لا يرهقه طول عمره وسنواته في الهوية التي تتجاوز ال 86 حولا عن متابعة رسالته، ويقول الأب الدمشقي الياس زحلاوي بأنه لم يطلب من الرب أن يزيده عمرا ثانيا وكل ما يطلبه أن يُحيي فيه سن الشباب فحسب ليستطيع إكمال رسالته على الأرض وهي نشر المحبة بين الناس والدفاع عن كل مظلوم من أي دين أو جنسية أو حزب كان... ومعروف عن الأب زحلاوي دفاعه عن القضية الفلسطينية وجرأته في التنديد الدائم بكل ظلم مهما كانت هوية مرتكبه حتى لو كانت الكنيسة نفسها التي ينتمي إليها... وقد نشر الأب زحلاوي كتابا تضمن "رسائل مفتوحة" كان قد بعث بها إلى شخصيات سياسية ودينية وبعض من قادة هذا العالم يحثّهم فيها على التحرك لمنع الشر الأكبر على حد تعبيره وقد أطلق مقدّم هذا الكتاب الأديب والناشط السويسري المعروف جان زيغلير Jean Zeigler على الأب زحلاوي لقب: "نبّي دمشق".

وتسلّم الأب زحلاوي جائزة الدولة السورية التقديرية في مجال النقد والدراسات والترجمة للعام 2017.
محطّات كثيرة في حياة "خالق الفرح" و"عرّاب الصوفانية" الأب الضيف إلياس زحلاوي منذ طفولته في غوطة دمشق إلى دراسته في رياق في لبنان إلى تحصيله إجازة في الفلسفة واللاهوت في القدس فتعيينه كاهنا في كنيسة دمشق في العام 1977 وتأسيسه جوقة "الفرح" مع 55 طفلا منشدا لتضّم هذه الفرقة اليوم أكثر من 600 منشدا وموسيقيا وتضطلع بتقديم التراث الغنائي الدمشقي والعربي بالإضافة إلى تراث الكنيسة المشرقية...تخصّص الأب زحلاوي أيضا بكتابة المسرح ووضع عدة مسرحيات منها مشرحية "المدينة المصلوبة" عن الصراع العربي-الإسرائيلي، وفي رصسده أكثر من 23 كتابا في المسرح والأدب والسياسة والتاريخ والترجمة...

بعد غياب عن كندا استمر عشر سنوات، يزور الأب زحلاوي حاليا مونتريال لتفقد "أبنائه السوريين" الذين استقروا مؤخرا بغالبتهم في المدينة الكوسموبوليتية، وقد نظّمت كنيسة المخلص لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك التي ينضوي تحت لوائها الأب الياس زحلاوي أمس الأربعاء لقاء مع ضيف مونتريال، الذي شارك فيه جمع كبير من الناس مستمعين إلى مشوار الأب زحلاوي الطويل مع ظهورات السيدة العذراء في الصوفانية التي بدأت في العام 1982 في حي الصوفانية الصغير والمتواضع في دمشق، في بيت زوجين شابين هما ميرنا الأخرس ونقولا نظّور...
وكان رؤساؤه قد أوكلّوا إليه مهمة مواكبة الظهورات وتوثيق كل الأحداث وبينها الرسائل التي كانت تتلقاها السيدة ميرنا الأخرس نظّور من السيدة العذراء والسيد المسيح خلال حالات إنخطاف كانت تعيشها ...
كل التفاصيل هذه شرحها الأب زحلاوي للحضور الذي أتى متعطشا لسماعه في قاعة كنيسة المخلّص وظلّ الأب وحلاوي رغم تعب العمر واقفا على مدى ساعة كاملة من دون كلل أو ملل ولا حتى ارتشاف جرعة مياه صغيرة...ويقول من يعرف الأب الياس زحلاوي:
إن هذا التصرف ما هو إلا إنعكاس لروحه النقّية ولشخصيته المتواضعة المتفانية في خدمة الآخر...
تاليا تستمعون إلى حوار أجريته معه يتخلله ترانيم بأصوات المنشدين في جوقة الفرح كذلك نسمع الفنان اللبناني القدير الراحل وديع الصافي في ترنيمة "فرحوا حجار البيت" التي لحنّها بنفسه لسيدة الصوفانية وكانت تجمعه علاقة صداقة قوية مع الأب الدمشقي بدأت بعد إيمان وديع الصافي بظاهرة الصوفانية وتكريس صوته مرارا لتمجيد السيدة العذراء في الصوفانية!
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.