أزمة مخدّر الفانتانيل محطّ اهتمام السلطات في كندا، خصوصا أنّنا نسمع يوما بعد يوم عن حالات جديدة من الجرعات المفرطة في أكثر من مدينة ومقاطعة.
وكشفت السلطات في مونتريال عن سبع حالات من الجرعات المفرطة من مخدّر الفانتانيل، كان قد سبقها الكشف عن حالات كثيرة في تورنتو وفانكوفر وكالغاري.
واشارت السلطات في فانكوفر أإلى حصول 232 حالة وفاة بسبب الجرعات المفرطة من المخدّرات حتّى الآن خلال العام الحالي أي ما يفوق عدد الحالات طوال العام الماضي 2016.
ووضعت حكومات المقاطعات استراتيجيّات وقاية،كما وظّفت مختلف الأطراف المختصّة من مسعفين وعناصر شرطة وقيادات المجتمع المدني إمكانيّاتها لمواجهة الاوضاع الناجمة عن الادمان على هذا المخدّر.
والفانتانيل في الأصل دواء قوي مستخدم للتخفيف من الآلام التي يعانيها مرضى السرطان، ومتوفّر في الصيدليّات ويمكن الحصول عليه بموجب وصفة طبيب.
مادّة نالوكسون، ترياق المخدّرات/Radio-Canada/Cameron MacIntosh
ويستخرج المدمنون على المخدّرات مادّة تدخل في صنع الفانتانيل المباع على شكل لصاقة جلديّة ويستخدمونها على شكل حقن مخدّرة.
وفي حين يمتصّ الجلد الدواء من اللصاقة خلال ثلاثة أيّام، إلاّ أنّ تدخينه يؤدّي إلى استهلاك المادّة خلال بضع ثوان، ليصبح الفانتانيل بذلك قاتلا.
وتحذّر الطبيبة ماري ايف فورتان الاختصاصيّة في الادمان والصحّة العقليّة من أنّ الفانتانيل الذي يستخرجه المدمنون من اللصاقات الجلديّة ويستخدمونه على شكل حقن هو خطير للغاية، وهو أقوى 40 مرّة من الهرويين وخمسين إلى مئة مرّة من المورفين..
وتجنّبا لسوء استهلاك هذه اللصاقات، اتّخذت مدينة نورث باي في اونتاريو إجراء ترغم بموجبه المريض على إرجاع اللصاقات الجلديّة الفارغة لدى شرائه لصاقات جديدة.
ومن المتوقّع أن تحذو كافّة الصيدليّات في اونتاريو حذو مدينة نورث باي في وقت قريب.
ويشير عدد من خبراء الصحّة بأصابع الاتّهام إلى العدد المفرط في وصفات المسكّنات التي ولّدت حالة من الادمان على أشباه الأفيونيّات لدى مئات الآلاف من الكنديّين.
وقد باشرت مقاطعة اونتاريو منذ مدّة بتوفير مادّة نالوكسون، وهي ترياق المخدّرات للمدمنين بصورة مجانيّة.
وتقول الطبيبة جينيت بولان الرئيسة الطبيّة لمؤسّسة الادمان في مانيتوبا إنّ مادّة نالوكسون تقضي على آثار أشباه الأفيونيّات بصورة مؤقّتة.
وتؤكّد على أهميّة مساعدة المدمن والاتّصال بالطوارىء أو نقله إلى المستشفى لتلقّي الخدمات الطبيّة المناسبة لحالته.
وتؤكّد الطبيبة ماري ايف موران هي الأخرى على أهميّة الاسراع في معالجة المدمن الذي يتناول هذه المواد، لأنّ تناول أشباه الأفيونيّات يؤدّي إلى توقّف المدمن عن التنفّس.
وسرعة المعالجة تساهم في إنقاذ حياة المدمن قبل فوات الأوان خصوصا أنّ ثمّة علاجات متوفّرة للإدمان على أشباه الأفيونيّات.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.