آليات نظامية في شرق الموصل

آليات نظامية في شرق الموصل
Photo Credit: Thaier Al-Sudani / Reuters

الموصل: هدوء نسبي قبل العاصفة

في اقل من أسبوعين، وصلت طلائع القوات العراقية مدعومة بالميليشيات الكردية والطيران الحليف إلى مشارف مدينة الموصل،  وتمكنت من اختراق بعض الأحياء والتمركز فيها بانتظار المعركة الحاسمة لتحرير ثاني أكبر مدينة عراقية من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية.

والمعركة الحاسمة ستكون بلا شك قاسية جدا، مكلفة جدا بالحجر والبشر، وربما طويلة جدا نظرا لصمود المقاتلين كما يقول المحلل السياسي في هيئة الإذاعة الكندية فرانسوا بروسو ويضيف:

" ما هو مؤكد أن ثمة مقاومة وأن مقاتلي "الدولة الإسلامية" لا يفرون وعند وصول المقاتلين الأكراد  والقوات النظامية،  يضرم الجهاديون النار  في عدة أماكن  وقد زرعوا الألغام في الطرقات والمنازل بعد إجلاء سكانها، وهناك قناصة يتصيدون عناصر المهاجمين عند تقدمهم  وسيارات مفخخة وشاحنات انتحارية متفجرة".

وكل ذلك ينبئ بوقوع معارك عنيفة، يؤكد فرانسوا بروسو ويضيف:

"بحسب وكالة الأسوشيتد بريس، فالجهاديون يختطفون رهائن من البلدات والأحياء المحيطة بالمدينة والتي تستعد للخسارة ، رجال ونساء وأطفال سيتحولون إلى دروع بشرية خلال المعارك الشرسة المتوقع أن تجري في وسط المدينة ".

وكل هذا يتسبب طبعا بمأساة إنسانية تطال السكان المدنيين الذين يقدر عددهم بمليون ومئتي ألف نسمة ما زالت غالبيتهم العظمى لاجئة داخل منازلها بينما نزح عن المدينة  وضواحيها ما يقارب الثمانية عشر ألف شخص فقط منذ بدء المعارك قبل حوالي عشرة أيام. وثمة معطى جديد يتمثل بقيام مقاتلي الحشد الشعبي الشيعة بمهاجمة غرب الموصل  كما يقول فرانسوا بروسو:

"يبدو أنهم قرروا، دون استشارة  المجموعات المقاتلة التي تطوق  " الدولة الإسلامية" في  الموصل  قرروا فتح المعركة في الغرب وشمال الغرب المحاذي لسوريا بدءا بمدينة تلعفر وذلك خلافا للخطة الموضوعة والقائمة على عدم مهاجمة تلك المنطقة  وتركها معبرا لمقاتلي التنظيم للهرب إلى سوريا، ما يتسبب بغضب تركيا التي تخشى تعزيز مواقع الأكراد المجاورة لحدودها  وتعمل على حماية العرب السنة  والأقلية التركمانية سيما وأن الميليشيات الشيعية ارتكبت مجازر بحق السنة،  عند احتلالها الفلوجة .

يبقى أن معركة الموصل لن تكون سهلة، لكن المعركة الأشرس قد تكون ربما بعد تحرير الموصل.

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.