على بعد ما لا يقل عن عشرة آلاف كم من فرنسا، كان الأستراليون الأوائل في الإعراب عن تضامنهم متظاهرين وهم يحملون لافتات كتبوا عليها "أنا شارلي" كما التزموا بدقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا.
وفي بروكسيل نزل نحو من عشرين ألف شخص إلى الشوارع متظاهرين ضد التعصب والحقد ودفاعا عن قيم غالية بالنسبة لهم.
كما لبى عدة آلاف من الألمان النداء للتظاهر ووضعوا باقات من الزهور بالقرب من مقر السفارة الفرنسية تخليدا للذين سقطوا برصاص الإرهاب وتنديدا بالإرهاب والإرهابيين
كما رفعوا الأقلام في الهواء دفاعا عن حرية التعبير
وفي العاصمة البريطانية لندن شارك عدة آلاف في مظاهرة سارت في شوارع لندن كما أضيئت مجموعة من الأبنية الحكومية والعامة بألوان العلم الفرنسي لإظهار التضامن بين كافة شعوب الأرض مع الشعب الفرنسي.
وفي كندا، من هليفاكس إلى فانكوفر تظاهر آلاف الكنديين تضامنا مع ضحايا العمل الإرهابي في فرنسا الأسبوع الماضي.وشهدت مدينة مونتريال أضخم هذه المظاهرات إذ شارك ما يقرب من خمسة وعشرين ألف شخص في مظاهرة جابت شوارع المدينة وانتهت أمام مقر القنصلية الفرنسية بدعوة من تجمع "أنا شارلي مونتريال"
وثمّن فرنسي مقيم في مونتريال البادرة قائلا:
نعيش جميعا حزنا وطنيا، وهذه الرسائل (المظاهرات) تعطينا دفعا ونشعر بأننا أكثر قوة. هم ليسوا فقط صحافيون فرنسيون، ليس فقط الصحافيون الذين استهدفوا، هم كل مواطني العالم، جميع الديمقراطيين في العالم.

كما شارك في مظاهرة مدينة مونتريال ممثلون عن حكومة المقاطعة في حين شارك رئيس حكومة المقاطعة فيليب كويار في مظاهرة سارت في شوارع مدينة كيبك يرافقه عمدة مدينة كيبك ريجيس لابوم، ويؤكد فيليب كويار دعمه لحرية التعبير فيقول:
نعم للحرية، نعم لمجتمع القانون الديمقراطي، هذا المجتمع الذي يؤكد اليوم بأنه سينتصر في مواجهة فرسان الجهل الذين هاجمونا.

من جهته أكّد عمدة مدينة مونتريال دوني كودير على أهمية التضامن في وجه الإرهاب قائلا:
المهم أن نظهر تضامننا، والمهم أن لا ننسى أننا لسنا في منأى، والمهم أن نظهر أن أغلى شيء هو الحرية.
من جهته، وزير الصحة في مقاطعة كيبك غايتان باريت الذي شارك في المظاهرة مع وزير التربية إيف بولدوك أكّد قائلا:
إنه يتوجب اعتبار هذا اليوم يوما هاما بالنسبة للإنسانية جمعاء.
وكان لممثلي الجالية المسلمة رسالة توجهها بهذه المناسبة إذ شارك عدد من أفراد الجالية في المظاهرة، ويقول هارون بو عزّي العضو المؤسس في جمعية المسلمين والعرب من أجل العلمنة في كيبك الذي شارك في المظاهرة:
لتفادي الوقوع في الراديكالية يتوجب القيام بجهد كبير بهدف تفادي الإقصاء وليشعر الجميع بأهم جزء من الأمة الكيبية بدل أن يكونوا متهمين بالولاء لما يجري في سوريا والعراق.
يشار إلى أن جميع هذه المظاهرات إن دلت على شيء فإنها تدل على أن الغرب والعالم لن يرضخ للتهديد الإرهابي وفي هذا السياق أنشد المتظاهرون:
لنرفع أقلامنا عاليا لنرفع أقلامنا جميعا مع حرية التعبير ودفاعا عنها.
ولعدة ساعات أصبح الجميع "شارلي" دفاعا عن حرية الكلمة في وجه الإرهاب.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.