القوات الكندية في طريقها إلى العراق / أرشيف

القوات الكندية في طريقها إلى العراق / أرشيف
Photo Credit: رويترز / أودري سولمون / الجيش الكندي

“نعم للحرب في العراق ولكن بشروط”

 

تحت عنوان: "نعم للحرب في العراق ولكن بشروط" ، علق توماس جونو في "ذي ناشيونال بوست" على عزم الحكومة الكندية تمديد فترة مهمة مشاركة كندا في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" وتوسيعها لتطال ربما سوريا

فرأى أن القرار صائب. لكن على كندا ألا تدعم حربا مفتوحة إنما عليها أن توضح  الشروط التي ستقرر على ضوئها إنهاء مهمتها أو تقليص مشاركتها.

ذلك أن على أية دولة قبل اتخاذ قرار المشاركة العسكرية في الحرب أن تحدد أولا ما هي مصالحها وما إذا كانت تلك المصالح تبرر تسخير طاقاتها لخوضها. وثانيا، حتى لو أن تلك المصالح كانت مهددة فعلى الدولة أن تسخر طاقاتها فقط إذا كانت قادرة على تحديد استراتيجية واقعية.

ويتابع توماس جونو في الناشيونال بوست: لكندا مصالح كبيرة  في المشاركة في الحرب ضد "الدولة الإسلامية"، فأمنها القومي يهدده التنظيم الذي أعلن عن سعيه وأظهر قدرة على توجيه هجمات ضد الدول الغربية وبينها كندا أو دعوة مناصريه داخلها إلى توجيه الضربات وعلاوة على ذلك فمن الضروري لكندا أن تعتبر حليفة يمكن الاتكال عليها خاصة من قبل الولايات المتحدة.

ويرى جونو أن مصالح كندا في الشرق الأوسط قد تأثرت جراء القلق الذي يساور حلفاءها في المنطقة ، وبخاصة إسرائيل والأردن ، من تنامي قوة تنظيم "الدولة الإسلامية". إضافة إلى أن العراق يمتلك أحد أكبر مخزون للهيدروكاربون في العالم وبوسعه أن يتحول إلى إحدى القوى الإقليمية القوية في السنوات المقبلة. لذلك فمن مصلحة كندا أن تطور علاقات دبلوماسية متينة معه سيما وأن دولة عراقية قوية قد تشكل حصنا منيعا في مواجهة إيران. بالمقابل على كندا محاذرة التورط في مهمة طويلة الأمد قد تكون مكلفة جدا دون أمل واقعي بتحقيق الأهداف المرجوة.

ويؤكد توماس جونو أن السعي إلى تحقيق تلك المصالح  التي حددتها الولايات المتحدة ووافقت عليها دول التحالف يقوم على ثلاث ركائز. الركيزة الأولى احتواء تنظيم "الدولة الإسلامية" ودحر توسعه عبر الضربات الجوية واعتماد إجراءات للتضييق  على موارده المالية وقد حقق ذلك حتى الآن نتائج قليلة ولكن متقدمة على هذا الصعيد وبالتالي يجب مواصلتها.

الركيزة الثانية تقوم على التركيز على القوى المحلية لتحمل مسؤولياتها في محاربة التنظيم. من هنا سعي الأميركيين لإعادة بناء الجيش العراقي وتدريب الميليشيات الكردية ، بمساعدة الكنديين، ودعم الفصائل السورية المعارضة المعتدلة. أما الجانب العسكري للاستراتيجية فعليه فتح الطريق أمام الحل السياسي. من هنا فالركيزة الثالثة الأكثر تحديا تكمن في الاعتراف بأن "الدولة الإسلامية" ليست في أساس المشاكل في العراق وسوريا إنما أحد عوارضها وهي ليست إلا جراء استبعاد السنة وعزلهم . من هنا إصرار الولايات المتحدة على إطلاق مسيرة للمصالحة الوطنية ولا يمكن الانتصار على "الدولة الإسلامية" إلا عبر مسيرة سلام قابلة للعيش.

ويرى توماس جونو أن في هذه الإستراتيجية مكامن ضعف خاصة في ما يتعلق بالاعتماد على الحلفاء المحلين والتحديات الكبيرة  في إعادة اللحمة إلى العراق وسوريا لكنها تبقى أقل خطرا من البدائل.

وفي هذا السياق، يقول جونو، فقرار كندا بتمديد المهمة قرار في محله وكذلك قرار توسيعها لتطال سوريا ذلك أن التغلب على مسلحي التنظيم في العراق سيدفعهم إلى الانتقال إلى سوريا . لكن على كندا أن تظل حذرة فرفض حرب مفتوحة قرار حكيم. كما عليها الاستمرار في رفض أي تدخل بري لأن ذلك بمثابة صب الزيت على النار المشتعلة ويهدد الحظوظ القليلة أصلا لحل سياسي . ولعل الأمر الحاسم بالنسبة إلى كندا يكمن في ان توقف مهمتها أو تقلصها في غضون سنتين أو ثلاث في حال تأكد فشل الركيزتين الثانية والثالثة أي إذا تبين أن الاعتماد على القوى المحلية لا يتقدم وإذا تعذر تطور الحل السياسي . ويخلص توماس جونو تحليله في صحيفة ذي ناشيونال بوست إلى القول : من مصلحة كندا أن تساهم في دحر تنظيم "الدولة الإسلامية" لكن ليس في مصلحتها الغرق في حرب طويلة الأمد في ذاك المستنقع الدامي.استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.