة الإذاعة الكندية دوروتي جيرو بتفقد أوضاعهم في مدينة سوديتاليا القريبة من العاصمة ستوكهولم وحيث يعيش آلاف السوريين بانتظار حصولهم على حق اللجوء أو الهجرة وسألتهم عن أوضاعهم ومعاناتهم وأسباب وجودهم :
وخلافا لكثير من الدول ، فتحت السويد أبوابها وقدمت مساعداتها للاجئين السوريين ووضعت برامج اجتماعية وتعليمية لخدمتهم . وتعمد سلطات مدينة سوديتاليا على تعليمهم اللغة السويدية في مدارس متخصصة تستقبل حوالي ألف طالب سنويا ، غالبيتهم من السوريين لتمكينهم من إيجاد عمل لائق والاندماج في مجتمعهم الجديد . وإضافة إلى ذلك تقدم مبلغ ألف دولار شهريا لكل طالب لجوء أو هجرة سوري يتلقى دروس اللغة السويدية ويمتثل لخطة محددة للتأقلم .
وبالرغم من الحياة الجديدة التي ينعمون بسلمها وأمانها في الوطن الثاني ، وبالرغم من جحيم الحرب في وطنهم الأول ، يبقى الحنين إلى أيام خلت وماض لا تنتزعه إقامة في مجتمع آخر وبخاصة ، يبقى القلق من المستقبل وعلى الأهل والأصدقاء والجيران الذين لم يحالفهم الحظ بالرحيل .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.