المراسيم الرئاسية التي يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلانها منذ اللحظات الأولى لتسلمه مفاتيح البيت الأبيض، باتت توسع الهوة بين الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وتوسع الشرخ داخل المجتمع الأميركي وتهدد بنتائج وانعكاسات سلبية إن على الصعيد الدولي وإن على الصعيد الداخلي.
وبالرغم من أن ترامب أعلن عزمه على تبني تلك المواقف، وكرر العزم أكثر من مرة خلال حملته الانتخابية، فهي تفاجئ المراقبين وتخيب آمال وتوقعات بعض المتفائلين الذين اعتبروا، وأحيانا أكدوا، أن دونالد ترامب الرئيس سيكون غير دونالد ترامب المرشح للرئاسة.
ولعل أكثر تلك المراسيم إثارة للقلق والتنديد هي تلك التي تمنع رعايا سبع دول غالبية سكانها من المسلمين، من دخول الأراضي الأميركية ، سياحا أو لاجئين أو مهاجرين.
فإذا كان الأبعدون يتوجسون شرا، فكم بالحري الأقربون الملاصقون للولايات المتحدة، جنوبا المكسيك وشمالا كندا؟
" الموقف الأميركي هذا ناجم عن جهل وخوف" قالت أمس حاكمة كندا العامة السابقة أدريان كلاركسون .
وفي سعي لاحتواء الأزمة، اجتمع مجلس العموم الكندي مساء أمس بصورة استثنائية للبحث في المراسيم المتعلقة بالهجرة وانعكاس نتائجها على كندا، بطلب من زعيم الحزب الديموقراطي الجديد توما مولكير، الذي طالب الحكومة باتخاذ موقف متشدد من الإدارة الأميركية:
" انتهى زمن الكلام والزمن الآن زمن التحرك والعمل"
ويطالب مولكير الحكومة باستقبال طالبي الهجرة واللجوء المرفوضين في الولايات المتحدة وزيادة عدد اللاجئين إلى كندا، الأمر الذي يستبعده وزير الهجرة الكندي أحمد حسين باعتبار أن كندا تستقبل عددا كبيرا من المهاجرين واللاجئين سيبلغ هذه السنة ثلاثمئة ألف.
وتعتمد الحكومة الكندية حاليا على الترقب والحذر ويرفض رئيس الحكومة جوستان ترودو التنديد بالموقف الأميركي:
" الانفتاح والرأفة والسخاء هي أفضل وسيلة إن لحماية أنفسنا وإن لنشر مبادئنا"
ويؤكد وزير التجارة الدولية فرانسوا فيليب شمباني على هذا التوجه:
"لعل أفضل ضغط نمارسه هو التركيز على المثال الكندي القائم على الانفتاح".
طبعا الكلام جميل لكن العمل صعب سيما وأنه ليس في قدرة كندا مواجهة الولايات المتحدة ومعاداتها فخمسة وثمانون بالمئة من الصادرات الكندية هي إلى الولايات المتحدة وكل دقيقة تعبر الحدود الكندية الأميركية سلع بقيمة مليون وأربعمئة ألف دولار.
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.