لا يتوقف الإبداع عند حد أو عمر معيّن وأفق الخيال شاسعة واسعة عند المعمرّة الكندية مارغريت مايه من مدينة مونكتون في مقاطعة نيوبرنزويك في الشرق الكندي.
وتطلق ابنة ال94 عاما اليوم مشروعا ثقافيا ترفيهيا جديدا لأبناء جيلها من المسنين وهو رواية القصص المسلية لهم حتى تؤنس وحدتهم وعزلتهم.
ومن غير مارغيرت قادر على إجادة فص الروايات وإثارة التشويق عند سامعيها على غرار "حكواتية" أيام زمان سيما وأن هذه المسنة الكندية عملت طيلة حياتها في تأليف القصص والروايات للأطفال كما أسست دار نشر كندية-فرنكوفونية في الشرق الكندي.
انتقلت مارغريت منذ عدة شهور للعيش في إحدى الأبنية المخصصة لأصحاب العمر الذهبي من المتقاعدين. وهناك لمست الحاجة لدى جيرانها إلى تسلية تملأ فراغ أيامهم وتخفف عليهم وحشتهم ولم تتأخر في إيجاد الدواء الشافي لهؤلاء خصوصا أن لديها خبرتها في تنمية مخيلة الأطفال وحملهم إلى عوالم رحبة جميلة بسردها وكتاباتها.
وتقول إحدى المسنّات التي باتت كل يوم تنتظر بفارغ الصبر حكايات مارغريت بأنها تعود طفلة وتتذكر مراحل طفولتها البعيدة وتنسى أنها عجوزة.

جمهور ماغريت مصغيا بكل حواسه إلى حكاياتها
حقوق الصورة:Radio-Canada/Amélie Gosselin
أما مارغريت فهي مغتبطة ومسرورة كما تقول لهيئة الإذاعة الكندية ولا تشعر بأنها بحاجة إلى الراحة، لا استطيع أن أبقى من دون حركة ونشاط، يجب أن أتحدث إلى الناس وأن أشعر بأن هناك فائدة بعد لوجودي.
تقول المعمرّة الكندية إن في زماني كانوا يقولون عن مرضى الزهايمر بأنهم عادوا إلى مراحل طفولتهم وقلت في نفسي تتابع مارغريت بأن أكثر ما أثّر فينا في عهد الطفولة هو روايات مثل رواية "ليلي والذئب" وغيرها من القصص التي غفت في مخيلتنا منذ نعومة أظفارنا ولعّل هذه القصص هي اكثر ما يحتاجه المسن لأنها تعيده بالذاكرة إلى ماضي طفولته الجميل العذب.
وتؤمن مارغريت بأن للقصة الخيالية التأثير ذاته الذي تحدثه الموسيقى على الأشخاص الذين يعانون من الزهايمر أو غيره من أمراض الشيخوخة.
والغبطة لا تصيب قلب ماغريت في كل مرّة تقرأ فيها قصة على مسامع رفاقها المسنين فحسب بل تصيبهم هم أيضا فتشرق عيونهم ويشنّفوا آذانهم ويصغون بتركيز مفرط وكأنهم يسمعون القصة لأول مرة وهم طالما قرأوها على مسامع أطفالهم وأحفادهم قبل النوم.
اليوم يلّقب المسنون مارغريت بالساحرة التي بعصاها السحرية تحقّق أمنيات الأطفال وأحلامهم أما مارغريت فهي متأكدة بأنها ستعيش طويلا لأنها وجدت نفعا لوجودها كما كانت دوما تقول لها والدتها " بأن الرغبة بالموت تأتينا عندما نشعر بأن لا فائدة من وجودنا".
(بتصرّف عن موقع هيئة الإذاعة الكندية)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.