قضية الأصولية الدينية على كل شفة ولسان بعد أن عادت للواجهة في أعقاب الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة.
وفي مقاطعة كيبك عاد الحديث عن شرعة العلمنة، فالنائب عن الحزب الكيبكي وأحد المرشحين لزعامة الحزب الوزير السابق برنار درانفيل قدم الأسبوع الماضي نسخة منقحة ملينة عن شرعة القيم الكيبكية، والمرشح الآخر لزعامة الحزب الكيبكي بيار كارل بيلادو دخل هو أيضا على الخط مقترحا بأن يتم حظر ارتداء الرموز الدينية على الأشخاص في مراكز السلطة ومنهم المعلمون، حكومة كيبك بزعامة الحزب الليبرالي أعلنت عن التزامها بتقديم مشروع قانون حول العلمنة قريبا.
هيئة الإذاعة الكندية التقت بعالم الاجتماع جيرار بوشار الذي شارك برئاسة اللجنة حول التسويات المعقولة مع تشارلز تايلور في عام 2006 ورفعت توصياتها لحكومة الحزب الليبرالي السابقة بزعامة جان شاريه، وعن سؤال عما إذا كانت عودة الشرعة للنقاش العام تثير استغرابه أجاب:

لا أستغرب ذلك لكنني لست مرتاحا لأننا خرجنا من نقاش لم يترك تذكارا جيدا بشكل عام، حصل فيه كثير من الانزلاقات وانتهى في طريق مسدود، ولا أعتقد أن المعنويات قد تغيرت. وإذا سمعنا ببعض الاقتراحات الحالية نجد أنفسنا في نفس المكان نراوح مكانا فالسيد درانفيل يقترح عدم وجود رموز دينية في الإدارات العامة، يقبل بوجودها أو يمكن وجودها في البلديات ولا يمكن وجودها في المستشفيات باستثناء المستشفيات اليهودية، وهذا حسب رأيي لا يدل على وجود تحسن كبير مقارنة بشرعته السابقة.
وعن سؤال عن عامل إيجابي لمسه من الطروحات حول شرعة العلمنة أجاب:
العامل الإيجابي الوحيد أننا وجدنا في نهاية النقاش انطلاقة نوع من التوافق حول تقرير بوشار تايلور، أقول انطلاقة فقط ليس إلا وأعتقد أنها تتواصل على ما أعتقد، مقترحات ألكسندر كلوتييه ولويز بودوان وكارل بيلادو وفرنسوا لوغو جلبت مجموعة من التغيرات لكن هناك أرضية في طريقها للبروز.
وعن سؤال عما يتوقع من اقتراح حكومة كويار وهل سيكون مختلفا عن هذه المواقف أجاب:

السيد كويار أكّد على مواقفه وهي واضحة جدا، حرية ارتداء الرموز الدينية في كل مكان دون قيود باستثناء النقاب في حالات معينة.
وحسب رأيي هذا لا يحل أي شيء إذا يجب العودة للبدء
وعن سؤال عما إذا كان ما يقوله البعض بأن فيليب كويار يشعر بانزعاج عميق عند مناقشة موضوع العلمنة وارتداء الرموز الدينية أجاب جيرار بوشار:
لا يمكنني أن أعرف في ما إذا كانت هذه في الواقع حالته وفي حال كانت كذلك فأنا أفهمه انطلاقا من طبيعة النقاش الذي عشناه السنة الماضية.
ولا أعتقد أن سياسيا متحمسا ومستعجلا للعودة إليه، فلا رأسمال سياسي في هذا المجال بل خسارة سياسية لأن كيبك منقسمة جدا فلا توافق حول ما يسمى مراكز سلطة وإذا أردنا أن نوضح ماذا يعني بالنسبة لنا مركز سلطة فهي سلطة أخلاقية مثلا معلمة في دار حضانة أو معلمة في مدرسة ابتدائية أو ثانوية وهنا الهامش يتسع وهو ما يقترحه بيلادو أي مقترحات بوشار تيلور زائد المعلمين.
وتابع جيرار بوشار قائلا: هنا توجد أرضية للمناقشة أكثر انفتاحا فمثلا إذا قلنا سنحظر الرموز الدينية على المستوى الابتدائي فهل نحظرها في دور الحضانة وهذا قاس نوعا ما أي أن نبعد مربيات كفؤات جدا ومحبوبات جدا من الأطفال بسبب ارتداء رمز ديني أو رموز دينية لا تتسبب بأية مشكلة للأطفال ولا لعائلات غالبية هؤلاء والسؤال هل نسمح بالرموز الدينية في دور الحضانة ونحظرها في الابتدائي.
وعن سؤال كيف ينظر لتأييد غالبية من الكيبيكيين أي ما يقرب من 59 % منهم لشرعة علمنة رغم ما جرى من نقاشات أجاب:
أنا أفهم الكيبكيين فهم يرغبون أن ننتهي من هذا الموضوع، هم بحاجة لنعطيهم توجيهات واضحة وأن نعرف إلى أين نتجه، أنا أيضا أشكل جزءا من الذين يرغبون بهذه الشرعة.
لكننا لا نتفق نحن الكيبكيين، نحن منقسمون جدا وفي الأجواء الحالية يتوجب أخذ قليل من الوقت لتهدأ الأمور وخاصة في سياق عنف إرهابي. وقد يوجهنا نحو تفكير وتصرف لا نتمناه وقد يكون راديكاليا جذريا بعض الشيء بدل أن يكون في سياق هادئ أكثر صفاء.
هناك أولوية يتوجب الاهتمام بها حاليا الإرهاب بحد ذاته، التهديد الإرهابي في المركز الأول فالجهود الحالية لا أعتقد بأنها متوجهة بشكل جيد نحو الهدف الصحيح، فبدل أن نتحدث عن خطر إرهابي نتحدث عن أصولية، قد تقود الأصولية للإرهاب، وعندما نتحدث عن الأصولية في كيبك فهل هم اليهود الحاسيديم في أوترومون أو المسيحيون المعارضون للإجهاض، هل هو عمدة ساغني، كلها قد تكون نوعا من الأصولية أو لنقل عدم التسامح والتشدد، لكننا لن نقوم بتقييد حقوق هؤلاء أو أن نضعهم تحت الرقابة. أين سنبدأ وأين سنتوقف. يجب أن تتوجه الجهود نحو التهديد الإرهابي مهما كان نوعه، يجب تحديده بشكل جيد وإلا استهدفنا غالبية المسلمين، الجميع سيكونون عرضة للشك بالأصولية وهنا يكمن خطر الانزلاق.
التهديد الإرهابي كنا نعتقد سابقا أنه القاعدة، كنا نعتقده في أوروبا وآسيا إلى آخره، هو حاليا يمكن أن يكون عندنا، ليس بالضرورة القاعدة، قد يكون الجار الفتى إذا التهديد منتشر حاليا في كل مكان في أي مكان وهذا ما يربك أجهزة الوقاية منه وكيف يمكنها التصدي له وكيف سينطلق. الشاب الذي يعيش أزمة مراهقة هل ستقوده هذه لنوع من الإرهاب كلها قضايا جديدة بالنسبة لنا لم نعرفها في السابق، هذا يقلقني أنا أيضا مثلما يقلق الجميع ختم جيرار بوشار.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.