رئيس الحكومة البريطانيّة السابق توني بلير يتحدّث بعد نشر تقرير لجنة تشيلكوت

رئيس الحكومة البريطانيّة السابق توني بلير يتحدّث بعد نشر تقرير لجنة تشيلكوت
Photo Credit: Stefan Rousseau - WPA Pool/Getty Images)

من الصحافة الكنديّة: “العبرة من تقرير تشيلكوت”

تناولت صحيفة ذي غلوب اند ميل تقرير لجنة تشيلكوت التي حقّقت في مشاركة بريطانيا في حرب العراق إلى جانب الولايات المتّحدة خلال عهد رئيس الحكومة السابق توني بلير.

تقول الصحيفة إنّ التقرير يتضمّن إدانة ولكنّه لم يتضمّن أيّ تصريحات مستغربة.

وقد تخطّت الأحداث منذ زمن نتائج التقرير، وكان معروفا قبل صدوره أنّ  ألعراق في عهد الرئيس صدّام حسين لم يكن يمتلك أسلحة دمار شامل.

ويؤكّد التقرير ما هو معروف من أنّ قرار المشاركة في الحرب كان متسرّعا ولم يستند إلى ادلّة حاسمة .

والتخطيط العسكري كان متسرّعا ولم يؤدّ التدخّل إلى تحقيق هدفه بإحلال الديمقراطيّة في الشرق الأوسط وكبح جماح الإرهاب.

السير جون تشيلكوت رئيس لجنة تشيلكوت يقدّم تقريره حول مشاركة بريطانيا في حرب العراق في 06-07-2016
السير جون تشيلكوت رئيس لجنة تشيلكوت يقدّم تقريره حول مشاركة بريطانيا في حرب العراق في 06-07-2016 © JEFF J MITCHELL/AFP/Getty Images

وترى الصحيفة أنّ الانتقادات التي وردت في التقرير تستهدف في آن  رئيس الحكومة البريطانيّة توني بلير والرئيس الأميركي السابق جورج بوش.

وأهمّ ما في التقرير ، أنّه يذكّرنا بأهميّة الإعداد لأيّ تدخّل من مختلف جوانبه بمنتهى الصرامة.

وتذكّر ذي غلوب اند ميل بما قاله الرئيس بوش في اعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر الارهابيّة عام 2001  من أنّ  حكومات العالم هي "إمّا مع الولايات المتّحدة او مع الإرهابيّين".

وقد اعلن بوش الحرب على الارهاب وصنّف ايران والعراق وكوريا الشماليّة بين دول محور الشرّ التي تسعى لتدمير الولايات المتّحدة.

وأحاديّة الرئيس بوش جعلت من الصعب على حلفائه مناقشة غزو العراق ، الدولة التي لم يكن لها أيّة علاقة بأحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر تقول الصحيفة.

ورأت الإدارة الأميركيّة في المجادلة حول مزايا غزو العراق موقف ضعف  في أحسن الأحوال ودعما للإرهاب في  الأسوأ.

وسخرت من معادي الحرب واعتبرتهم أعداء للحريّة والحسّ السليم.

وتجاهلت كندا وفرنسا هذه المعطيات وقرّرت كلّ منهما عدم المشاركة في الحرب.

لكنّ رئيس الحكومة البريطانيّة في حينه توني بلير اختصر الجدل حول الموضوع في بلاده وقرّر أنّ الجنود البريطانيّين سيقفون إلى جانب رفاقهم الأميركيّين في العراق.

وبلير اخطأ في ذلك حسب رأي الصحيفة التي تعتبر أنّه لا ينبغي أن تسمح  الديمقراطيّات للإرهاب بتقويض قيمها.

وحرب العراق جعلت العالم أكثر خطورة ممّا كان عليه عام 2001.

وقد ساهم عدم وجود أسلحة دمار شامل في إضعاف ثقة المواطنين بحكوماتهم.

