طائرة مقاتلة كندية

طائرة مقاتلة كندية
Photo Credit: و ص ك / ناتان دينيت

كندا: أبعاد المشاركة في الحرب

يتداول مجلس النواب الكندي اليوم في المذكرة التي رفعها رئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر أمام مجلس العموم يوم الجمعة الفائت بشأن قرار الحكومة المشاركة في

أعمال حربية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" بإرسال ست طائرات حربية وطواقمها وأكثر من مئة جندي لتنسيق العمليات الحربية.

النقاش طبعا مبدئي وشكلي ويهدف خاصة إلى تسجيل موقف للتاريخ . ذلك أن القرار ستتم المصادقة عليه نظرا لتمتع حزب المحافظين بأكثرية نيابية. ولدى زعماء الأحزاب ، بمن فيه الحزب الحاكم ، مواقف مبدئية طبعا لكنها تنبع أيضا من اعتبارات ومصالح  سياسية وقواعد شعبية تؤيد أو تعارض التدخل العسكري.

وإذا كان كل زعماء الأحزاب متفقين على توصيف التنظيم بالإرهابي الذي يشكل خطرا على العالم ، فمقاربة احتوائه أو السعي لإلغائه تختلف لكنها تتطابق مع تاريخ أحزابهم : فالمحافظون كانوا طالبوا بشدة بمشاركة كندا في الحرب على العراق عام 2003 واعتبر زعيمهم المعارض يومها رئيس الحكومة اليوم ستيفن هاربر بأنها حرب من أجل الحرية والديموقراطية. والليبيراليون المعارضون اليوم كانوا في الحكم يومها بزعامة جان كريتيان الذي رفض إدخال كندا في الحرب وصمد في وجه الضغوط الأميركية . أما الحزب الديموقراطي الجديد المعارض، وهو لم يتسلم الحكم يوما ، فهو ما زال أمينا على تراثه الديموقراطي الاجتماعي الرافض للحرب والمطالب بالاكتفاء بالمشاركة الإنسانية.

ولكن بعيدا عن موقف الأحزاب ، ما أهمية المشاركة الكندية في الحرب ؟ ثمة إجماع على أن المشاركة الكندية لن تقدم أو تؤخر شيئا في العمليات الحربية وأن الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى ست طائرات مقاتلة ولديها الآلاف إنما هي بحاجة إلى دول نافذة تنضم إلى التحالف وتغطي معنويا الحرب على الإرهاب.

وثمة من يتهم كندا بأنها تأخرت كثيرا عن الانضمام إلى التحالف الدولي عسكريا. وحول هذه المسألة يعلق العقيد المتقاعد في الجيش الكندي ريمي لاندري قائلا:

"التدخل الكندي قد يبدو متأخرا ولكن على الناس أن يدركوا أن كندا لا تمتلك القدرة العملانية والاستراتيجية التي تمتلكها الدول العظمى كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا". ويعزو تأخر صدود القرار الكندي إلى عدة عوامل قائلا:

"بدون شك كانت كندا تريد ضمانات حول كيفية عمل هذا التحالف وليس لكندا موطئ قدم في المنطقة كسائر الدول المشاركة، ما طرح أكثر من سؤال : أين سيتمركز الجنود ، من أين ستقلع طائراتنا ، ما هي المهمات التي ستوكل إلينا ، كيف سيتم إنشاء القيادة العامة ؟ كيف سيتم التنسيق لتحقيق النتائج المرجوة من تدخلنا ؟ أسئلة كانت كندا تنتظر الاجابة عليها قبل إرسال طائراتها وتدخلها العسكري.

أما بالنسبة إلى موقف الرأي العام الكندي فقد أشار استطلاعان للرأي أنه يدعم التدخل العسكري ، وهذا ما يحصل عادة  في البداية وقد تغير مجريات الحرب هذا الدعم علما أن لا أحد يضمن أن تنتهي في ستة أشهر ، وهي الفترة التي حددتها الحكومة الكندية لمهمتها العسكرية في حين يؤكد الجميع وعلى رأسيهم الرئيس الأميركي أنها ستستمر عدة سنوات.استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.