وزير الهجرة الكنديّ أحمد حسين يتحدّث عن خطّة استقبال لاجئين يزيديّين

وزير الهجرة الكنديّ أحمد حسين يتحدّث عن خطّة استقبال لاجئين يزيديّين
Photo Credit: Austin Grabish /Radio canada

من الصحافة الكنديّة: اللّجوء غير الشرعي في كندا والجاليات المسلمة في كيبيك

توزّعت اهتمامات الصحف الكنديّة بين عدد من الشؤون السياسيّة المحليّة والدوليّة واحتلّ ملفّ الهجرة واللّجوء حيّزا كبيرا منها.

في صحيفة ذي ناشونال بوست كتب كيلي ماكبارلاند يقول إنّ الكنديّين سيفقدون الصبر إن لم تمسك الحكومة بملفّ اللّجوء.

واعتبر أنّه يتعيّن أن تأخذ كندا العبرة من تجربة المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل التي قامت بلفتة كريمة وارتكبت خطأ في الوقت عينه عندما فتحت حدود ألمانيا أمام اللاّجئين الهاربين من الشرق الأوسط.

ومن بين نحو مليون لاجئ استقبلتهم ألمانيا، هنالك عدد من غير المرغوب فيهم الذين يخالفون القوانين ويثيرون ردود فعل سياسيّة لدرجة أصبح معها  مستقبل ميركل السياسي مهدّدا.

وأدّت سياسة الترحيب إلى توليد مشاعر الحقد وعدم الثّقة، وتشدّد الرأي العام، لدرجة اضطرّت معها الحكومة لسنّ قانون جديد وإنشاء قاعدة بيانات خاصّة باللاّجئين للتحقّق من هويّاتهم.

لاجئون يعبرون الحدود البريّة بين كندا والولايات المتّحدة
لاجئون يعبرون الحدود البريّة بين كندا والولايات المتّحدة © PC/PC / Paul Chiasson

ويتابع كيلي ماكبارلاند تعليقه في صحيفة ذي ناشونال بوست فيقول إنّ المستشارة الألمانيّة رغبت في إبراز صورة بلادها كدولة متسامحة طوت تاريخ القرن العشرين إلى غير رجعة.

ولكنّ اكثر الدول إنسانيّة لديها زوايا مظلمة في تاريخها.

وكندا ليست ألمانيا وليس لها ما تثبته حول طبيعتها المتسامحة، وهي تفخر بسجلّها في مجال الهجرة واللّجوء الذي يحظى بتأييد واسع النطاق.

ولكنّ التباهي لا يكفي للتعامل مع التحدّيات التي يفرضها المستقبل كما يقول كاتب المقال.

ويشير إلى ارتفاع عدد اللاّجئين الذين يدخلون بصورة غير شرعيّة إلى كندا  في الآونة الأخيرة بسبب سياسة الهجرة التي اعتمدها الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب.

ويتحدّث كيلي ماكبارلاند عن حشد من الصحافيّين قصدوا الحدود البريّة الكنديّة الأميركيّة في مانيتوبا وكيبيك لنقل أخبار العائلات التي تخاطر بحياتها للوصول إلى برّ الأمان.

والأعداد ما زالت صغيرة ولكنّها ترهق الموارد لأنّ المسؤولين الكنديّين لم يكونوا مستعدّين لها.

والأمر قد يتحوّل إلى أزمة وطنيّة فقط إن لم تأخذ حكومة جوستان ترودو العبرة من تجربة ألمانيا وترصد الموارد اللازمة للتعاطي مع تنامي الأعداد.

والحكومة متردّدة حتّى الآن، تقول الصحيفة وتشير إلى ثغرة في الاتّفاق مع الولايات المتّحدة تدفع طالبي اللّجوء لدخول كندا بصورة غير شرعيّة بدل الدخول عبر النقاط الحدوديّة.

وإن لم ترغب الحكومة في تعديل الاتّفاق، يتعيّن عليها أن تتعامل كما يلزم مع أولئك الذين تشجّعهم على دخول البلاد.

وتحذّر ذي ناشونال بوست في ختام تعليقها الحكومة من التردّد لأنّها ليست استراتيجيّة جيّدة ولا مستحسنة.

