كشف اليوم الخميس مركز مكافحة التطرف المؤدي إلى العنف في مونتريال عن فيلم من انتاجه يوثّق شهادات شبّان وفتيات كنديين عانقوا الفكر المتطرّف المؤدي إلى العنف.
"حكايتي" هو الاسم الذي اختاره مركز مكافحة التطرّف لهذا الفيلم. وقد تم اخفاء وجوه المشاركين في هذا المشروع كي لايضر ذلك بإعادة ادماجهم في المجتمع. ويوثّق 13 شهادة شملت أيضا بعض أفراد عائلاتهم.
وفي حديث أجريته مع هيرمان ديباريس-أوكومبا مدير المركز قال هذا الأخير :
" حكايتي، مشروع بدأناه منذ ثلاث سنوات. انطلق من سؤال يتكرر من طرف الأشخاص والعائلات التي نتكفّل بها وهو : ماذا يمكنني فعله حتى لا يعيش آخرون نفس الوضعية"
ويضيف مدير المركز أنّ هذا الأخير تكفّل بهؤلاء الشباب لابعادهم عن العنف وتدريبهم على قبول الرأي الآخر.وتابع المركز ما يقارب 130 شابّا وشابّة كانت لهم نزعات وتصرفات متطرُفة من كلّ الاتجاهات. ولا تقتصر الشهادات على اتباع الفكر الديني المتطرف بل ادرج المركز شهادات أعضاء من الجماعات اليمينية المتطرفة.
وبالنسة لمدير المركز ليس هناك فرق بين تطرّف أو آخر :
"كل انواع التطرف تتساوى. لكن للأسف هناك أشكال من التطرف لها وجود اعلامي أكثر من الأخرى. هذا يعطي الانطباع بأنه مشكل مجموعة معينة فقط. لكنّ في الميدان فإنّ اليمين المتطرّف له نفس أثر التطرف الديني. لذلك فإن إجابتنا يجب أن تكون واحدة ومنسّقة في كلتا الحالتين"
واستضاف صبيحة اليوم المركز حفلا لاطلاق الفيلم تمكّن الحاضرون فيه من متابعة أربعة من الشهادات المسجلة. وحسب المشرفين على المشروع فإن الشهادات كانت بقلم المعنيين وبعباراتهم.
فكانت شهادة أنيس (اسم مستعار) وهو شاب كندي ينحدر من أسرة مسلمة "ثقافيا" كما قال. تحدّث هذا الأخير عن أثرالحرب السورية عليه وكيف بدأ السقوط إلى أن اهتدى إلى الطريق الذي أعاده إلى عائلته و مجتمعه.

"كل انواع التطرف تتساوى" : هيرمان ديباريس-أوكومبا مدير مركز مكافحة التطرف المؤدي إلى العنف في مونتريال - CPRMV
وتابع الحضور بعده شهادة جاكوب المنحدر من أسرة كيبيكية ذات نزعة استقلالية وكيف انتقل من اليسار المتطرف إلى اليمين المتطرف وكيف تستّر على أعمال عنف طالت النساء المسلمات في الشارع.
وتبعته شهادة مارك الذي اعتنق الاسلام واتهمته عائلته بالارهاب. وأخيرا شهادة كنزة وهي أخت لفتاة فضّلت الالتحاق بالجماعات الحهادية.
ويوضّح هيرمان ديباريس-أوكومبا قائلا :
" إنّهم من الأشخاص الذين نتكفّل بهم، يروون مسارهم مع التطرّف. إنّها قصتهم. يستعرضون الأحداث الماضية التي عاشوها خاصة الطريق الذي اتبعوه للوصول إلى يومنا هذا"
ويهدف الفيلم إلى توعية المجتمع على تداعيات الفكر المؤدي إلى العنف على الأفراد وعلى محيطهم من عائلة وأصدقاء وزملاء. وسوف يبث في المدارس ودور الثقافة.
وتابع الحضور بعد عرض الشهادات الأربعة نقاشا حول صعوبات وتحديات إعادة دمج الشباب المتطرف في المجتمع نشطته مجموعة من الأخصائيات تعملن في مجال التدخّل الاجتماعي.
وحول هذه الصعوبات يقول مدير المركز :
"إنّ التحدي الذي نلاحظه هو صعوبة الحصول على عمل عند هؤلاء بسبب المعاجة الاعلامية ودفتر سوابقهم العدلية .منهم من لم يستطع حتى فتح حساب بنكي"
وللاشارة فقد رأى مركز مكافحة التطرف المؤدي إلى العنف في مونتريال النور في 2015 بعد سلسلة التقارير حول ذهاب مجموعة من الشباب الكندي إلى سوريا وانضمامهم إلى المجموعات الجهادية وإلى تنظيم الدولة الاسلامية وحول آخرين كانوا على اهبة الالتحاق بهم. ,واستفاد المركز عند انطلاقه من دعم مادي من مدينة مونتريال وحكومة مقاطعة كيبيك وصل إلى مليوني دولار.
استمعوارابط ذو صلة : مقطع من فيديو لشهادة أنيس أحد الشباب الكنديين الذين شاركوا في مشروع مركز محاربة التطرف المؤدي إلى العنف في مونتريال (بالفرنسية)
[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=WiK3WqACiqo[/embedyt]
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.