سنة بعد سنة ، يطلّ مهرجان ليالي افريقيا في مونتريال على محبّيه، وسنة تلو الأخرى، تتوالى العروض الموسيقيّة وتتشابه في جمالها وما تقدّمه من ضروب الموسيقى الافريقيّة الحلوة التي ينتظرها روّاد المهرجان.
ويقدّم المهرجان على عادته عروضا في الصالات المقفلة وأخرى في الهواء الطلق، ويستضيف مجموعة من الفنّانين الموهوبين والفرق الموسيقيّة المميّزة التي اعتادها المشاهدون ووجوها جديدة تقدّم كلّ ما هو مستوحى من جذور الموسيقى الافريقيّة.
والمهرجان المتجدّد أبدا في نسخته الثانية والثلاثين، وقد اختار هذه المرّة ناطقا باسمه هو الفنّان الكوميدي ادي كينغ.
و ادي كينغ فنّان موهوب، مولود في فرنسا لأبوين من الكونغو، وقد هاجر إلى كندا عام 1995وهو لا يزال في الثالثة عشرة من عمره.
وقد استهوت المراهق فنون المسرح وموسيقى الراب بنوع خاص عندما كان لا يزال على مقاعد الدراسة، ، وأسّس مع أحد أصدقائه فريقا موسيقيّا أسماه "دراغوني ترايب".
وشارك في البداية في مقدّمات حفلات فنّانين فكاهيّين من أمثال رشيد بدوري وبدأ نجمه يسطع شيئا فشيئا عندما شارك في مهرجان الضحك Juste pour Rire عام 2007.
وشارك ادي كينغ في العديد من مهرجانات الفكاهة وأطلق عام 2011 أوّل عروضه الخاصّة في إطار مهرجان الفكاهة Couscous Comedy Show الذي أنشأه قبل ذلك بسنتين الفكاهي والمنتج والطاهي الكندي الجزائري فارس ميكيداش واسمه الفنّي "انكل فوفي".
مونتريال تحيي مهرجان ليالي افريقيا في نسخته الثانية والثلاثين/موقع المهرجان
يقول ادي كينغ في حديث أجريته معه إنّه يشعر بالفخر لأنّ المهرجان اختاره كناطق باسمه"
"إنّه فخر أن نتقاسم ثقافتنا والثقافة الافريقيّة الأكثر شمولا، وسوف أكتشف من خلال المهرجان أبعادا جديدة للموسيقى من هذه القارّة لم أكن أعرفها بالضرورة": الفنّان الكوميدي ادي كينغ.
ويتحدّث ادي كينغ عن نشاط في المهرجان يوفّر مساحة كبيرة للمرأة هذه السنة، ويثني على المبادرة التي تأتي كما قال، في وقت يثار فيه الكثير عن مطالب النساء المتعلّقة بأمور تمّ الصمت حولها لوقت طويل.
وأكّد الفنّان الفكاهي ادي كينغ أنّ شعار مهرجان ليالي افريقيا يتمحور بالإجمال حول تقاسم الموسيقى الافريقيّة بألوانها الصاخبة والهادئة، والتي امتزجت بها ايقاعات من دول أميركا اللاتينيّة والكاريبي.
ويتحدّث ادي كينغ ردّا على سؤالي عن بداياته الفنيّة ويقول إنّه أحبّ موسيقى الراب في سنّ مبكّرة، وشكّل فريقا موسيقيّا وكانت تلك مرحلة اختبار وتدريب مهمّة بالنسبة له.
وفي بداية العشرينات من عمره، دخل عالم فنّ الفكاهة ولا يزال مستمرّا فيه منذ إحدى عشرة سنة، كما أنّه يعمل كمنسّق للموسيقى "دي جي" وسيقدّم حفلتين في اطار مهرجان ليالي افريقيا.
ويتحدّث عن شعوره بالفخر يوم اختير كناطق باسم شهر تاريخ السود، وسروره بالثقة التي حظي بها، وبفرصة الترويج للثقافة الافريقيّة بتنوّعها وغناها.
وعن الأحكام المسبقة السائدة بشأن السود في بعض الأحيان، يقول إنّه شخصيّا يتعامل معها على طريقته الخاصّة ويأخذ الأمور بروح الفكاهة إزاء هذا الموضوع المثير احيانا كثيرة للحساسيّات.
"عندما نكون أمام موضوع دقيق ومثير للحساسيّات، فبمجرّد أن نتناوله بروح المرح، أكنّا نؤيّد ما يقال بشأنه أم لا، نكون قد خطونا خطوة كبيرة إلى الأمام. وهنا تكمن لذّة مهنتي كفنّان وأنا ارى الأمور على طريقتي" : الفنّان الكوميدي الكندي ادي كينغ .
ويرى أنّ الأحكام المسبقة قد تكون متستّرة أحيانا ولا يتنبّه لها الشخص الذي يقع ضحيّتها فورا، و قد أدرك هو شخصيّا مع الوقت كيف يتعامل مع الأمر، وأمكنه أن يحتلّ مكانه في عالم الفنّ دون مشكلة.
ووجّه ادي كينغ في الختام دعوة للجميع للمشاركة في أنشطة مهرجان ليالي افريقيا الكثيرة وورش العمل التي يوفّرها، وزيارة قرية المهرجان والتعرّف إلى خصوصيّات الموسيقى الافريقيّة الغنيّة بألف ايقاع وايقاع.
ونشير أخيرا إلى أنّ المهرجان يستمرّ من 9 حتّى 22 تمّوز يوليو 2018
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.