وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون

وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون
Photo Credit: راديو كندا

الموقف الكندي من النزاع السعودي الإيراني

موقف الحكومة الكندية من النزاع السعودي الإيراني ، وتحديدا من إقدام المملكة على إعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، ورد الفعل الإيراني بالاعتداء على السفارة السعودية في طهران وإحراقها، أثار ردود فعل مختلفة في الأوساط الكندية، معظمها كان منتقدا. إذ رأى الكثيرون أن الموقف الكندي لم يكن على المستوى المطلوب إزاء ما اعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان. فمن تعبير خجول عن "خيبة الأمل" في البداية، إلى " التنديد" لاحقا عبر بيان مكتوب وصولا إلى اعتبار أن إيران تتحمل هي الأخرى جزأ من المسؤولية في ارتفاع حدة التوتر بين الطرفين.

لمعرفة حقيقة الموقف الكندي، أجرت الصحافية في هيئة الإذاعة الكندية تمارا التيريسكو مقابلة هاتفية مع وزير الخارجية الفيديرالي ستيفان ديون سألته في مستهلها عما يحول دون اتخاذ كندا موقفا واضحا من النزاع . فأجاب:

"المسألة ليست سباقا لإيجاد الكلمة المناسبة لتحديد الموقف ومحاولة أن يكون بناء في ظروف يجب علينا فيها أن ننشر السلام في منطقة تجتاحها الحروب وما قامت به السعودية من إعدامات جماعية مرفوض كليا ويجب التنديد به، وهذا ما فعلناه، كما أن السكوت عن الاعتداء على السفارة السعودية لا يخدم الأمن العالمي. فنحن أمام دولتين تشكلان قوة رئيسية في المنطقة وعليهما إيجاد حل إيجابي لخلافهما حتى نتمكن من العمل معهما لإحلال السلام إن كان في اليمن  أو سوريا أو العراق".

هل يعني ذلك أنه يجب اعتماد التوازن بين الدولتين؟ سألت ألتيريسكو وزير الخارجية الكندي. فأجاب:

" لا، بصراحة المسألة ليست مسألة إيجاد توازن إنما أن نكون صريحين فنحن ضد ما حصل في السعودية وقلناها بوضوح ونحن في الحكومة لا نفوت فرصة للحديث عن حقوق الإنسان ولن نتوقف عن ذلك وندعو للهدوء واعتماد تصرف مسؤول من دولتين أساسيتين وإلا لن نتمكن من تحقيق تقدم في تلك المنطقة".

وبما أنك تدعو إلى الصراحة، فكيف تصف العلاقات الكندية السعودية، سألته التيريسكو، سيما وأن عددا كبيرا من الكنديين لا يفهمون هذه الشراكة مع دولة تنتهك حقوق الإنسان كما تقولون أنتم، فأجاب:

"لذلك تحديدا يجب التحدث معهم بهذا الموضوع بصراحة كلية، لكننا نعتبر في الحكومة أن اعتماد سياسة التعاطي أفضل من سياسة الانسحاب، لقد انسحبنا من إيران لكن ذلك لم يؤدِ إلى تقليل أحكام الإعدام ولم نعد قادرين على مساعدة الشعب الإيراني وبتنا نواجه صعوبة في دعوتنا للجلوس مع الإيرانيين على طاولة واحدة لأن الجميع يعرفون أننا لم نعد نريد التحدث معهم، وهذا لا يساعد كندا على تحقيق مصالحها الوطنية ولعب دور إيجابي وبناء".

بالنسبة إلى إيران، فإن حكومتكم تعهدت بإعادة فتح السفارة الكندية في طهران، فهل لديكم الحرية الكافية لتحقيق هذا التقارب؟

"نحن نحقق ذلك خطوة خطوة إذ لا يمكن أن يتحقق ذلك بين ليلة وضحاها فثمة مراحل  يجب اتباعها وكما قلت، إذا ما انسحبنا من إيران والسعودية فكيف نساعد حلفاءنا في المنطقة وقلت ذلك صراحة للسعوديين : إن عدم وجود كندا في إيران لا يساعد السعودية".

وفي ختام حديثها مع وزير الخارجية الكندي، سألته تمارا ألتيريسكو أن يحدد الدور الذي تلعبه كندا في خضم الصراع بين السنة والشيعة وانعكاسه على الحل في سوريا فأجاب: أن نكون موجودين على كل طاولات الحوار وأضاف:

"الدعوة إلى الهدوء الدعوة للتحلي بروح المسؤولية التحدث إلى كل من يمكننا التحدث معهم لذلك من الأفضل أن يكون لنا وجود في إيران ما يساعدنا كثيرا على لعب دور مفيد"، يخلص وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون حديثه إلى هيئة الإذاعة الكندية.

راديو كندا الدولي - هيئة الإذاعة الكندية

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.