حرائق الغابات التي اجتاحت مدينة فورت ماكموري في مقاطعة البرتا تواصل انتشارها.
ولم تنجح بعد جهود المئات من عناصر الاطفاء مدعومة بالمروحيّات وبطائرات كندير لمكافحة الحرائق في وقف انتشار النيران التي تعزّز من قوّتها الرياح و موجة الجفاف و درجات الحرارة التي فاقت المعدّلات الموسميّة.
"النيران امتدّت إلى مساحة تبلغ 85 ألف هكتار وهي مساحة كبيرة" قالت رئيسة وزراء البرتا راشيل نوتلي.
وقد امتدّت النيران إلى شمال فورت ماكموري حيث كان قد نزح العديد من أبناء المدينة.
وكان لا بدّ من نزوح آخر نحو جنوب المقاطعة، عبر الطريق السريع 63 المحاذي لمدينة فورت ماكموري.
وتعمل الفرق المختصّة على إجلاء 25 ألف شخص عبر البرّ عن شمال فورت ماكموري في قوافل تواكبها الشرطة الفدراليّة.
وكانت الاستعدادات لنقلهم قد بدأت منذ أمس الخميس و نستمع إلى ما قالته حول الخطّة رئيسة الحكومة راشيل نوتلي:
تقضي الخطّة بإيصال الوقود إلى شمال المدينة الليلة على أن تنطلق القوافل ترافقها الشرطة الفدراليّة التي تواكب المواطنين في سيّاراتهم.
وعمليّة الاخلاء تتواصل بنجاح ويتمّ نقل النازحين إلى ادمنتون او كالغاري ليتمّ توزيعهم على مراكز الاستقبال المعدّة لهذه الغاية.
ويتحدّث ماتيو سيمار مراسل تلفزيون راديو كندا من مدينة لاك لابيش التي وصل إليها عدد من النازحين عن فورت ماكموري ويشير إلى حالة أنّهم يشعرون بالتعب والقلق مع استمرار انتشار الحرائق ويضيف:
يبدو أنّ حدّة الحرائق كبيرة وسوف تستمرّ في الانتشار ما لم تهطل الأمطار.
ولكنّ رئيسة الحكومة أكّدت خلال تقييمها للوضع أنّ انتشار الحرائق تراجع في حدّته مقارنة باليوم السابق وهو خبر جيّد بحدّ ذاته.
ويشير إلى أنّ كثافة الدخان ساهمت في عرقلة عمل فرق الاطفاء.
وبالنسبة لعمليّة إجلاء النازحين عن شمال فورت ماكموري أشار الصحافي ماتيو سيمار إلى أنّ الشرطة الفدراليّة سوف تنظّم قوافل صغيرة من السيّارات تباعا لضمان انتقال الجميع بسلام وتجنّب أيّ مخاطر خصوصا أنّ النيران لا تبعد كثيرا عن الطريق السريع 63 الذي تجتازه القوافل.
ويشير إلى أنّ العديد من شركات الرمال النفطيّة أوقفت عملها في المنطقة وأنّ النيران اقتربت كثيرا من إحداها وهي شركة اتاباسكا التي تنتج 12 ألف برميل نفط في اليوم.
وتحدّثت رئيسة حكومة البرتا راشيل نوتلي إلى وسائل الاعلام وأثنت على الجهود التي يبذلها كافّة العاملين على مواجهة الأزمة قائلة:
لا بدّ من توجيه الشكر في الطليعة إلى عناصر الاطفاء الذين يواصلون عملهم لإخماد النيران وتأمين سلامة المدينة قدر المستطاع.
وأيضا إلى عناصر الشرطة والعاملين في قطاع الصحّة وطيّاري وزارة الدفاع الكنديّة والعمّال الذين جهدوا لتحويل مناطق سكن العمّال إلى مراكز استقبال، والمواطنين العاديّين الذين تطوّعوا لتقديم المساعدة والغذاء والوقود للنازحين.
وفي مجلس العموم وضعت كلّ الأحزاب خلافاتها جانبا و أعرب الجميع عن تضامنهم مع مقاطعة البرتا كما يقول الصحافي في تلفزيون راديو كندا لويس بلوان.
ويشير إلى أنّ الكلّ كان متأثّرا بالأحداث و ينقل ما قالته زعيمة حزب المحافظين للمرحلة الانتقاليّة رونا امبروز وهي من البرتا:
إنّه يوم صعب لأبناء البرتا ولكنّنا سنثابر قالت رونا امبروز والدموع تملأ عينيها.
وأكّد رئيس الحكومة الفدراليّة جوستان ترودو من جهته عزم حكومته على مساعدة البرتا وممّا قاله:
سوف تقدّم حكومتنا دعمها الثابت لألبرتا في الأيّام والأسابيع المقبلة، قال جوستان ترودو في مجلس العموم.
وأشار إلى أنّ الحكومة ستقدّم للصليب الأحمر الكندي مبلغا من المال يوازي قيمة ما يجمعه من حملة التبرّعات التي أطلقها.
وبلغت قيمة التبرّعات في أقلّ من يومين 11 مليون دولار والحملة قد تستمرّ لأربع او خمس سنوات كما تقول مصادر الصليب الأحمر الكندي.
وغنيّ عن القول إنّ الحاجات كبيرة في فورت ماكموري التي لا يعرف أبناؤها متى سيمكنهم العودة إلى منازلهم ولا يعرف الكثيرون منهم إن كانت منازلهم قد سلمت من النيران.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.