في صحيفة لوسولاي الصادرة في كيبيك تعليق بقلم فريديريك كاستيل عالم الأديان وأستاذ الجغرافيا والتاريخ في جامعة كيبيك في مونتريال.

يقول كاستيل إنّ الطبقة السياسيّة تعاملت بكرامة وبتعاطف بعد الاعتداء الذي استهدف المركز الثقافي الإسلامي في المدينة.

ويثني على موقف العمدة ريجبس لابوم الذي بلسم الجراح، ويضيف أنّه سيتمكّن المسلمون من بناء مقابر خاصّة بهم في كيبيك.

زهزر أمام المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك الذي استهدفه الاعتداء
زهزر أمام المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك الذي استهدفه الاعتداء © Radio-Canada/Maxime Corneau

وبعد المأساة، بدأ الاهتمام بالجالية المسلمة التي تضمّ نحوا من تسعة آلاف شخص في كيبيك، والتي لا يعرف أبناء المدينة الكثير عنها.

ويعود تاريج الجاليات المسلمة في كيبيك إلى ستّينات القرن الماضي مع وصول أساتذة  وطلاّب من آسيا وإفريقيا.

وفي السبعينات، تمّ تأسيس اتّحاد الطلاّب المسلمين في جامعة لافال، وخصّصت لهم الجامعة مكانا للصلاة بعد ذلك بستّ سنوات يقول فريديريك كاستل في تعليقه في صحيفة لوسولاي.

وتمّ تأسيس المركز الثقافي الإسلامي عام 1985 واستقرّت نحو من ثلاثة آلاف عائلة في كيبيك وضواحيها منذ مطلع الألفيّة وتمّ توفير مساجد لها.

ويشير كاتب المقال إلى أنّ معظم أبناء الجاليات المسلمة هم من دول فرنكوفونيّة ومن إفريقيا السوداء، ويشكّل المغاربة 42 بالمئة منهم، وتتحدّث الأغلبيّة الساحقة منهم بالفرنسيّة.

ويحمل 62 بالمئة من الرجال ونصف النساء شهادات جامعيّة، وتعمل النساء في قطاعات الصحّة والمساعدة الاجتماعيّة ويعمل الرجال في المجالات العلميّة والتقنيّة.

ولكنّ الصفحة ليست دوما مشرقة تقول لوسولاي، وتشير إلى أنّ معدّل البطالة يصل إلى 11 بالمئة في أوساط الجالية ، مقارنة بمعدّل 4 بالمئة في مدينة كيبيك.

من اليمين: عمدة كيبيك ريجيس لابوم وأحد أعضاء المجلس الثقافي الاسلامي ورئيس حكومة كيبيك فيليب كويار خلال مؤتمر صحافي بعد الاعتداء الذي استهدف المركز
من اليمين: عمدة كيبيك ريجيس لابوم وأحد أعضاء المجلس الثقافي الاسلامي ورئيس حكومة كيبيك فيليب كويار خلال مؤتمر صحافي بعد الاعتداء الذي استهدف المركز © Radio-Canada / Maxime Corneau

ويعود السبب في بعض الأحيان إلى صعوبة الاعتراف بالشهادات، ما يضطّر العديد من المهاجرين من أصحاب المهارات للعمل في مجالات غير مجال اختصاصهم، كالمطاعم وسيّارات الأجرة.

ويتابع فريديريك كاستيل فيقول إنّ أبناء الجالية المسلمة عبّروا عن قلقهم في الأيّام القليلة الماضية، ويضيف مشيرا إلى بعض الممارسات المزعجة بحقّهم.

ولكنّ شيئا ما تغيّر بعد المأساة، وظهر ذلك جليّا من خلال ردود الفعل المتعاطفة مع عائلات الضحايا، وردّد المسلمون أنّهم يحبّون كيبيك رغم كلّ شيء.

ويختم فرديريك كاستيل تعليقه في صحيفة لوسولاي فيؤكّد أنّ التفاعل بين أبناء الجالية المسلمة والكيبيكيّين جنّب الجميع الانزلاق نحو مشاعر الحقد والضغينة والاتّهامات المتبادلة كما يحصل عادة في يومنا هذا، ما يعني أنّ كلّ شيء ممكن في كيبيك.

استمعوا
فئة:مجتمع، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.