أعلن الإمام سيّد سوهاروردي إضرابا عن الطعام لمدة ثمان واربعين ساعة للتنديد بمقتل الصحافي الأميركي جيمس فولي على يد تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
والإمام سوهاروردي المقيم في مدينة كالغاري في مقاطعة البرتا ، هو مؤسّس مجموعة "مسلمون ضد الارهاب" ومؤسّس المجلس الإسلامي الأعلى في كندا وهو أيضا رئيس المجلس الاعلامي الأعلى في كندا وهو رئيسه حاليّا.
إضراب عن الطعام للتنديد بتنظيم " الدولة الاسلاميّة":
يقول الإمام سوهاروردي في مستهلّ حديث أجريته معه إنه أراد من خلال الإضراب عن الطعام أن يؤّكّد للجميع أن الإسلام يحرّم قتل الأبرياء وقطع الرؤوس و أن القتل جريمة في نظر الاسلام ويضيف:
عناصر تنظيم "الدولة الاسلاميّة" يمعنون في القتل، ويقتلون مسلمين وغير مسلمين وكلّ من يخالفهم الرأي. وهم يدّعون بعد ذلك أنهم من خيرة المسلمين.
ولهذا السبب يتابع الامام سوهاروردي، أعلنت الإضراب عن الطعام للفت الانتباه إلى طبيعتهم الغريبة عن الاسلام وغير الانسانيّة .
ويضيف أنهم في نظره مجرمون وأن ما يقومون به باسم الاسلام هو غريب تماما عن الاسلام ، ولو تمّ تطبيق الشريعة عليهم لكانوا استحقّوا العقاب الصارم.
ويشير إلى أن الاضراب عن الطعام ترك مضاعفات إيجابيّة ويضيف قلئلا:
لقد تفاجأت وسررت بالردود الايجابيّة التي وردتني من الكنديين من كلّ المعتقدات، من مسلمين وغير مسلمين .
وكانت الردود كثيرة لدرجة عجزت معها عن توجيه شكري للجميع يقول الإمام سيّد سوهاروردي.
ويعرب عن ارتياحه لأنه نجح في لفت الأنظار إلى هذه المسألة وإلى أن ما يقوم به تنظيم القاعدة في العراق وفي سوريا هو غير مقبول وأن الفظائع التي يرتكبها التنظيم منافية لتعاليم القرآن و تقابل بالتنديد.
رسالة الإمام سوهاروردي إلى الشباب المسلم:
وسألت الإمام عن الرسالة التي أراد توجيهها إلى الشباب المسلم في كندا فأجاب بأن التنظيم نجح ولسوء الحظ كما يقول في تعبئة عدد من الشباب الكندي للقتال إلى جانبه في العراق وسوريا.
ولقي ثلاثة شبّان منهم حتفهم هنالك وهم جميعا من مدينة كالغاري . وتابع سوهاروردي قائلا:
أردت أن أوصل رسالتي إلى الشباب المسلم لإقناعهم بأنهم تعرّضوا لغسل دماغ وأن ما يقولونه لهم هو غريب عن الاسلام ومناف لتعاليم القرآن وتعاليم النبي محمّد. ولم يسبق أن قام المسلمون بممارسات كهذه على مدى تاريخهم.

وسألته عن توقعاته ومضاعفات حملته على الشباب المسلم فأكّد قناعته بأن الشباب المسلم سيستمعون له ويصغون إلى رسالته وأضاف:
كنت مسرورا برؤية العديد من الشباب المسلم جاؤوا إليّ خلال إضرابي عن الطعام وطرحوا الأسئلة وأرادوا معرفة الفرق بين الجهاد والارهاب وطرحوا أسئلة حول سياسات الغرب في الشرق الأوسط.
ويتابع الإمام سوهاروردي قائلا بأنه سيكون في غاية السرور لو نجح في تغيير موقف شابّ واحد وثنيه عن الانجراف في خطّ التشدّد.
وأوضح أنه تلقّى العديد من الردود وتواصل مع شباب كثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووصلت الرسالة كما أرادها من خلال هذا التواصل.
أسباب الانجراف وراء التنظيمات المتشدّدة:
وحول الأسباب وراء اجتذاب هذه المجموعات المتشدّدة للشباب وخصوصا الشباب المسلم في الغرب يقول الإمام سيّد سوهاروردي إن ثمّة أسبابا عديدة تفسّر استغلال مجموعات مثل القاعدة وبوكو حرام وتنظيم"الدولة الاسلاميّة" وطالبان للشباب ويضيف شارحا:
في طليعة الأسباب سياسة الولايات المتحدة واوروبا والغرب في الشرق الأوسط وحول العالم التي يرى الكثيرون أنها غير عادلة وغير صادقة.
والسبب الثاني يعود إلى سوء تفسير الآيات القرآنيّة والحديث وهو تفسير يضلّل الشباب، فضلا عن ادعاء البعض باطلا بأنهم علماء الاسلام.
والسبب الثالث يعود إلى حال الفقر والتهميش والاوضاع العائليّة الصعبة والتي تشكّل أرضا خصبة للتنظيمات المتشدّدة لاجتذاب الشباب إلى صفوفها.
ويضيف ردّا على سؤالي بأن هذه الحال الأخيرة لا تنطبق على الشباب المسلم فحسب بل على شباب من كل الديانات والثقافات ويشير إلى شباب كنديين من بينهم على سبيل المثال يحيا ماكغواير من اوتاوا الذي اعتنق الاسلام و داميان كليرمونت الذي اعتنق الاسلام هو الآخر ولقي مصرعه عندما كان يقاتل في سوريا.
وسألت الإمام سوهاروردي أخيرا عن موقفه من منظّمات عديدة غير تنظيم "الدولة الاسلاميّة" موضوعة على لائحة الارهاب في كندا فأجابني قائلا:
لقد أنشأت مجموعة "مسلمون ضد الارهاب" قبل أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر وتحديدا في العام 1998.
وكنت على يقين من وجود أشخاص في الجاليات المسلمة تعتمد العنف والارهاب والخطف وكلّها أمور غريبة عن الاسلام كما نعرف جميعا.
من هنا، فنحن نندّد بكل منظّمة تمارس العنف والارهاب أيّا كانت وأيا كانت تسميتها وأنى كانت تنشط.
ويؤكّد معارضته للعنف بحقّ الأبرياء إلى أي ديانة انتموا ويضيف بأن كل الديانات تحرّم القتل والعنف.
المجلس السلامي الأعلى في كندا ودور ه في التثقيف على التسامح:
وفي ختام حديثه يؤكّد الإمام سيّد سوهاروردي على دور المجلس الاسلامي الأعلى في كندا في تحسين صورة الاسلام في الغرب التي تشوّهت بفعل ممارسات منافية لتعاليم الاسلام.
والمجلس ، ومقرّه في كالغاري، ينشط في العديد من المدن الكنديّة ويقدّم برامج لثني الشباب عن السير في خط التشدّد والاصغاء إلى مطالبهم وتعليمهم الاسلام الحقّ الذي يدعو إلى التسامح ونبذ البغضاء.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.