مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية المسلح في شوارع الرقة في سوريا

مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية المسلح في شوارع الرقة في سوريا
Photo Credit: Sans crédit

الحؤول دون تشدد شبان غربيين : سياسة شاملة ضد الإرهاب

تكررت في الآونة الأخيرة عمليات هجومية ضد أهداف في الدول الغربية ومنها كندا نفذها شباب لم يشك يوما باحتمال قيامهم بمثل هذه الأعمال.

فما قام به شابان من مقاطعة كيبك خلال ثلاثة أيام في شهر أكتوبر تشرين الأول العام الماضي باستهدافهما عنصرين من الجيش الكندي ومن ثم الهجوم على مقر البرلمان الكندي في أوتاوا الذي كاد أن يسفر عن كارثة كبرى لولا يقظة مسؤولين أمنيين بالإضافة لما جرى في فرنسا واستهداف صحافيي شارلي إيبدو وما حصل مؤخرا في الدنمرك وسفر شبيبة من أصول مهاجرة في دول غربية ومنها كندا للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية المسلح في سوريا والعراق بهدف الجهاد، كلها أسئلة لم تجد أجوبة شافية حتى الآن سوى تشدد الحكومات للوقوف في وجه الإرهاب.

هيئة الإذاعة الكندية اتصلت ببيار كونيسا الخبير الفرنسي في قضايا الإرهاب والتطرف والموظف السابق في وزارة الدفاع الكندية وصاحب تقرير للحكومة الفرنسية للحؤول ضد تطرف الشباب الغربيين والتحاقهم بتنظيمات إرهابية بغرض الجهاد، وعن سؤال عن جدوى تدخل أئمة مساجد مثل إمام مسجد بوردو طارق أوبرو للوقوف في وجه التطرف أجاب:

مواكبة أفكار إسلامية للعصرنة لا يمكن أن تنفذ سوى في دول غربية وهذا مثير للعجب إذ لا يمكن لهذه العصرنة للفكر الإسلامي أن تنفذ في دول مثل مصر والعربية السعودية وقطر وما إلى ذلك.

وما يطرحه هؤلاء الأئمة في فرنسا بطريقة صامتة يطرحه السلفيون بضجة وهو ما أهملناه لفترة طويلة في فرنسا وما أخذه بالحسبان حاليا وزير الداخلية وهو أن شريحة كبرى من الفرنسيين تحركت ضد التطرف عبر منتديات وطرح أفكار ومقترحات غير أن التقليد العلماني الفرنسي يقف عائقا أمام البنية السياسية، نحن بحاجة لخطاب ديني (لاهوتي) ضد التطرف وهذا لن يقوم به وزير الداخلية، إذا نحن بحاجة لمثل هؤلاء، فلكي يواجه المسلمون مشكلة التطرف عليهم أن يسمعوا خطابا دينيا ضد التطرف.

وعن سؤال عن تاريخ بداية تحرك المسلمين ضد التطرف في فرنسا أجاب:

بسبب المشاكل التي بدأت في الثمانينات في فرنسا وعلى سبيل المثال قضية الحجاب وما أعقبها من اندماج المسلمين بصورة صامتة وبدون ضجة، أما اليوم فهناك طبقة متوسطة، فنانون، كتاب، مجموعة من الأشخاص هم مواطنون فرنسيون لا يطلبون سوى شيء واحد أن لا يسألوا إن كانوا مسلمين أم لا وهم لا يطالبون بفروقات بل على العكس بلا فروقات غير أنهم عندما يتحركون ضد التطرف لا يعرفون أن يتحدثوا.

وعن سؤال عما إذا كان تقريره يلمح إلى مبادرات اتخذت في دول غربية غير فرنسا وخاصة في أعقاب مآس هزت الرأي العام أجاب:

الأحداث التي استهدفت باريس شهر يناير كانون الثاني الماضي غيرت من مسؤولية تقديم الدليل فاليوم لم يعد يطلب من الجمهورية أن تبرهن أنها تحترم المسلمين بل على المسلمين أن يبرهنوا أنهم يحترمون الجمهورية.

إن تحرك المسلمين اليوم يهدف لإظهار تعلقهم بالجمهورية وهذا تحول اجتماعي كبير ولا بد من الإشارة إلى أن للدول الغربية سياسات خارجية تساهم بشكل واسع في تغذية السلفية، فعندما يكون هناك 2000 قتيل في غزة ويصمت الغرب عن ذلك وخاصة الأميركيون وفي المقابل يذبح أربعة غربيين في العراق وترسل الولايات المتحدة الجيش، عمن سيدافع الجيش عن العربية السعودية التي هي كتنظيم الدولة الإسلامية تقطع الرؤوس وتضطهد النساء وتحظر الديانات الأخرى. نحن أمام واقع سياسي يقدم أرضا خصبة جدا للسلفيين

وعن سؤال كيف يفسر تحول الشباب نحو السلفية أجاب:

تجد هنا تحولا مفاجئا لأشخاص من الطبقة المتوسطة لا علاقة لهم بما يعرف باليأس الاجتماعي لكنهم شبان يتحسسون بشكل مفاجئ الظلم في العالم ويتحولون بشكل مباغت نحو التطرف.

هذه الطبقة من المتحولين لا نعيرها اهتماما في السياسة الخارجية

واعتبر أننا اليوم أمام واقع جديد ورهان جديد أي شراكة الطبقة المتوسطة مع الحكومة.

وأشار إلى ما سماه بالرومنسية عند البطل السلبي كما عرفناها في عصور سابقة والتي استطاع السلفيون اليوم الاستفادة منها.

فكلما نمينا سياساتنا الخارجية على الطريقة التي ذكرتها سابقا ننمي هذا النوع من البطل السلبي. وما هو مثير في التحرك السلفي مقارنة بالدولة الإسلامية والقاعدة فهو أنه في السابق كان يتوجب القراءة لمعرفة ما هي القاعدة أما اليوم فيكفي أن نشاهد ونرى فيديو كليب عن تنظيم الدولة الإسلامية المسلح ختم بياركونيسا صاحب التقرير ضد التطرف.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.