مقاتلة روسية في أجواء حلب

مقاتلة روسية في أجواء حلب
Photo Credit: PC / PC

” روسيا في الحملة الرئاسية الأميركية “

تحت عنوان: " روسيا في الحملة الرئاسية الأميركية "، كتب المحرر في صحيفة لو دوفوار جوليان توراي يقول:

إن فشل المفاوضات بين موسكو وواشنطن بشأن الوضع في سوريا، ومحاولات روسيا التأثير على الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، وإعادة النظر الروسية في اتفاقين نووين بين روسيا والولايات المتحدة، ترتدي طابع العودة إلى الحرب الباردة. فهل تمكن المخادع فلاديمير بوتين من الالتفاف على قوة الولايات المتحدة كما يؤكد المرشح الجمهوري دونالد ترامب؟

فخلال المناظرة التلفزيونية الأخيرة، كرر ترامب موقفه القائل بأن الأعمال التي قام بها فلاديمير بوتين منذ سنتين أي ضم القرم وزعزعة الاستقرار في أوكرانيا والتدخل العسكري في سوريا، كشفت ضعف الولايات المتحدة وترددها في اتخاذ القرارات. لكن هذا التحليل حول تأثير روسيا على الساحة الدولية ليس جديا .

ويتابع جوليان توراي في لو دوفوار: لقد تمكنت روسيا منذ مطلع الشهر، من نشر نظام دفاعي جوي فعال في سوريا وستتمكن حاملة الطائرات الروسية  الوحيدة  من العمل بعد بضعة أيام في البحر المتوسط، وهذه التطورات تشكل عقبات جدية في وجه أية ضربات أميركية محتملة ضد نظام بشار الأسد كما تقلل من حظوظ فرض حظر جوي لحماية المدنيين التي يطالب بها المرشحان الأميركيان.

وفي هذا السياق، فإن خيار رد أميركي قوي على القصف الروسي السوري على حلب يبدو أنه استبعد خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض في الرابع عشر من الجاري وأن مصير حلب الكارثي يبدو أكيدا فإدارة أوباما تفضل التركيز على الحرب ضد "الدولة الإسلامية" والمعركة الدائرة حاليا لاستعادة الموصل والاستعداد لهجوم على معقل التنظيم في الرقة.

ويرى جوليان توراي أنه كما في سوريا وأوكرانيا، فاجأ استعراض القوة الروسي عددا كبيرا من المعلقين وغذى الهازئين من السياسة الخارجية الأميركية الشديدة الحذر، التي يعتمدها الرئيس أوباما وأن تصميم الرئيس الروسي وحسه بالمبادرة تعطيه أفضلية أكيدة على الولايات المتحدة الشديدة التردد وغير المجدية .

لكن روسيا كانت في وضع أفضل بكثير منذ ست سنوات. كان لها حليف مطيع في كييف بشخص الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، وكانت على طريق التقارب مع حلف شمال الأطلسي ولعبت دورا  أساسيا في فرض عقوبات جديدة على إيران، والاقتصاد الروسي استعاد زخمه بعد أزمة العام 2008 وعلاقاتها التجارية تكثفت مع الولايات المتحدة وأوروبا. وكل هذا التقدم  ألغته عودة بوتين إلى الكرملين . واعتباره أن كل حركات المعارضة إن في الشرق الأوسط وإن في أوكرانيا هي من عمل المخابرات الأميركية دفعه إلى اعتماد سياسة القمع في الداخل كما في الخارج.

ويرى جوليان توراي أن تصرفات بوتين صبت في غير مصلحته: فكييف لن تعود إلى كنف روسيا بالرغم من العناصر الموالية لها في أوكرانيا، والحلف الأطلسي الذي مر في أزمة هوية بعد المغامرة الأفغانية استعاد سبب وجوده إزاء الاستفزازات الروسية لأوروبا، وتمديد حياة نظام الأسد بفضل التدخل الروسي  لن يمكنه من استعادة سيطرته على كافة الأراضي السورية الممزقة دون أن ننسى الانعكاس الكارثي على سمعة روسيا جراء مشاركتها في ارتكاب مجازر حرب خاصة في حلب.

ويعتبر جوليان توراي أن جهل دونالد ترامب  جعله يرى في فلاديمير بوتين زعيما قويا، بينما خبرة هيلاري كلنتون وواقعيتها يجب أن تجنبها الانخداع  بهذه القوة الوهمية وهي ستواصل، على خطى باراك أوباما، توجيه سياسة الولايات المتحدة الخارجية باتجاه منطقة آسيا الهادئ، والتركيز على التجارة الدولية والتغيرات المناخية  وهي ملفات أساسية لمستقبل العلاقات الدولية والتي تبدو فيها روسيا معزولة تماما وبدون تأثير يذكر، يخلص جوليان توراي مقاله في صحيفة لو دوفوار.

راديو كندا الدولي – صحيفة لو دوفواراستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.