والعقل والنقاش أفضل من الخوف والحراك الفارغ لمكافحة الإرهاب تقول ذي غلوب اند ميل وتخلص معربة عن الأمل في أن نأخذ العبرة ممّا حدث في العراق لعدم تكرار الأخطاء نفسها بعد اليوم.

متظاهران في قناع للرئيس بوش ولتوني بلير خلال مظاهرة في لندن قبل تقديم تقرير لجنة تشيلكوت في 06-07-2016
متظاهران في قناع للرئيس بوش ولتوني بلير خلال مظاهرة في لندن قبل تقديم تقرير لجنة تشيلكوت في 06-07-2016 © DANIEL LEAL-OLIVAS/AFP/Getty Images)

من ارشيف صحيفة لودوفوار: طوني بلير والعراق

ودوما حول غزو العراق ، عودة إلى مقال كتبه الصحافي سيرج تروفو في صحيفة لودوفوار في  كانون الأوّل ديسمبر 2009.

يقول تروفو إنّ الكلّ كان يعرف بعد سقوط صدّام حسين عام 2003 أنّ الرئيس العراقي لم يكن يمتلك اسلحة دمار شامل ولم تكن له علاقات مع تنظيم القاعدة.

والكلّ يعرف أنّ  الرئيس بوش ورئيس الحكومة البريطاني لفّقا هذين الخبرين لتبرير غزو العراق.

والكلّ يعرف أنّ بلير لجأ إلى الكذب والخداع لإقناع اعضاء حلف الناتو بالانضمام إلى التحالف لغزو العراق.

ولم يكن أحد يعرف بالمقابل كم كان التعصّب يسكن بلير تقول الصحيفة.

وتشير إلى ما قاله بلير خلال مشاركته في مقابلة تلفزيونيّة في إطار برنامج ديني من أنّه لو لم يستخدم حجّة أسلحة الدمار الشامل، لكان قد اخرج حجّة أخرى من قبّعته كما قال.

وكان يعتبر أنّه من العدل إسقاط صدّام حسين لأنّه كان يقف حاجزا في وجه انتشار الديمقراطيّة في الشرق الأوسط.

ولم يبد بلير أيّ اسف او ندم وكلّ ما اكّد عليه خلال المقابلة هو رغبته في إعلان الحرب أيّا كان الثمن يقول سيرج تروفو في تعليقه الذي كتبه في صحيفة لودوفوار عام 2009.

وما قاله بلير يرتدي طابعا من الأهميّة لأنّ اقوالا مماثلة وردت في تصريحات بعض البريطانيّين الذين مثلوا امام لجنة تشيلكوت التي تحقّق بشأن مشاركة بريطانيا في حرب العراق من دبلوماسيّين وعسكريّين  ومستشارين .

وشهاداتهم  تفيد أنّ بلير لم يكن يأبه بدعواتهم له إلى للتعقّل والحذر.

وكان هاجسه إقامة علاقة قويّة ومميّزة مع الرئيس الأميركي على حساب الواقع وصوابيّة قرار غزو العراق.

وكان بلير يؤمن كما بوش بالتدخّل الانساني من خلال استخدام القوّة.

ويشير سيرج تروفو في ختام تعليقه إلى أنّ بلير سيمثل امام لجنة تشيلكوت وأنّ العديد من الحقوقيّين في بريطانيا وخارجها يبحثون عن آليّات تتيح رفع شكوى ضدّه.

فعندما اعترف بلير بأنّ الغاية تبرّر الوسيلة، اقرّ في الوقت عينه أنّه خالف معاهدة جنيف الموقّعة عام 1957 وأنّه بمعنى آخر قد يكون  مذنبا بارتكاب جرائم حرب يقول تروفو في ختام تعليقه في صحيفة لودوفوار الذي كتبه عام 2009  بعيد إنشاء لجنة تشيلكوت.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.