ما زالت الشرطة البريطانيّة تحقّق في الهجمات الارهابيّة التي استهدفت العاصمة لندن يوم السبت الفائت وأوقعت 7 قتلى و38 جريحا.
وجاءت هذه الهجمات بعد نحو أسبوعين على هجوم انتحاري وقع في مدينة مانشستر وراح ضحيّته 22 قتيلا و119جريحا.
و يطرح الارهاب المتنقّل تحدّيات أمام الحكومات حول سبل مواجهته، كما يطرح الجدل حول الأسباب التي تدفع بالكثيرين نحو التشدّد.
الخبير في شؤون الارهاب ستيفان برتوميه تحدّث إلى تلفزيون راديو كندا عن هجمات لندن والاجراءات التي اتّخذتها رئيسة الحكومة البريطانيّة تيريزا ماي في أعقابها.
ويثني برتوميه على اداء اجهزة الأمن والشرطة البريطانيّة ويقول إنّ خبرتها في مواجهة الارهاب تعود إلى عشرات السنين.
ويرى أنّ الارهاب الذي واجهته على مدى عقود أخطر بكثير من الارهاب الحالي، في إشارة إلى التفجيرات التي قام بها الجيش الجمهوري الارلندي في بريطانيا.
وأضاف برتوميه قائلا إنّ العديد من الدول الأوروبيّة ودول الغرب تواجه واقعا جديدا مع هذا الشكل الجديد من الارهاب الذي يصعب توقّعه واستباق حدوثه.
وتحدّث عن ردّ الفعل البريطاني السريع على الهجمات الارهابيّة وأكّد أنّ الرد كلاسيكي.
ففي كلّ مرّة يحدث فيها هجوم من هذا القبيل، تقوم أجهزة الأمن بعمليّات تمشيط واسعة النطاق وبمداهمات وتوقف أشخاصا من ذوي الضحايا والمقرّبين منهم والذين هم على اتّصال بهم.
وأشار برتوميه إلى صعوبة تحديد الارهاب في يومنا هذا، والذي هو ضرب من الاجرام يمكن أن يصبح خطيرا في وقت سريع، مع وسائل محدودة للغاية ومؤشّرات خطر ضعيفة للغاية.
وأضاف بأنّه يستحيل مراقبة كلّ الأشخاص الذين يعتمدون خطابا حاقدا ومتشدّدا، مخافة أن يقرنوا القول بالفعل.
والمشكلة كما قال، تضع أجهزة الشرطة في مواجهة محدوديّة قدراتها مقابل حدود كلّ ما يتعلّق بالحريّات الفرديّة في عالمنا المعاصر.
وإذ يتفهّم برتوميه قرار رئيسة الوزراء البريطانيّة تيريزا ماي باتّخاذ اجراءات أمنيّة وقانونيّة متشدّدة ، يرى أنّ المعضلة اجتماعيّة وناجمة عن حركة دعائيّة تروّج لخطاب متشدّد.
ويعتبر من المهمّ بمكان طرح المشكلة من قبل المراجع التي تعنى بالحريّات الفرديّة ومن السياسيّين لنعرف إن كنّا نريد أم لا، مجتمعات تقع تحت المراقبة الدائمة.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.