طلاب في معهد غارنو في كيبك

طلاب في معهد غارنو في كيبك
Photo Credit: cegepgarneau.ca

“تشديد تطبيق اللغة الفرنسية في معاهد كيبك: ضمانة للتعددية الثقافية”

تحت هذا العنوان كتب الأستاذ نيكولا بوردون مقالا في صحيفة لاودوفوار جاء فيه:

الفرنسية، يجب تنبيه الذين يعيشون وعيونهم مغمضة أنها تواجه صعوبات في مقاطعة كيبك وبصورة أكبر على المستوى الكندي.

الباحث غيّوم ماروا من المؤسسة الوطنية للأبحاث العلمية INRS لاحظ أن نسبة الأشخاص الذين يتكلمون اللغة الفرنسية في بيوتهم في جزيرة مونتريال تدنت من 56% إلى 54% بين إحصاء 2001 و2006

إن المعطيات التي حصل عليها الباحث في علم الرياضيات شارل كاستونغي مثيرة أكثر للقلق: هي تشير إلى أنه في عام 2006 شكل الفرنكوفون ما نسبته 97.1% من مجموع كيبك و65% من منطقة مونتريال و49% من جزيرة مونتريال.

وعلى المستوى الكندي تدنت نسبة الفرنكوفون بشكل مأسوي إذ أن نسبة الفرنكوفون في كندا كانت ما يقرب 29.1% غير أن نسبتهم الحالية لا تتعدى 21.6%

وفي كيبك، اللغة الإنجليزية كانت لغة الدراسة لعدد كبير من الطلاب الناطقين بالفرنسية وبالإنجليزية. وفي كتاب تحت عنونا اللغة الفرنسية لغة مشتركة لاحظ  كاستونغي  أن المعهد (المعاهد) الذي يعتمد اللغة الإنجليزية جذب إليه 54426 طالبا فرنكوفونيا جديدا و75024 من غير الناطقين بالفرنسية والإنجليزية بين أعوام 1981 و2010

طلاب في معهد في ضاحية مونتريال يناقشون مفاعيل القانون 101
طلاب في معهد في ضاحية مونتريال يناقشون مفاعيل القانون 101 © موقع راديو كندا

وأكثر من 125000 طالب من الناطقين بالفرنسية والإنجليزية تابعوا دراساتهم في معهد "إنجليزي"

هذه الأرقام يجب عدم الاستخفاف بها وخاصة إذا علمنا أن لغة الدراسات العليا مرتبطة بقوة مع اللغة المعتمدة في مجال العمل.

إن تطبيق القانون 101 على المعاهد (مؤسسات تعليمية تنفرد بها كيبك في نهاية المرحلة الثانوية وما قبل الجامعية) ستعطي زخما جديدا للغة الفرنسية غير أن معارضي هذا المشروع يجدون فيه انتهاكا للحريات الشخصية.

هذه الحجة ليست مقنعة لأن المعاهد مدعومة ماليا بنسبة 100% من قبل الدولة أي حكومة كيبك وشرعي إذا أن يقرر المجتمع الكيبكي الطبيعة التي سيمنحها لهذه المؤسسة.

غير أن المعادين للقانون 101 بصيغته المشددة يردون بأن حيوية اللغة الفرنسية في كيبك تقع على عاتق المسؤولية الشخصية.

إن عدم فرض أي قانون لضمان ديمومة اللغة الفرنسية في كيبك وترك شرعة اللغة الفرنسية في وضعها الحالي ما يعني ثغرات عديدة وغير مكتملة يعني تحويل مشكلة مشتركة إلى مشكلة يتوجب على كل فرد أن يحلها بنفسه دون أن يدعم المجتمع جهوده عبر تشريع مناسب.

وكما لاحظ سابقا Hubert Aquin في كتابه "التعب الثقافي لكندا الفرنسية" في حال اعتبر كل كندي فرنسي أن كل تحد يواجهه يرتبط بموقف مجموع الكنديين الفرنسيين لماذا يتوجب إذا مواجهة التحدي الجماعي كما لو كان تحديا فرديا.

هناك نوع من السريالية عندما نستمع إلى مواقف المعارضين للقانون 101 بصورة مشددة: ينددون بالإنغلاق والتقوقع على الهوية من قبل مؤيديه مع العلم أن القانون 101 في نسخته المشددة المقترحة من قبل الحزب الكيبكي في مشروع القانون 14 يسمح لأولياء الطلبة من الجالية الناطقة بالإنجليزية أن يعلموا أولادهم بالإنجليزية  في وقت يتعرض الطالب ضمن النظام الفرنكوفوني لمئات ساعات التعليم بالإنجليزية خلال منهجه الدراسي من الابتدائية إلى المعهد.

إن صفة الانغلاق الذهني مقلوبة هنا إذ أن العديد منا مهووسون بإتقان اللغة الإنجليزية ويعتبرون أنه من الضروري إتقان هذه اللغة أي الإنجليزية أكثر من لغتهم الأم.

ويختم كاتب المقال بالقول إن طلاب المعاهد مغمورون بالإنجليزية الموجودة دائما في مختلف المنتجات الثقافية التي يستهلكونها مثل الأفلام والموسيقى وألعاب الفيديو.

إن توفير وصولهم للتعلم في معاهد بالفرنسية والإتاحة لهم بالكتابة بلغة فرنسية عالية وتدريسهم أدب موليير وميرون ونقل التراث الثمين للأدب الفرنسي والكيبكي يعني ولوجهم في عالم يعرفونه قليلا ما يعني أداء حركة لصالح التعددية الثقافية حركة أكثر فاعلية من خطابات جوستان ترودو الفارغة الداعية للتعددية.

أن يطال القانون 101 المعاهد يجب أن يكون مبررا للفخر وليس للخجل يختم الأستاذ نيكولا بوردون مقاله في صحيفة لودوفوار.

(لودوفوار/راديو كندا الدولي)

استمعوا
فئة:ثقافة وفنون، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.