يدور الجدل في كندا منذ فترة بشأن نقل سجناء مجرمين مدانين في جرائم قتل أطفال من السجن إلى "مراكز الشفاء".
ومراكز الشفاء كناية عن سجون تخضع لمصلحة السجون الكنديّة، وتتميّز بنهجها في التعاطي مع السجناء بطريقة شموليّة وروحيّة.
وتتراوح مستويات الأمن فيها من متدنّية إلى متوسّطة، وهي مخصّصة أصلا للسجناء من أبناء السكّان الأصليّين، ولكنّه من الممكن نقل سجناء آخرين إليها شرط أن يلتزموا بالبرامج الروحيّة التي يتبعها السكّان الأصليّون.
وأثير الجدل بعد أن تمّ الكشف عن نقل السجينة تيري لين ماكلينتيك المدانة في جريمة قتل طفلة في الثامنة من العمر تُدعى توري ستافورد إلى أحد هذه المراكز.
وتقضي ماكلينتيك عقوبة بالسجن المؤبّد دون إمكانيّة إخلاء سبيل مشروط قبل 25 عاما، وقد أثار نقلها إلى مركز الشفاء ردود فعل غاضبة و لا سيّما من قبل ذوي الطفلة الضحيّة.

النائبة عن حزب المحافظين ليزا رايت دعت رئيس الحكومة إلى الغاء قرار نقل تيري لين ماكلينتيك من السجن إلى مركز شفاء/Adrian Wyld/CP
وقد كشف والد الطفلة عن نقل ماكلينتيك إلى مركز شفاء، وأثار الخبر استياء في الأوساط السياسيّة وأوساط الرأي العام على حدّ سواء.
وتقول كليركيرفوت المديرة العامّة لأحد مراكز الشفاء في مدينة ادمنتون في مقاطعة البرتا إنّ مراكز الشفاء آمنة وفعّالة، وتوفّر المراقبة نفسها كما في السجون، ولكنّها تركّز في الوقت عينه على الشفاء كما قالت.
وتضيف أنّ السجناء المنقولين إلى مراكز الشفاء يخضعون لعمليّة صارمة لمراجعة ملفّاتهم قبل الموافقة على نقلهم.
وأثيرت القضيّة في مجلس العموم الكندي وندّد حزب المحافظين الذي يشكّل المعارضة الرسميّة بموقف الحكومة من القضيّة، ودعا رئيس الحكومة جوستان ترودو إلى إلغاء قرار نقل السجينة ماكلينتيك إلى مركز الشفاء وإعادتها إلى السجن الذي كانت تقضي عقوبتها فيه.

كلير ماكناب تتحدّث من مركز الشفاء "اوكيماو اوتسي" في مابل كريك في مقاطعة سسكتشوان في 22-01-2001/CP PHOTO/Dave McCord)
وانتقدت ليزا رايت النائبة عن حزب المحافظين خلال جلسة مجلس العموم موقف الحكومة الليبراليّة برئاسة جوستان ترودو من المسألة ودعت ترودو إلى الغاء قرار نقل السجينة إلى مركز الشفاء وتساءلت إن كان الليبراليّون يرون البعد الأخلاقي للقضيّة.
"استمعت إلى الأعذار التي يقدّمها رئيس الحكومة لمجلس العموم والرأي العام الكندي وعدم توفّر الإرادة لديه لنقل السجينة تيري لين ماكلينتيك من مركز الشفاء الذي هو بدون أسوار ولا حواجز إلى مركز الاحتجاز غراند فالي الذي كانت فيه، والذي يتضمّن أسوارا وحواجز": النائبة الفدراليّة عن حزب المحافظين ليزا رايت.
وردّ رئيس الحكومة جوستان ترودو على كلام ليزا رايت وأكّد على البعد الأخلاقي والتباين بين حزبه الليبرالي وحزب المحافظين.
" إنّه تباين بين حزب وحكومة تحترم دور النظام القضائي واستقلاليّته، وتثمّن مهنيّة خدمات مصلحة السجون، وحزب يتعقّب سيّارات الاسعاف ويبرهن عن احتقاره لمبادئ القانون والجدل في مجلس العموم": رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو.
وكانت الحكومة الليبراليّة قد اجرت إعادة نظر في قواعد نقل السجناء المدانين في جرائم قتل أطفال من السجون إلى مراكز الشفاء وأدخلت بعض التعديلات عليها حسب معلومات حصلت عليها سي بي سي.
وأفادت معلومات حصلت عليها سي بي سي هيئة الإذاعة الكنديّة أنّه جرى نقل سجناء مدانين في جرائم قتل أطفال إلى مراكز شفاء في عهد حكومة المحافظين السابقة برئاسة ستيفن هاربر وفي عهد الليبراليّين.
وأجرت الحكومة إعادة نظر في القواعد المتعلّقة بنقل السجناء إلى مراكز الشفاء وأجرت بعض التعديلات عليها.
وأشارت كارين ماكريمون السكرتيرة البرلمانيّة لوزير الأمن العام رالف غوديل في حديث لسي بي سي إلى أنّ عمليّات نقل سجناء نحو مراكز شفاء جرت في عهد حكومة المحافظين، ولكن دون أن تعطي أيّة تفاصيل أو أسماء حول السجناء المنقولين.
وتفيد معلومات حصلت عليها سي بي من وزارة الأمن العام أنّه تمّ نقل 22 سجينا مدانين في جرائم قتل أطفال نحو مراكز شفاء منذ العام 2011، من بينهم 14 سجينا تمّ نقلهم في ظلّ عهد المحافظين.
وكشفت الوزاة عن هذه المعلومات بناء على طلب من هيئة الاذاعة الكنديّة سي بي سي بعد موجة الاستياء التي أثارها نقل تيري لين ماكلينتيك المدانة بقتل الطفلة تيري سترافورد إلى مركز شفاء.
ويشار أخيرا إلى أنّه أعيد نقل تيري لين ماكلينتيك إلى سجن في مدينة ادمنتون في مقاطعة البرتا في وسط الغرب الكندي.
وتفيد وكالة الاحصاءات الكنديّة أنّ 540 طفلا دون الثامنة عشرة من العمر قُتلوا في الفترة ما بين عامي 2007 و 2017، من بينهم 276 طفلا دون الثانية عشرة من العمر.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.