قراءة في تظاهرات تونس الاحتجاجية على زيارة ولي العهد السعودي

تظاهر المئات في تونس أمس واليوم احتجاجاً على زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى بلدهم.

وهتف المحتجون، وبينهم نشطاء وصحفيون، ضد رجل السعودية القوي الذي وصل إلى تونس العاصمة مساء اليوم، واصفين إياه بأنه "قاتل" و"مجرم حرب"، في إشارة إلى ما يعتبرونه تورطه في مقتل الصحفي السعودي المعارض له جمال الخاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت وإلى تحميله مسؤولية عن عدد الضحايا المرتفع في صفوف المدنيين في حرب اليمن، ومعلنين أنه "غير مرحب به في تونس".

وتتهم وسائل إعلام عديدة حول العالم ومسؤولون أتراك الأميرَ محمد بن سلمان بأنه الآمر بقتل الخاشقجي. لكن السلطات السعودية تنفي أي ضلوع له في الجريمة.

وعقد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وضيفه ولي العهد السعودي اجتماعاً في قصر قرطاج الرئاسي قرب تونس العاصمة.

وهذه أول زيارة يقوم بها أحد أعضاء الأسرة المالكة في السعودية إلى تونس منذ الانتفاضة الشعبية فيها التي أطاحت بالرئيس الرئيس زين العابدين بن علي في كانون الثاني (يناير) 2011. ويُذكر أن بن علي الذي حكم تونس أكثر من 23 عاماً بشكل متواصل لجأ إلى السعودية بعد الإطاحة به.

ووصل الأمير محمد بن سلمان إلى تونس قادماً من مصر حيث استقبل مواطنون موكبه بحفاوة في ميدان التحرير في وسط القاهرة. لكن ناشطين مدنيين مصريين ونحواً من 100 صحفي مصري أصدروا بيانات تندد بالزيارة، لكنهم لم يقوموا بأي تحرك ميداني.

وهذه أول جولة لولي العهد السعودي منذ بروز قضية الخاشقجي واستهلها من دولة الإمارات العربية المتحدة فالبحرين قبل زيارة مصر. ويشارك الأمير محمد بن سلمان في قمة مجموعة الدول العشرين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) و1 كانون الأول (ديسمبر).

وتظاهرات الاحتجاج في تونس ضد زيارة زعيم عربي إليها أمر غير مألوف في العالم العربي. حاورتُ الناشط الكندي التونسي الرئيس السابق لـ"جمعية التونسيين المقيمين في أوتاوا وغاتينو" السيد نصر الدين بن علي حول دوافع هذه التظاهرات في وطنه الأم.

(أ ف ب / بي بي سي / راديو كندا الدولي)

استمعوا