Photo Credit: RCI

تعليقات الصحف للأسبوع المتنتهي في 21 – 01 – 2017

مجموعة مختارة من تعليقات الصحف الكندية صدرت خلال الأسبوع من إعداد وتقديم بيار أحمراني وسمير بدوي وفادي الهاروني.

من الصحافة الكندية: "فريلاند في مواجهة العالم"

تحت عنوان "فريلاند في مواجهة العالم" كتب بول جورنيه مقالا في صحيفة لابرس جاء فيه:

أكد جوستان ترودو عقب انتخابه أواخر عام 2015 بأن كندا عائدة للساحة الدولية. صحيح أن حزب المحافظين بزعامة ستيفن هاربر كان قد ابتعد بشكل جدي عن التعددية الدولية وخاصة في ما يتعلق بإسرائيل.

لكن ولو أن ستيفان ديون كان قد أعاد الارتباط مع هذا التقليد غير أنه بالغ في هذه القطيعة كما يدل عليه بين عوامل أخرى التمسك ببيع عربات مدرعة للمملكة العربية السعودية.

ومع هفواته المعهودة كمثقف، برر ستيفان ديون هذا القرار بنظرية جديدة أطلق عليها "القناعة المسؤولة" مشيرا إلى مبدأ لعالم الاجتماع ماكس فيبر غير أن هذا لم يكن كافيا لإقناع الكنديين.

يضاف إلى ذلك أن ستيفان ديون فقد الاتصال مع مكتب رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو. ففي فصل الخريف الماضي كان ستيفان ديون يصر على القول بأن كندا لن تفاوض على اتفاقية لتبادل المجرمين مع الصين في وقت كان فيه رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو يقوم بذلك.إن تسلم كريستيا فريلاند مهام وزارة الخارجية سيضع دون شك حدا لهذه الاختلافات ويعيد الوصل مع المزج المعتاد لتعددية الجوانب والواقعية الحذرة التي تتحلى بها دبلوماسيتنا.

هذه الواقعية تفرض نفسها على كل حال بسبب شخصية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.

إن تعددية الجوانب الكندية تنطلق كما هو معهود باتباع التوافقية مع حلفائها الكبار الثلاثة أي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

إذا إن مثل هذه الجبهة المشتركة أصبحت من الآن فصاعدا هشة كما أن كندا لا ترغب بالتنصل من مبادئها كما أنها لا ترغب في الوقت نفسه اتباع جارها وشريكها التجاري الرئيسي أي الولايات المتحدة.

وفي تلك الحالتين يتوجب التحلي بحنكة مرهفة.

وزيرة الخارجية الكندية الجديدة كريستيا فريلاند مع رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو
وزيرة الخارجية الكندية الجديدة كريستيا فريلاند مع رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو © Sean Kilpatrick / Canadian Press

ويتوجب حينئذ على كريستيا فريلاند أن تتعامل مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي يرغب على ما يبدو إدارة السياسة الخارجية على غرار إدارة شركة تجارية حيث يربح البعض ويخسر البعض الآخر.

وشخصية ترامب ستساعده لبلوغ هذا الغرض إذ أنه معروف ببراغماتية تفوق التي يتحلى بها ستيفان ديون ما تمكنه أن يكون في الوقت نفسه متحفظا وقاسيا.

إن الدبلوماسية هي مسألة علاقات. هذا وبالإضافة لمزاياها الانسانية، فإن باستطاعة كريستيا فريلاند أن تعتمد على معرفتها بالولايات المتحدة.

وفي كتاب نشرته عام 2014، أبدت السيدة فريلاند قلقها من عدم المساواة الهائلة التي تتعمق أكثر فأكثر هناك.

إن الأميركيين على وشك أن يفقدوا الثقة بمؤسساتهم الديمقراطية، تحذر السيدة فريلاند وهو ما قد يؤدي حسب رأيها لدعم دعاة الشعبوية وكبار الأغنياء.

لكن يصعب أن نتوقع كيف سيساعد ذلك الوزيرة على إدارة الصدمة الأولى المحتملة أي إعادة التفاوض حول اتفاق التبادل التجاري الحر لأميركا الشمالية مع الإشارة إلى أن دونالد ترامب يرغب بادىء ذي بدء شد القيود على المكسيك لكنه قد يرغب أيضا توجيه بعض سهامه وطلباته لكندا.

هذه العقبات الجديدة تضاف لمشكلة موجودة في عهد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما وهذه المشكلة تتعلق بالصادرات.

