"لا أرغب في أن أكون عربيّة" عنوان كتاب نشرته الصحافيّة الكنديّة السوريّة اللبنانيّة ريما الخوري كاتبة العامود في صحيفة لابريس الصادرة في مونتريال.
عنوان اختارته ريما الخوري عن طريق المزاح في أوّل مقال نشرته في صحيفة لابريس في العاشر من أيلول سبتمبر عام 2001 كما تقول في مقابلة أجراها معها الصحافي في القسم الفرنسي في راديو كندا الدولي ريمون ديمارتو وتتابع قائلة:
جاء الحادي عشر من أيلول سبتمبر ليدخلني إلى عالم الإعلام كصحافيّة عربيّة.
وعندما أقول إنني لا أرغب أن أكون عربيّة، فالسبب لا يعود بالتأكيد لأنني اخجل من أصولي، بل لأنّني لا أريد أن أكون في صفّ المشبوهين بعد الحادي عشر من أيلول سبتمبر، ولأنّني أرفض فكرة الانتماء الواحد أكان بالنسبة لي أو بالنسبة لآلاف الأشخاص في مونتريال وكيبيك الذين هم مثلي من أصول مهاجرة تقول الصحافيّة ريما الخوري وتضيف:
أجد من الصعب أحيانا أن نحصر المرء في انتماء واحد لأنه من الممكن أن يكون أحدهم عربيّا وكيبيكيّا، وفي حالتي أنا شخصيّا ارمنيّة ولبنانيّة وسوريّة، دون أن تتعارض كلّ هذه الأبعاد فيما بينها.

وعن عملها كصحافيّة وكاتبة عامود تتحدّث بحريّة عن كل القضايا وتبدي رأيها فيها، تقول ريما الخوري إنها مرتاحة لعملها ولكنّ مقالاتها تغضب البعض أحيانا ممّن لا يشاطرونها الرأي نفسه وتضيف:
أعتقد أن كلّ المحرّرين الذين يعبّرون عن آرائهم من الأحداث يواجهون ردود فعل قويّة من القرّاء . ومن السهل في يومنا هذا توجيه الرسائل للصحافي عبر وسائط التواصل الاجتماعي او البريد الالكتروني.
وربّما أن البعض لا يأخذون الوقت للتفكير قبل إرسال تعليقهم، ولهذا السبب يتلقّى الصحافيّون رسائل عنيفة وعدوانيّة تقول ريما الخوري وتضيف بأنّها شخصيّا تلقّت رسائل تنمّ عن تمييز عرقي بحقّها.
وتشير إلى أن هذه الرسائل محدودة العدد ولا تشكّل الكمّ الأكبر من التعليقات لحسن الحظ ولا تعبّر عن رأي الأكثريّة.
ورغم ذلك، ينبغي التفكير في هذه الرسائل التي تعكس آراء فئة موجودة داخل المجتمع حتى ولو كانت تشكّل أقلّيّة فيه.
وتشير إلى أن فكرة تجاهل هذا النوع من الرسائل تراودها في بعض الأحيان لأن البعض يتلطّى خلف العلمانيّة او خلف ما يعتبره آراء نبيلة ليدلي بتصريحات تنمّ عن كراهية للأجنبي وهو أمر غير مقبول حسب قولها.
وتتابع فتشير إلى أن فكرة تغيير الاسم والكنية راودت عائلتها وبصورة خاصّة والدتها قبل فترة طويلة وتضيف موضحة:
وصلت والدتي من سوريا وهي من أصل أرمني إلى مونتريال عام 1967 ووصل والدي المولود في السنغال واللبناني الأصل في العام نفسه.
وفكّر الاثنان في تغيير اسمهما ليتجنّبا أي تبعات ممكنة. ولكنّهما لم يقدما على ذلك خلافا لمهاجرين من أصول عربيّة ومسلمة غيّروا اسمهم وكنيتهم بعد وصولهم إلى كندا تقول ريما الخوري وتتابع:
نلاحظ للأسف من خلال الدراسات أنهم محقّون في تغيير أسمائهم. فعندما يقدّم أحدهم سيرته الذاتيّة للحصول على وظيفة، ويملك طالب العمل الذي يحمل اسما مسلما او اسما كيبيكيّا المؤهّلات نفسها، يميل ارباب العمل أحيانا لاختيار الاسم الكيبيكي والمألوف بالنسبة لهم.
وتتحدّث ريما الخوري عن التقارير التي أعدّتها وعن تجربتها لدى إعداد التقرير حول ما يُسمّى ممرّات الموت في الولايات المتحدة في إشارة إلى محكومين بالإعدام ينتظرون تنفيذ الحكم وتقول إن التجربة صعبة للغاية ، خصوصا أنها التقت محكومين بالإعدام عن قرب.
وتشير إلى أنهم يعيشون حالة من التعذيب النفسي اليوميّة ويتمنّى البعض منهم لو يتمّ تنفيذ الحكم بهم بسرعة لأن الانتظار يطيل المعاناة.
وتضيف بأن هذه التجربة أثّرت فيها في العمق ودفعتها للتفكير في قضايا مرتبطة بحقوق الانسان والانتهاكات الكثيرة لهذه الحقوق ليس في دول بعيدة فحسب بل في البلد الجار، الولايات المتحدة.
وربّما أن تراجع عدد حالات الاعدام فيها هو الخبر المشرق وسط هذا الواقع السوداويّ.
وعن زيارتها للشرق الأوسط تقول الصحافيّة ريما الخوري إنها زارت الأراضي الفلسطينيّة واسرائيل مرّتين.
والتقارير المنشورة في كتابها حول الصراع في الشرق الأوسط تعود للعام 2000 بمعظمها.
ويؤسفها كما تقول أن الوضع لم يتغيّر ولم يتحقّق أي تقدّم على طريق السلام بعد كلّ هذه السنوات.
وتشير الصحافيّة ريما الخوري في ختام حديثها إلى أن جدّها لوالدتها كان لديه اشتراك في صحيفة لابريس التي كانت تصله إلى سوريا في خمسينات القرن الماضي.
وتأثّر كثيرا لدى وصوله إلى مونتريال يوم اشترى أولّ نسخة من الصحيفة التي تعمل فيها اليوم حفيدته.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.