تحت عنوان: " هل يجب مقاطعة تركيا؟ " ، كتب المحرر في صحيفة لو جورنال دو مونتريال لويك تاسي يقول:
حث زعيم "الدولة الإسلامية" مقاتليه على الصمود حتى آخر قطرة من دمائهم. والرقة، آخر معاقل "الدولة الإسلامية" قد تسقط قريبا. لكن هذه المعارك تخفي خطرا أكبر بكثير : طموح تركيا. فالحكومة التركية تصر على تحييد الأكراد والسيطرة على المناطق الواقعة جنوب حدودها.
والتوتر بين تركيا والعراق بلغ حدا دفع بإيران إلى عرض وساطتها بين الدولتين، لتحاشي الحرب . وإذا أضفنا إلى الطموحات التركية سياسة القمع التي فرضها نظام الرعب بقيادة رجب طيب أردوغان، فكل عناصر الحرب باتت مجتمعة ومتوفرة.
ويطرح لويك تاسي بعض الأسئلة:
- ماذا يجري في تركيا؟
إن حكومة أردوغان الإسلامية الفاسدة يعارضها الكثيرون من الأتراك، وعلى غرار الديكتاتوريين الصغار، جمع السلطات بيده وجاءت المحاولة الانقلابية الفاشلة لتبرر سياسته القمعية بسجن المعارضين وفرض نظام الرعب، وثمة مئة وعشرة آلاف شخص فقدوا وظائفهم للاشتباه بمشاركتهم في الانقلاب وتم إقفال تسع عشرة جامعة كما أقفلت أكثر من مئة وسبعين صحيفة وإذاعة ومحطة تلفزة، وتم القضاء على حرية التعبير والانتخابات لم يعد ممكنا أن تكون حرة.
- لماذا تخيف تركيا جيرانها؟
يجيب لويك تاسي: حكومة أردوغان تضطهد كل من يسعى إلى حل سلمي للنزاع مع الأكراد وأردوغان يعتمد حملة وطنية تعزز شعبيته في أوساط بعض المواطنين وأعلن مثلا أن مدينة الموصل كانت في السابق خاضعة للنفوذ التركي. وطلب من الأتراك أن يشاركوا في حرب تحرير الموصل ، ما ترفضه وتعارضه الحكومة العراقية. ومع ذلك، أرسلت تركيا قوات مسلحة إلى العراق وسوريا ضد إرادة حكومتي البلدين.
- لماذا لا تندد الدول الديموقراطية بما فيه الكفاية بحكومة أردوغان؟
يجيب تاسي:
لا يريد الأوروبيون أن تعيد تركيا النظر في الاتفاقات بشأن الهجرة التي وقعوها معها، لكونها تخفف من ضغط الهجرة واللجوء إلى الدول الأوروبية . أما الولايات المتحدة، فتخشى أن تنسحب تركيا من حلف شمال الأطلسي وتنتقل إلى المعسكر الروسي.
- هل تعمد تركيا حاليا على القضاء على الأكراد؟
المعلومات الواردة من كردستان التركي قليلة جدا ويمنع الصحافيون الأجانب من دخول المنطقة . لكن إقالة رؤساء بلديات والاعتداءات الكردية داخل تركيا تدفع إلى الاعتقاد بأن الوضع في المناطق الكردية مخيف.
- هل يجب مقاطعة تركيا؟
يجيب لويك تاسي:
الجيش التركي هو بين العشرة جيوش الأقوى في العالم وعندما يتم القضاء على "الدولة الإسلامية" ستسعى تركيا إلى القضاء على الأكراد في جنوب حدودها، ومن سيمنعها من تحقيق ذلك؟ فالأميركيون وحلفاؤهم يحمون الأكراد لأنهم من أفضل محاربي "الدولة الإسلامية" فهل سيغامرون بقطع علاقتهم بتركيا؟
إذا واصلت تركيا سياساتها الدنيئة، فهذا ما يجب فعله لأن لا أحد يمكنه انتظار أي خير من دولة إسلامية فاسدة ترهب مواطنيها، يخلص لويك تاسي مقاله في لو جورنال دو مونتريال.
هيئة الإذاعة الكندية – لو جورنال دو مونتريالاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.