إن الاقتصاد الكندي يتعلق بشكل خاص بما يبيعه لجاره والحال فإن حصته من السوق تتضاءل منذ عام 2000 من 17% إلى 11% ومن جملة أسباب هذا التدني المنافسة الصينية والمكسيكية دون نسيان الخلاف حول خشب البناء الذي سيعود للواجهة خلال الأشهر القليلة المقبلة.

ولا يمكننا أن ننسى العقبة الروسية، فالعلاقات بين كريستيا فريلاند وروسيا بدأت بشكل سيىء، فالوزيرة ممنوعة من الإقامة في روسيا منذ الانتقادات التي وجهتها في أعقاب ضم جزيرة القرم في عام 2014.

لكن الوزيرة الكندية ليست وحدها في هذا الحظر بل يشاركها في ذلك سياسيون آخرون كالليبرالي إيروين كوتلر والمحافظ أندرو شير وعضو الحزب الديمقراطي الجديد بول ديوار الذين يحتلون مكانا على اللائحة السوداء.

ويختم بول جورنيه مقاله في صحيفة لابرس بالقول إن الوزيرة الجديدة يمكنها أن تعتمد على الأقل على معرفتها لروسيا حيث كانت قد عملت هناك وتتحدث اللغة أيضا.

إن التحدي الكبير الذي يواجه الوزيرة فريلاند وحلفاءها هو في إقناع الولايات المتحدة بعدم التخلي عن مثل هذه المبادرات لصالح الغزل المثير للقلق مع الديمقراطية الروسية لذا يمكن فهم شعور التشاؤم.

جوستان ترودو في لقاء مع مواطنين
جوستان ترودو في لقاء مع مواطنين

"ارتفاع زائد عن اللزوم"

علق المحرر في صحيفة لا بريس بول جورني على قضاء رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو عطلة الأعياد على الجزيرة الخاصة التي يمتلكها الآغا خان في الباهامس، فرأى أن الفضيحة التي تندد بها المعارضة ليست الزيارة بحد ذاتها إنما الخطر الحقيقي الذي تكشفه ، ألا وهو الانحراف البطيء باتجاه التهور واللامبالاة والغطرسة.

فخلال عطلة الميلاد، توجه رئيس الحكومة وعائلته وأحد نواب الحزب الليبيرالي الحاكم ورئيسة الحزب وبعض الليبيراليين المقربين منه إلى الجزيرة الخاصة التي يمتلكها الملياردير كريم الحسيني ، الزعيم الروحي للمسلمين الإسماعيليين في العالم، على متن مروحية خاصة بالآغا خان، وهو صديق العائلة وشارك في حمل نعش والد رئيس الحكومة الحالي، رئيس الحكومة الأسبق بيار إليوت ترودو عام 2000، لكنه أيضا مدير مؤسسة مسجلة في سجل مؤسسات الضغط.

ويرى جونو أن رئيس الحكومة قد انتهك ربما القوانين المتعلقة بتضارب المصالح، التي تسمح باستعمال رئيس الحكومة طائرة خاصة بثلاثة شروط: إذا كانت ضرورية للعمل، إذا سمحت لجنة المناقبية بذلك، أو لظروف استثنائية، وأي من الشروط الثلاثة غير متوفر.

والحدث هذا مقلق لأنه يكشف تناقضا في ما يقوله ترودو بشأن المناقبية وما يفعله.

فخلال الخريف الماضي، كشفت وسائل الاعلام عن حصول عدة حفلات كوكتيل لدعم صندوق الليبيراليين الانتخابي بحضور وزراء يلتقون بأصحاب أعمال مقابل شك باسم الحزب بمبلغ ألف وخمسمئة دولار كدعم للحزب، بالرغم من أن ترودو كان تعهد بالشفافية التامة في مسألة التمويل الحزبي.

واليوم يضاف إلى هذه القاءات ، قضاء ترودو عطلة العيد على جزيرة الأغا خان الخاصة. وهو يدافع عن نفسه بكون كل تلك الأحداث كانت شفافة ودليلا على قرب حكومته من المواطنين.

