مدينة مونتريال

مدينة مونتريال
Photo Credit: istock

مونتريال: قاطرة الاقتصاد في مقاطعة كيبيك؟

هل مدينة مونتريال فعلا قاطرة الاقتصاد في كيبيك ام أنها عامل يثقل اقتصاد المقاطعة؟

سؤال طرحه المعهد الكيبيكي وجاءت الإجابة عنه في دراسة نشرها مطلع الأسبوع.

وترسم الدراسة صورة مقلقة بعض الشيء إذ تؤكّد أن مونتريال هي بالفعل قاطرة قويّة لاقتصاد كيبيك ولكنّ تعثّر ادائها يترك مضاعفات سلبيّة على المقاطعة بأكملها.

وتشير الدراسة إلى عدد من نقاط الضعف من بينها عدد الحاصلين على شهادة جامعيّة من فئة الشباب في الخامسة والعشرين من العمر .

والمعدّل في مونتريال يبلغ 26،5 بالمئة وهو الأدنى في كندا مقارنة بالمدن الكبرى ومحيطها .

وثمّة عامل آخر وهو أن 30 بالمئة من الشركات نقلت مقرّها الرئيسي إلى تورونتو خلال الفترة ما بين عامي  1999 و2012 في حين لم تفقد تورونتو سوى 5 بالمئة من المقرّات الرئيسيّة للشركات.

كما تفيد الدراسة بأن اقتصاد مقاطعة كيبيك  سيكون أفضل لو أن أداء مونتريال يوازي معدّل أداء باقي مدن البلاد.

وتحلّ مونتريال في المرتبة الثانية بعد مدينة كالغاري من حيث التأثير على اقتصاد باقي المقاطعة.

وكان رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار قد تعهّد خلال الحملة الانتخابيّة في آذار مارس من العام الماضي 2013  بخلق 250 ألف فرصة عمل جديدة على مدى 5 سنوات في حال فوز الليبيراليين بالسلطة.

لكنّ التعهّدات لم تتحقّق حتى الآن. ويشرح وزير الاقتصاد الكيبيكي  كارلوس ليتاو الأسباب فيقول إن ما تعهّد به الليبراليون لم يكن وعدا بل هدفا وضعه الليبراليون نصب اعينهم.

والأمور ليست على أفضل حال  بعد 6 أشهر على تولي الحزب الليبرالي المحلي السلطة في كيبيك، ولكن ما زالت أمامه أربع سنوات ونصف كما يقول الوزير ليتاو ويتابع:

لست مستعدّا للتخلّي عن جهودي والاجراءات التي نتّخذها ستسهم في عودة مناخ الثقة وفي حلحلة الاستثمارات الخاصّة التي تساعد على خلق الوظائف.

رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار
رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار © PC/Graham Hughes

وبالعودة إلى مونتريال، فسكّان مونتريال الكبرى يشكّلون 49 بالمئة من مجموع سكّان  كيبيك ويساهمون في 53 بالمئة من الناتج المحلّي الإجمالي للمقاطعة.

الصحافي في تلفزيون هيئة الإذاعة الكنديّة ومحرّر الشؤون الاقتصاديّة جيرالد فيليون أجرى مقابلة مع وزير المال الكيبيكي السابق ومدير معهد كيبيك ريمون باشان الذي أكّد أن مونتريال هي بالفعل قاطرة الاقتصاد في كيبيك ولكنّها تعاني بعض الصعوبات في المرحلة الراهنة .

والسؤال مطروح منذ سنوات عديدة حول الترابط بين اقتصاد مونتريال واقتصاد باقي المقاطعة ومدى تأثير الأول على الباقين.

وعكفت مؤسسة الكونفرانس بورد للدراسات الاقتصاديّة على البحث في الموضوع وجاءت النتائج واضحة يقول الوزير السابق ريمون باشان ويضيف:

مونتريال فعلا قاطرة الاقتصاد. وعندما تكون غنيّة فهي تُغني باقي المناطق .

وهي قاطرة اقتصاديّة ذات قوّة كبيرة وهي الأكبر بعد كالغاري. وتأثيرها يفوق تأثير مدينة تورونتو على اقتصاد مقاطعة اونتاريو.

وكلّما ازداد الناتج المحلّي  لمونتريال ازداد غنى المناطق الأخرى في كيبيك.

وكلّما ارتفع ، تتسارع وتيرة تأثيره الايجابي على اقتصاد باقي المناطق يقول الوزير السابق ريمون باشان ويضيف:

كما هو معروف في الشمال الأميركي وفي العالم، فالنمو الاقتصادي يأتي بفضل  التجمعات السكنيّة الكبيرة . وهذه هي حال مونتريال الكبرى التي تضمّ نحو 4 ملايين نسمة.

وثمّة عامل جذب يدفع بالشركات والمؤسّسات الكبرى إلى توسيع رقعة نشاطها نحو المناطق.

والأمر سيّان بالنسبة لحركة السياحة. فمونتريال هي المدخل السياحي نحو  كيبيك. ولكنّ السيّاح ينتقلون منها بعد ذلك إلى باقي أنحاء المقاطعة.

وهذا يفسّر ظاهرة التأثير الذي تلعبه مونتريال على اقتصاد المقاطعة بأكملها.

وصحيح أن أداء مونتريال الاقتصادي هو أقلّ حاليّا ممّا كان عليه قبل عدّة سنوات .

و التراجع الحاصل منذ خمس وعشرين سنة والذي هو بحدود واحد بالمئة أدّى إلى تراجع الناتج  الاجمالي المحلي يقول الوزير باشان ويضيف:

بكلام آخر، نحن أقل غنى ككيبيكيين ومونترياليين لأن اداء مونتريال ليس كما ينبغي أن يكون.

والعبرة التي نستخلصها من ذلك تقضي بأن تقول الحكومة وباقي المناطق بأن اقتصاد مونتريال يجب أن يعود إلى نشاطه المعهود.

ويجب أن يقتنع الجميع بأن العمل على تعزيز اقتصاد مونتريال لا يعني إطلاقا الانتقاص من قدرات المناطق الباقية .

ومن الأهميّة بمكان تفعيل كافة القطاعات وفي طليعتها قطاع الصناعة  والصناعات الجويّة وقطاع المنتجات الصيدلانيّة وقطاع المعلوماتيّة والثقافة والسينما وسواها.

وهذه كلّها قطاعات قويّة أصلا وينبغي تعزيز القدرات التنافسيّة فيها يختم وزير المال السابق ريمون باشان.

 

 

استمعوا

 

 

 

فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.