تواصل الصحف الكنديّة اهتمامها بأخبار حرائق الغابات التي تجتاح مدينة فورت ماكموري في مقاطعة البرتا في وسط الغرب الكندي.
صحيفة ذي ادمنتون جورنال أشارت إلى أنّ رئيسة حكومة البرتا راشيل نوتلي تتوجّه في جولة تفقّديّة إلى مدينة فورت ماكموري بمواكبة عناصر من الشرطة الفدراليّة في سيّارات إسعاف.
وأضافت بأنّ إشعار الاخلاء الالزامي ما زال قائما وليس بوسع أبناء فورت ماكموري بعد أن يعودوا إلى مدينتهم.
وكتبت واصفة عمل عناصر الاطفاء الدؤوب في مواجهة "الحيوان" كما يُسمّى حريق الغابات الذي يجتاح فورت ماكموري.
والأحوال تحسّنت قليلا يوم الأحد وتراجعت سرعة انتشار رقعة الحرائق مع تدنّي درجات الحرارة إلى ما دون المعدّلات الموسميّة.
وانتشرت الحرائق فوق مساحة تبلغ 1610 كيلومترات مربّعة خلافا للتوقّعات بأن تمتدّ لتطال 2500 كيلومتر مربّع.
وتنقل الصحيفة عن تشاد موريسون من جهاز مكافحة الحرائق في البرتا أنّ تدنّي درجات الحرارة كان أفضل خبر تلقّاه عناصر الإطفاء نهاية الأسبوع الفائت.
وبعد ظهر الأحد كان 500 عنصر يكافحون 34 حريق غابات في البرتا، تدعمهم 200 مروحيّة.
وتشير الصحيفة إلى أنّ خطّة إعادة الإعمار في فورت ماكموري ستتبلور في الأيّام القليلة المقبلة بعد أن تقوم السلطات بإحصاء عدد المنازل والمباني ومراكز العمل التي دمّرتها النيران.
ورغم ضخامة الحرائق، فقد سلم 80 بالمئة من المدينة من الدمار لحسن الحظ تقول الصحيفة ولم تمتدّ الحرائق إلى المناطق الترفيهيّة المشجّرة في قلب المدينة.
وتنقل ذي ادمنتون جورنال أخبار النازحين عن فورت ماكموري الذين استقبلتهم المراكز التي خُصِّصت لهم في مدن المقاطعة، وفي طليعتها ادمنتون وكالغاري.
ونقرأ في صحيفة ذي ناشونال بوست أنّ سرعة امتداد مساحة الحرائق تراجعت و مدينة فورت ماكموري تزنّرها الأرض المحروقة التي يتصاعد منها الدخان.
وهي منقطعة عن كلّ شيء باستثناء الخدمات الأساسيّة، والمرجّح أن يبقى الوضع على ما هو عليه لعدّة أسابيع.
وهنالك عقبات تواجه كلّ من يخرج عن القوافل التي تنفل النازحين نحو الجنوب.
ويتمّ توقيف أيّ شخص غير اؤلئك المخوّلين بحكم عملهم بالتواجد في شوارع مدينة فورت ماكموري أي عناصر الشرطة والاطفاء والطواقم الطبيّة وما شابه.
وتمّ توقيف شخصين غير مصرّح لهما يعملان في مجال إنقاذ الحيوانات الأليفة لدى محاولتهما إنقاذ هرر عالقة في منازل نزح أصحابها عن فورت ماكموري.
وتشير ذي ناشونال بوست إلى أنّ كثافة الدخان يوم الجمعة الفائت تسبّبت بانعدام الرؤية على طول الطريق السريع لمسافة مئة كيلومتر كما تسبّبت احيانا بحالة من الغثيان.
وتشير إلى أنّ أجراس الانذار من الدخان دقّت طوال أيّام في فورت ماكموري و سيعبق كلّ بيت وخيمة ووسادة برائحة الدخان لفترة طويلة في المدينة.
و ما زالت مصابيح الشوارع تضاء كلّ ليلة وتضفي منظرا غريبا على المدينة التي تغرق سماؤها تحت حجاب من الدخان.
وهنالك سيّارات متوقّفة في الشوارع في أماكن غير مألوفة ما يوحي أنّ أصحابها تركوها على عجل هربا من الحرائق عندما تلقّوا امر الإخلاء.
ومطار ألبيان Albian Aerodrome الذي تملكه شركة شلّ ويُستخدم عادة لنقل عمّال الشركات النفطيّة غصّ بالحركة عندما استخدمته السلطات المحليّة لنقل 7 آلاف نازح عن فورت ماكموري.
و كان الاندفاع الكثيف للمساعدة بأيّ طريقة من الطرق عنوانا عريضا في البرتا منذ اندلاع الحرائق تقول ذي ناشونال بوست.
وكتبت ذي كالغاري هيرالد تقول إنّ عيد الأم الذي صادف يوم أمس الأحد كان مميّزا بالنسبة للأمّهات والزوجات اللواتي نزحن عن فورت ماكموري.
ونشرت الصحيفة صورة لعناصر الإطفاء التابعين لمدينة فورت ماكموري تجمّعوا إلى جانب آليّاتهم وحملوا يافطة كتبوا عليها "أمّي...عمرٌ من الحب" ووجّهوها كبطاقة معايدة إلى الأمّهات والزوجات اللواتي أرغمتهنّ الحرائق على النزوح.
وتقول إحدى السيّدات إنّ تلك افضا بطاقة معايدة تلقّتها في عيد الأمّ وإنّها لم تر زوجها الاطفائي منذ ستّة أيّام. وعناصر الإطفاء هم أبطالنا قالت تلك السيّدة كما تنقل عنها صحيفة ذي كالغاري هيرالد.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.