" الصعود القوي للجبهة الوطنية "

" الصعود القوي للجبهة الوطنية "
Photo Credit: و ص ك / ميشال سبينغلر

” الصعود القوي للجبهة الوطنية “

تحت عنوان: " الصعود القوي للجبهة الوطنية " علقت الصحافية أنييس غرودا في لا بريس على نتائج الانتخابات الفرنسية الأخيرة. قالت:

ما كان غير ممكن منذ أربع سنوات، بات اليوم أمرا محتملا. ففكرة وصول زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبين إلى رئاسة الجمهورية الفرنسية باتت اليوم أحد السيناريوهات الواردة في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2017.

فمن انتخابات إلى أخرى، تتمكن الجبهة من التقدم كما يلاحظ الخبير السياسي الفرنسي برونو كوتريز غداة الانتخابات المناطقية التي أغضبت نتائجها أحزاب اليمين واليسار التقليدية . وهذا الصعود متواصل بشدة منذ العام 2012 عندما حصلت لوبين على ثمانية عشر بالمئة من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية  واكتسحت بعد عامين الانتخابات البلدية والإدارية وتمكنت من الفوز بأربعة وعشرين مقعدا في الانتخابات الأوروبية.

وانتخابات الأحد الماضي فتحت أمامها أبوابا أوسع .

وترى أنييس غرودا أن ديناميكية السياسة حاليا تصب في مصلحة الجبهة الوطنية وزعيمتها. ويشرح كوتريز هذا التوجه بالقول: " إن الناخبين يقولون: لقد جربنا فرانسوا هولاند وجربنا نيكولا ساركوزي والأمور على حالها فلماذا لا نعطي الجبهة الوطنية فرصتها للحكم"؟ وهو لا يرى كيف سيتمكن اليمين واليسار التقليديان من إيقاف هذه الظاهرة " مارين لوبين رئيسة لفرنسا؟ الأمر بات ممكنا".

من هنا يمكن توصيف نتائج انتخابات يوم الأحد الماضي بالتاريخية فهذا التصويت يعزز موقع الجبهة كقوة معارضة أساسية في فرنسا ويرسخ موقع اليمين المتطرف على خارطة فرنسا السياسية ويضع حدا للثنائية الحزبية التقليدية.

وتتساءل أنييس غرودا: كيف وصلت فرنسا إلى هذا الواقع؟ "إن اليمين التقليدي، كما يقول نيكولا لوبور الخبير في اليمين الفرنسي المتطرف، دفع ثمن مواقفه غير الواضحة . فعندما يزايد مناصرو الرئيس السابق نيكولا ساركوزي على يمينية  الجبهة الوطنية يضطرون إلى الموافقة على آراء مارين لوبين وعندما يبقون كثيرا في الوسط يخسرون قسما من ناخبيهم التقليديين القلقين من الأوضاع الاقتصادية ومن تحديات الهجرة، وفي الحالتين هم خاسرون.

واليساريون من جهتهم يدفعون ثمن خيبات الأمل من سياسة هولاند الذي فشل في تحقيق تعهده الأساسي: الحد من البطالة المزمنة التي تجتاح فرنسا. ففي البلاد اليوم سبعمئة ألف عاطل عن العمل أكثر من عددهم يوم انتخابه .

وتتابع أنييس غرودا في لا بريس : إن الركود الاقتصادي وفرص العمل غير المتوفرة والنموذج الفرنسي الذي ينهار والضرائب التي ترهق الطبقة الوسطى تشكل أحد سببين رئيسيين لتقدم الجبهة الوطنية المذهل. أما السبب الثاني فهو فقدان الأمان إزاء الهجرة وهي مشاعر غذاها الاعتداء على شارلي أيبدو والعمليات الإرهابية الأخيرة . إذ كلما وقعت عملية إرهابية يعتبر الفرنسيون أن لوبين على حق في سعيها لإيقاف تدفق المهاجرين . وحتى عندما تعيد الحكومة الرقابة على الحدود، تستفيد الجبهة من القرار لكونها تدعو منذ زمن طويل إلى اعتماد الحدود المقفلة.

وثمة سبب ثالث يشرح صعود الجبهة وهو نجاح رهان مارين لوبين بتلميع صورة الجبهة الوطنية بالرغم من استمرارها باعتماد خطاب قائم على رفض الأجانب تخلص أنييس غرودا مقالها المنشور في صحيفة لا بريس.استمعوا

فئة:دولي
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.