ما زال أمام الأربعة والستين مليون ناخب بريطاني ثلاثة أيام ليقرروا بقاءهم أو خروجهم من الاتحاد الأوروبي الذي انضموا إليه منذ حوالي أربعين عاما. ومن الصعب التكهن بالنتيجة نظرا لتقارب عدد المؤيدين والرافضين في استطلاعات الرأي وبخاصة منذ اغتيال النائبة المحافظة المدافعة عن البقاء جوان كوكس، بعد أن كان دعم الخروج يتقدم بعشر نقاط على تأييد البقاء في الاتحاد.
ويعتبر البعض أن يكون صوت المهاجرين راجحا لمصلحة مؤيدي الاستمرار، علما أن نظام الاستفتاء يقسم المهاجرين من حيث حقهم بالتصويت إلى قسمين: المهاجرون من أصول أوروبية، ولا يحق لهم التصويت، المهاجرون من دول تابعة للكومنويلث، ولهم الحق بالتصويت وكذلك المهاجرون من سائر الدول الأخرى.
ويحتدم الصراع بين يمين متشدد يرفع شعار: "بريطانيا أولا" ويعتبر أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كان في الأصل اقتصاديا لا سياسيا، وبين يمين ويسار معتدلين ومنفتحين على أوروبا والعالم.
ما موقف كندا من هذا الاستفتاء؟
لكندا مجموعة ارتباطات مع بريطانيا على أكثر من صعيد سياسي ، فهي تابعة للتاج البريطاني وعضو في الكومنويلث، واقتصادي عبر اتفاقات تبادل تجاري حر، واجتماعي ثقافي جراء انتماء غالبية المواطنين الناطقين بالإنكليزية إلى اصول بريطانية بحيث ما زال ولاء الكثيرين منهم للتاج البريطاني و"الوطن الأم" وبعضهم يرفعون علم اليونيون جاك البريطاني.
وقد توالت التعليقات والمواقف الداعمة للبقاء على أكثر من مستوى:
رئيس الحكومة جوستان ترودو ذكر بوجود اتفاق تبادل تجاري حر مع الاتحاد الأوروبي الذي قد يتعطل في حال قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد وبالتالي قد يكون صعبا التفاوض مع بريطانيا لعقد اتفاقية مماثلة.
ماك كارني، الكندي الأصل، حاكم مصرف بريطانيا المركزي، خرج عن صمته بعد التزامه الحذر ليؤكد أنه يجب ألا تخرج بريطانيا من الاتحاد لأن من شأن ذلك وقوع بريطانيا في ركود اقتصادي تقني .
مفوض كندا العام لدى بريطانيا غوردون كامبل اعتبر أن خروج بريطانيا سيتسبب بمشاكل ليس فقط لبريطانيا إنما لأوروبا والعالم بأسره وستكون له انعكاسات سيئة جدا على الاقتصاد العالمي
أكبر صحيفتين في كندا، الغلوب أند ميل والتورونتو ستار، رجتا البريطانيين في نهاية الأسبوع بعدم الانفصال عن الاتحاد.
طبعا موقف كندا مؤيدا كان أو معارضا، لا يغير شيئا إنما هو مؤشر لعدم الارتياح الدولي إزاء مستقبل الاتحاد.
ماذا يعني خروج بريطانيا من الاتحاد؟ يجيب الصحافي البريطاني في الغارديان جون هانلي في حديث إلى راديو كندا:
"أنا أعتقد أنه سيكون كارثيا لبريطانيا وكذلك للاتحاد الأوروبي، وأعتقد شخصيا أن الاتحاد سيجد صعوبة كبيرة في الاستمرار جراء هذه الصدمة السياسية والاقتصادية الرهيبة وسيشجع المشككين بجدوى الاتحاد على المطالبة بالخروج بدورهم".
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.