يكتنف الغموض مستقبل اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية ("نافتا") مع وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في واشنطن.

يكتنف الغموض مستقبل اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية ("نافتا") مع وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في واشنطن.
Photo Credit: CBC (هيئة الإذاعة الكندية)

كندا في حالة ترقب وتأهب إزاء دعوة ترامب لإعادة التفاوض حول الـ”نافتا”

وقّع اليوم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مرسوميْن، أو "أمريْن تنفيذيّيْن" (executive orders)، أعلن في الأول انسحاب بلاده من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي (Trans-Pacific Partnership) وفي الثاني تجميد التوظيف في الإدارة الفدرالية.

ومن المتوقع أن يوقع ترامب على مرسوم آخر يدعو فيه إلى إعادة فتح المفاوضات بشأن اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية ("نافتا" NAFTA).

وكان الرئيس الأميركي الجديد قد قال أمس "سنلتقي برئيس حكومة كندا (جوستان ترودو) ورئيس المكسيك (إنريكه بينيا نييتو) وسنبدأ المفاوضات المتصلة باتفاق "نافتا"".

ويضم اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ودخل حيز التنفيذ عام 1994، وهو يتيح لكل واحدة من الدول الموقعة عليه أن تعلن عن نيتها الانسحاب منه، ما يفتح المجال أمام فترة 180 يوماً للقيام بمفاوضات جديدة، فإذا لم يتم التوصل لاتفاق جديد يصبح الاتفاق لاغياً.

وهنا في كندا يعقد اليوم وغداً رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو خلوة مع وزرائه في كالغاري، كبرى مدن مقاطعة ألبرتا في غرب البلاد، من أجل التباحث في "أفضل مقاربة ممكنة" إزاء توجه ترامب لإعادة التفاوض بشأن اتفاق "نافتا"، كما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء.

والحكومة الكندية على موعد غداً في كالغاري مع جاريد كوشنير، صهر الرئيس الأميركي الجديد ومستشاره الخاص.

الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب رافعاً قبضته في نهاية الخطاب الذي ألقاه في مراسم تنصيبه في واشنطن يوم الجمعة الفائت
الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب رافعاً قبضته في نهاية الخطاب الذي ألقاه في مراسم تنصيبه في واشنطن يوم الجمعة الفائت © Carlos Barria / Reuters

المراسلة البرلمانية لراديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) مادلين بليه موران تتابع من كالغاري هذه الخلوة الحكومية. "تستعد حكومة ترودو لإمكانية إعادة التفاوض بشأن اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية منذ انتخاب دونالد ترامب (في الثامن من تشرين الثاني / نوفمبر الفائت) من خلال تكثيف الاتصالات الهادفة للتذكير بأن التبادلات التجارية يمكن أن تكون مفيدة بالقدر نفسه لكل من كندا والولايات المتحدة"، تقول بليه موران.

"ويوم أمس، ألمح السفير الكندي لدى واشنطن ديفيد ماكنوتون إلى إمكانية إجراء محادثات تجارية بين الدولتيْن دون أن تشارك فيها المكسيك بالضرورة. واليوم قالت وزيرة الخارجية (الكندية) الجديدة كريستيا فريلاند إن علاقات كندا بالمكسيك قوية جداً، لكن من الواضح أن المحادثات داخل الحكومة ستتركز بالدرجة الأولى على العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة"، تضيف بليه موران.

ومن جهته يقول كبير مستشاري دونالد ترامب الاقتصاديين، ستيفن شوارزمان، إنه يجب ألّا تكون كندا "شديدة القلق" من قرار الرئيس الأميركي بإعادة فتح المفاوضات بشأن اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية بالرغم من إمكانية فرض ضريبة حدود على صادرات الطاقة إلى الولايات المتحدة.

"قد تكون هناك بعض التعديلات، لكن بشكل رئيسي يجب أن تسير الأمور بشكل جيد لكندا"، أكد شوارزمان.

لكن السفير الكندي لدى واشنطن ديفيد ماكنوتون، وإن لم يكن شديد القلق على مصالح كندا من إدارة ترامب، قال أمس للصحافيين إنه يخشى من أن تلحق بكندا أضرار جانبية جراء إجراءات للإدارة الأميركية الجديدة تستهدف المكسيك.

(راديو كندا / سي بي سي / رويترز / أ. ب.)

استمعوا
فئة:اقتصاد، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.