ويعلق جونو بالقول: صحيح أن الليبيراليين يضاعفون لقاءاتهم مع وسائل الإعلام والمواطنين العاديين، لكن استعدادهم للقاء المواطنين ليس متوازنا إذ أن اهتماما خاصا يخصصه الليبيراليون للأصدقاء أو الذين يوقعون شيكا سخيا للحزب الحاكم . وها نحن نشهد اليوم انعكاس تلك اللقاءات ونتائجها، إذ لن يشارك رئيس الحكومة في قمة دافوس الاقتصادية لكونه بدأ جولة شعبية عبر كندا ليثبت أن له أذانا صاغية لهموم الناس، ما يعزز مكانته المرتفعة في استفتاءات الرأي. لكن عليه ألا يخلط بين الشعبية والنزاهة، يخلص بول جورنو مقاله في صحيفة لابريس.

الرئيس الصيني شي جينبينغ ملقياً خطابه في مراسم افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا يوم الثلاثاء
الرئيس الصيني شي جينبينغ ملقياً خطابه في مراسم افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا يوم الثلاثاء © Ciaran McCrickard\World economic forum

إذا تراجعت الولايات المتحدة تتقدم الصين

وجد الرئيس الصيني شي جينبينغ طريقة ليظهر نفسه على أنه الزعيم الجديد للعالم. وهذا ما يحدث عندما تنكفئ الولايات المتحدة الأميركية، تقول صحيفة "ذي غلوب أند ميل" في مقال افتتاحي بعنوان "إذا تراجعت الولايات المتحدة تتقدم الصين".

فالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أمضى الأيام القليلة الماضية يطلق النار على الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والعولمة والتجارة الحرة والمصداقية الأميركية. وهذا ما فتح أمام الرئيس الصيني ثغرة استغلها بالذهاب هذا الأسبوع إلى المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس في سويسرا للمطالبة بعباءة قيادة العالم، تقول الصحيفة الكندية الواسعة الانتشار والرصينة.

تصريحات ترامب تحدث فراغاً في السلطة يسعى الرئيس الصيني إلى مَلئه. ويجب ألّا يفاجئ هذا الأمر فريق الخبراء المحيط بالرئيس الأميركي المنتخب، ترى الصحيفة.

وفي الخطاب الذي ألقاه أمس في دافوس حاول شي جينبينغ الظهور كبطل الليبرالية الدولية والعولمة. هناك شيء من المبالغة في ذلك، لكنه لم يعد غير قابل للتصديق بشكل كامل، تضيف الصحيفة.

بالطبع لم يعطِ الرئيس الصيني تعهدات محددة لدعم الليبرالية الاقتصادية باستثناء قوله إن بلاده ستقاوم أي إغراء بتخفيض سعر صرف عملتها، اليوان، لتعزيز تنافسية منتجاتها، وإنها "ستبقي بابها مفتوحاً على مصراعيْه"، تقول "ذي غلوب أند ميل"، لكنه قال كلاماً منوِّراً من نوع "أولئك الذين يدفعون باتجاه الحمائية يحبسون أنفسهم في غرفة مظلمة. هم نجوا من المطر والغيوم في الخارج لكنهم في الوقت نفسه حرموا أنفسهم من النور والهواء".

وبعد أن كان ترامب قد صرح بأنه ليس "شديد الاقتناع بتغيرات مناخية من صنع الإنسان"، شدد شي جينبينغ في خطابه أمس في دافوس على الأهمية الحيوية لمواجهة التغيرات المناخية، وذلك بعد عدة عقود من نمو الصناعة المتسببة بالتلوث الدخاني. فالمدن الصينية الرئيسية لا تزال تعاني من شدة الضبخان، وهو خليط من الضباب والدخان، الذي يفوق بكثير ما يسود أجواء مثيلاتها في الولايات المتحدة. وهنا أيضاً يكون الرئيس الصيني قد أقر، على الأقل خطابياً، بوجود المشكلة، تقول "ذي غلوب أند ميل".

ليس الرئيس الصيني من ورثة آدم سميث، مؤسس علم الاقتصاد الحديث، ولا من ورثة دعاة التجارة الحرة في القرن التاسع عشر. ونظام حكمه ليس ليبرالياً ولا ديمقراطياً، ولا يرتاح مع حكم القانون، لا داخلياً ولا دولياً. لكن تصريحات ترامب تدفع دولاً، من بينها كندا، على التفكير بالبحث عما يتخطى واشنطن، ومن ضمن ذلك فتح أذنيْها وذراعيْها لشي جينبينغ، زعيم ثاني أكبر قوة في العالم، تضيف "ذي غلوب أند ميل".

اللحظة التي تسببت فيها الولايات المتحدة بأزمة لنفسها قد تكون فرصة نهوض للصين، تختم "ذي غلوب أند ميل".

استمعوا
فئة:اقتصاد، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.