مضت سنتان على وصول الحزب الليبرالي بزعامة جوستان ترودو إلى السلطة في كندا.
فقد حقّق الليبراليّون فوزا ساحقا على المحافظين في الانتخابات التشريعيّة التي جرت في تشرين الأوّل اكتوبر 2015، بعد أن كانوا الحزب المعارض الثاني في مجلس العموم الكندي.
وأطلق الليبراليّون مجموعة من التعهّدات والوعود خلال حملتهم الانتخابيّة، وأكّدوا ‘لى أنّهم يحملون التغيير بعد عشر سنوات من حكم المحافظين.
واليوم وبعد مضيّ سنتين ومع بلوغ منتصف الولاية، ثمّة أسئلة مطروحة حول أداء حكومة جوستان ترودو ومدى وفائها بتعهّداتها.
ومهما اختلفت المواقف والآراء، فالاجماع حاصل على استراتيجيّة جوستان ترودو المميّزة في التواصل مع الآخرين ونجاحه في استمالة الجمهور ليس في كندا فحسب وإنّما أيضا حول العالم.
لكنّ الصورة وحدها لا تكفي برأي البروفسور برنار موتولسكي رئيس كرسي العلاقات العامّة والتواصل في جامعة كيبيك في مونتريال.

ويشير موتولسكي إلى أنّ صورة رئيس الحكومة لم تستهلك بعد ولكن وكما هي الحال في عالم السياسة، فثمّة أمور ايجابيّة وأخرى سلبيّة بعد سنتين على وجود جوستان ترودو في السلطة.
ويرى موتولسكي أنّ ترودو قريب من الكنديّين في يوميّاتهم وأكثر انفتاحا عليهم من سلفه زعيم المحافظين ورئيس الحكومة السابق ستيفن هاربر.
ويتحدّث آلان كاستونغي رئيس المكتب السياسي في مجلّة لاكتوياليتيه الكنديّة عن تعهّدات طموحة وضعها الليبراليّون في برنامجهم الانتخابي وعن نجاحهم في إقناع الرأي العام الكندي بأنّهم يحملون التغيير الذي انتظره المواطنون بعد عشر سنوات من حكم المحافظين.
لكنّ العبرة في التطبيق حسب رأي كاستونغي والتطبيق أكثر تعقيدا حسب قوله.
وتقول الصحافيّة شانتال هيبير المحرّرة في صحيفة تورونتو ستار ومجلّة لاكتوياليتيه إنّه بقدر ما تكون طموحات الحكومات كبيرة، بقدر ما تزداد التحدّيات التي تواجهها لتحقيق المشاريع في منتصف ولايتها، وحكومة جوستان ترودو لا تشذّ عن القاعدة.
وتؤكّد شانتال هيبيرعلى وجود العديد من الايجابيّات في الأداء الليبرالي رغم ذلك، ولا سيّما مقارنة بأداء حكومة المحافظين السابقة.

ولا بدّ من الاشارة إلى بعض التحديات التي تواجهها الحكومة ومن بينها ما أثير مؤخّرا عن تضارب المصالح بالنسبة لوزير المال بيل مورنو.
فقد اتّهمته أحزاب المعارضة بأنّه لم يضع أصوله في كيان قانوني مسمّى بلايند تراست "اتّحاد شركات أعمى" لتجنّب تضارب المصالح.
بالمقابل، نجحت الحكومة بشخص وزيرة الخارجيّة كريستيا فريلاند في الإمساك بملفّ إعادة التفاوض بشأن اتّفاق التبادل التجاري الحرّ الموقّع دول اميركا الشماليّة المسمّى نافتا والذي دخل حيّز التطبيق عام 1994.
وأمام الليبراليّين تحدّيات كبيرة يواجهونها في النصف الثاني من ولايتهم.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.