مرّ أسبوع على وصول رائد الفضاء الكندي دافيد سان جاك إلى المحطة الفضائية الدولية. وفي ندوة صحفية عقدها الأمس حيث يوجد حاليا على ارتفاع 400 كم عن سطح الأرض، قال إنه لايزال يحاول "التأقلم مع الجاذبية الصغرى التي تجعل الأشياء تعوم وتغيّر شعور الانسان بجسمه."
واستُخدمت تقنية الفيديو للتفاعل مع الصحفيين من مختلف وسائل الاعلام الكندية والذين كانوا متواجدين في مقرّ الوكالة الفضائية الكندية.
ويتذكّر المتابعون لرحلة رائد الفضاء الكندي أنّه عبّر عن "ذهوله" عند خروجه من الصاروخ سويوز الذي قاده إلى المحطة الفضائية الدولية.
وبعد أسبوع من ذلك أوضح في إجابة على سؤال أحد الصحفيين، أنه انبهر بجمال أول شروق شمس يشاهده من الفضاء حيث تبيّن له " المنحنى الأزرق لكوكب الأرض."
وقال دافيد سان جاك، الذي حلم بهذه الرحلة طوال حياته : " وصلنا ليلا إلى المدار. وعندما ظهر لي منحنى الأرض، ذلك الخط الأزرق الرفيع في الأفق، انتابني شعور لا مثيل له."
وعند وصوله إلى المحطة الفضائية الدولية، عاش لحظات جميلة بسبب الترحيب الذي لاقاه من طرف زملائه الآخرين الذين كانوا متواجدين في المحطة الفضائية منذ أشهر. وقال : "انبهرت بلقاء أشخاص آخرين يعيشون في هذه المحطة التي تدور حول الأرض منذ عشرات السنين."
"عندما أنظر إلى الأرض، يبدو لي من الواضح أننا جميعًا كائنات بشرية من نفس الفصيلة، نعيش على نفس الكوكب. وسواء كنا كنديين أوأمريكانا أو روسا، فهذا أمر ثقافي ولكنه لا يحدد من نحن بشكل أساسي. حينما نشاهد كوكبنا الجميل عن بعد يبدو لنا بوضوح أنه سفينة فضائية يعيش فيها جميع البشر" رائد الفضاء الكندي دافيد سان جاك
وأوّل التحديات التي واجهها رائد الفضاء الكندي تمثّلت في ضرورة تأقلمه مع الجاذبية الصغرى.
وأوضخ في هذا الشأن قائلا : "لقد تدرّبنا في أماكن كثيرة عبر العالم، لكن لا يوجد شيء يُعدُّنا لانعدام وزن أجسامنا. طبعا، ارتكبت بعض الأخطاء التي يقوم بها المبتدئون عادة. وأحاول ألا أرتطم بكل شيء حولي."

دافيد سان جاك داخل جهاز محاكاة الصاروخ سويوز - Canadian Space Agency
وكان على رائد الفضاء أن يتكيّف مع فقدان معالم التوجيه في المركبة إذ ليس هناك ماهو "أعلى" أو"أسفل." وبما أن الجاذبية منخفضة للغاية، فإن الدم يدور بشكل مختلف في جسم الانسان.
"لا ينزل الدم لأسفل الجسم بسبب انعدام الجاذبية. وعلى الجسم أن يتعوّد على ذلك. في البداية، يتورم وجه المرء قليلاً. لكن تتحسن الأمور مع الوقت. ولحدّ الآن لا زلت أشعر بشيء من الاحتقان." رائد الفضاء الكندي دافيد سان جاك
وعند وصول دافيد سان جاك وزملاؤه إلى المحطة الفضائية كان عليهم أن يتعلّموا ويستوعبوا كل خفايا الحياة داخلها في أسرع وقت، لأن الفريق القديم سيغادر عائدا إلى الأرض بعد ثالاثة أسابيع.
ويقول دافيد سان جاك: "يجب أن نستوعب قدرًا كبيرًا من معرفتهم العملية عن الحياة داخل المحطة. وهذه المعلومات تنتقل من طاقم إلى آخر." وسيقوم روّاد الفضاء بالعديد من التجارب في مجال الطب ومراقبة الأرض خلال الأسابيع والأشهر القادمة.
وأمضى الطبيب البالغ من العمر 48 عاماً عدة سنوات في التدريب على هذه المهمة التي تدوم ستة أشهر. وعليه أن يقوم بعدة تجارب علمية على متن المحطة الفضائية. سيركز بعضها على تأثير انعدام الوزن على أجسام رواد الفضاء.
وللتذكير فإن آخر كندي زار المحطة الفضائية الدولية كان كريس هادفيلد الذي أكمل مهمة دامت خمسة أشهر في مايو أيار 2013.
ويرافق دافيد سان جاك، رائدة الفضاء الأمريكية آن ماكلين ورائد الفضاء الروسي أوليغ كونونينكو. وهم يحلّون محل الأمريكان سيرينا أونون-تشانسلور، والروسي سيرغي بروكوبيف ، والألماني ألكسندر غرسي الذين سيعودون إلى الأرض يوم 20 ديسمبر كانون الثاني.
استمعوا(راديو كندا/راديو كندا الدولي)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.