وزير المال الكندي بيل مورنو

وزير المال الكندي بيل مورنو
Photo Credit: PC / Adrian Wyld

من الصحافة الكنديّة: حذار من العجز عندما تطول مدّته

تناولت صحيفة ذي غلوب اند ميل في تعليق بقلم كونراد ياكابوسكي العجز في موازنة الحكومة الفدراليّة وأشارت إلى  أنّ الأسئلة التي تدور حول العجز تتناول حجمه والهدف منه وأيّ مدّة يجب أن تستمرّ.

ومن الصعب الوقوع في العجز لكنّ الخروج منه أصعب بكثير كما ستلاحظه حكومة جوستان ترودو الليبراليّة.

والعجز سيتجاوز كلّ ما توقّعه الليبراليّون خلال الحملة الانتخابيّة وسيجدون أنفسهم عاجزين عن إعادة التوازن إلى الموازنة في غضون أربع سنوات.

والسؤال المطروح اليوم والذي تعجز الاجابة عنه هو إلى مدى تجاوز الليبراليّون العجز الذي توقّعوه وإلى متى سيستمرّ.

وتشير الصحيفة إلى ميل الليبراليّين للإنفاق وتعود بالذاكرة إلى سبعينات القرن الماضي، يوم كان ترودو الأب في السلطة.

وكانت معدّلات التضخّم مرتفعة يومها، في حين هي منخفضة اليوم.

وكانت أسعار النفط مرتفعة جدّا خلافا لما هي عليه اليوم.

ولم تكن الأوضاع الاقتصاديّة في الصين والاتّحاد السوفياتي على ما هي عليه اليوم وكان الوضع الاقتصادي بمجمله مختلفا آنذاك عمّا هو عليه اليوم تقول ذي غلوب اند ميل.

ولا يمكن المقارنة بين المرحلتين إلاّ من جانب واحد، وهو أنّ النموّ كان بطيئا في السبعينات وأدّى إلى تآكل عائدات الحكومة وبالتالي إلى زيادة الانفاق.

ولم تنجح جهود رئيس الحكومة يومها  الذي ضخّ الأموال في البرامج الاجتماعيّة والبنى التحتيّة إلاّ في منع تفاقم الأمور.

وساهم الانكماش الاقتصادي في الثمانينات في ارتفاع العجز الذي استمرّ لنحو عقد من الزمن ما ساهم في ارتفاع المديونيّة العامّة لسنوات طويلة.

وتتحدّث ذي غلوب اند ميل عن اسباب عديدة وراء تباطؤ الاقتصاد من بينها ارتفاع عدد المسنّين الذي يزيد من كلفة الخدمات الصحيّة ويحدّ من نموّ ايرادات الحكومة مع تراجع عديد القوى العاملة.

ومن الوهم القول إنّ سياسات بيئيّة أكثر صرامة تكون كلفتها أقلّ. فالفحم والنفط يسيئان للبيئة، ولكنّهما أقلّ مصادر الطاقة تكلفة.

قطع نقديّة معدنيّة من فئة الدولار الكندي
قطع نقديّة معدنيّة من فئة الدولار الكندي © Paul Chiasson/Canadian Press

واستبدالهما مكلف على الأرجح، إلاّ إذا استعادت الحكومة الأموال من خلال فرض أعباء إضافيّة على دافعي الضرائب وهو أمر لا يرغب فيه الحزب الليبرالي في اوتاوا ولا الحزب الليبرالي المحلّي في اونتاريو او الحزب الديمقراطي الجديد في البرتا.

وتتابع ذي غلوب اند ميل فتقول إنّ الاقتصاد العالميّ غير مستقرّ إطلاقا واوروبا غارقة في الركود والصين وروسيا تديرهما حكومة استبداديّة.

والعالم العربي غارق في الفوضى السياسيّة والخمول الاقتصادي ، وفي اليابان تتسارع الشيخوخة، والولايات المتّحدة عالقة في قبضة مؤسّسات سياسيّة مهلهلة بسبب انقسامات ايديولوجيّة حادّة ومبالغ خياليّة من المال مستخدمة للتأثير في القرارات.

وتشير الصحيفة إلى أنّ موجات المهاجرين الأخيرة كانت أقلّ نجاحا في الوصول إلى متوسّط الدخل القومي، وأنّ المزيد من المهاجرين يبقون في حالة من الفقر.

والانتاجيّة  بطيئة وأبحاث القطاع الخاص والتنمية  هي دون المعايير الدوليّة.

وفقدت البلاد القدرة  تقريبا على اتّخاذ القرارات حول مشاريع الموارد في الوقت المناسب، وتزيد من تعقيدها قرارات المحاكم ومطالب السكّان الأصليّين واعتراضات دعاة البيئة وتجاهل الخبرات العلميّة والتنظيميّة تقول ذي غلوب اند ميل.

ومن السهل في ظلّ ظروف النمو البطيء تبرير الوقوع في العجز مهما كان ضخما ولكنّ تغيير العادات صعب للغاية تقول الصحيفة في ختام تعليقها.

استمعوا
فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.