أحد الجهاديين الكنديين الذي قتل العام الفائت

أحد الجهاديين الكنديين الذي قتل العام الفائت
Photo Credit: يوتيوب

القلق من عودة الجهاديين إلى بلدانهم الأم

عودة الجهاديين الغربيين الذين شاركوا في الحرب في سوريا والعراق ضمن مختلف التنظيمات الإرهابية إلى بلدانهم الأم تطرح مجموعة من التساؤلات الخطيرة والمقلقة إن على الصعيد الأمني وإن على المستوى العدلي - القضائي وإن على الصعيد الاجتماعي.

وتخشى سلطات الدول المعنية من تكرار ما حصل في أفغانستان، نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وعودة الأفغان العرب الذين حاربوا الاحتلال السوفياتي، وعلى رأسهم أسامة بن لادن، وشكلوا لاحقا نواة تنظيم القاعدة.

وتتخوف تلك الدول، وبخاصة فرنسا، من احتمال تنفيذ عمليات إرهابية ينفذها أو يخطط لها بعض هؤلاء العائدين خلال دورة بطولة أوروبا لكرة القدم ، وما أعلنه أحد قادة تنظيم الدولة الإسلامية مع بدء شهر رمضان " إجعلوا من رمضان شهر ويلات للكفار".

كاترين بيران الإعلامية في هيئة الإذاعة الكندية استضافت الصحافي في راديو فرنسا الدولي دافيد طومسون الذي نشر منذ سنتين كتابا حول الجهاديين الفرنسيين وسألته بداية عن ظاهرة عودة المقاتلين إلى فرنسا وأسباب توقيتها الأن، فأجاب:

"هناك حوالي مئتين وخمسين فرنسيا عادوا من القتال في سوريا والعراق وغالبيتهم خائبون ولكن يجب النظر إلى أوضاع كل منهم الخاصة وقصته. والعودة بدأت فعليا في أوائل العام 2014 بسبب المعارك التي دارت بين الجهاديين أنفسهم، بين المجموعات المعارضة وبين المسلمين السنة أنفسهم. بمعنى أنه اضطر بعض الجهاديين الفرنسيين الذين كانوا أصدقاء أو من حي واحد، إلى محاربة بعضهم البعض في تنظيمات مختلفة ، وقد رفض بعضهم المشاركة في تلك المعارك انطلاقا من كونهم التحقوا بالجهاديين لمحاربة نظام بشار الأسد وليس لمحاربة مسلمين آخرين باعتبارهم أن النظام السوري ليس مسلما". ويضيف:

"بين المئتين والخمسين عائدا هناك حوالي خمس عشرة امرأة فقط لأن عودة الامرأة أصعب من عودة الرجل إذ عليها أن تحصل على موافقة زوجها أو وصي أمرها، علما أن ثمة عائلات عادت مع أولادها. لكن المشكلة هي أن ليس لهؤلاء الأولاد المولودين في الخارج، وهم يشكلون ثلث الأولاد العائدين، من وجود قانوني، إضافة إلى أنه تم تدريبهم ليتحولوا إلى قتلة، ويضيف:

"لقد ولدوا ونشؤا وتربوا وتشربوا تلك الإيديولوجية وبعضهم شاركوا في المعارك أو نفذوا عمليات انتحارية وهم في التاسعة أو العاشرة من عمرهم ويظهرون في شرائط فيديو إعدام الرهائن، وتنظيم "الدولة الإسلامية يكلف الأطفال أحيانا بقتل السجناء والهدف من وراء ذلك هو التركيز على أن الجيل الجهادي المقبل متوفر وجاهز وهو أكثر تصميما من الجيل السابق".

أما المشكلة على الصعيد العدلي القانوني فتكمن في اختيار السجن المناسب، بمعنى أن  سجنهم مع مجرمين آخرين، قد يؤدي إلى تجنيد بعض المساجين وتشكيل خلايا إرهابية، بينما تخصيص أماكن محددة لسجنهم مجتمعين قد يؤدي بدوره إلى شد أواصر الصداقة بينهم ومن ثم إلى تعاملهم معا بعد الخروج للقيام بعمليات إرهابية. أما بالنسبة للنساء العائدات فلم تسجن منهن سوى امرأتين لأن السلطات تعتبر أن النساء لم يشاركن في المعارك وتعتبرهن ضمن الضحايا.

ويؤكد الصحافي في راديو فرنسا الدولي دافيد طومسون في ختام حديثه إلى هيئة الإذاعة الكندية أن الإرهابيين المساجين يزيدهم السجن تضامنا وتشددا وتعلقا بعقيدتهم الجهادية.

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.