مبنى البرلمان الكندي في أوتاوا Radio-Canada / Paul Skene

مواقف في أقوال للأسبوع المنتهي الأحد 20-01-2018

بلا حدود، برنامج أسبوعي نستعرض فيه مجموعة من الأحداث من خلال أقوال مختارة تتعلّق بها.

حلقة هذا الأسبوع من إعداد وتقديم مي أبو صعب وفادي الهاروني وسمير بن جعفر ونتناول فيها أخبارا تتعلّق بالعلاقات الكنديّة السعوديّة والكنديّة الصينيّة.

"إن قرار الصين يالحكم بالاعدام على المواطن الكندي قرار تعسّفي. وهذا الأمر مقلق جدّا بالنسبة لنا كحكومة وبالنسبة لأصدقائنا وحلفائنا."

هذا ما قاله رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو يوم الاثنين الماضي بعد أن أصدرت محكمة صينية حكما بالاعدام في حق المواطن الكندي روبرت لويد شيلينبرغ البالغ من العمر 36 عاما من مقاطعة بريتيش كولومبيا في قضية تهريب مخدّرات.

وألقي القبض على روبرت لويد شلينبرغ في 2014 وحُكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا في  2016 بتهمة الاتجار بالمخدرات. بيد أن محكمة الاستئناف قبلت فجأة الشهر الماضي طلب المدعين العامّين  الذين اعتبروا أن الحكم الأول كان رحيما . وعقدت جلسة المحاكمة يوم الاثنين.

ونُظمت المحاكمة على خلفية التوتر في العلاقات بين البلدين بعد توقيف منغ وانجو المديرة المالية لشركة هواوي الصينية للاتصالات في مطلع ديسمبر كانون الأول الماضي في مطار فانكوفر الكندي بموجب مذكرة اعتقال صادرة عن القضاء الأمريكي.

ويحاول جوستان ترودو الحصول على أقصى دعم دولي في النزاع الدبلوماسي بين كندا والصين حول المعتقلين الكنديين بما فيهم الدبلوماسي السابق مايكل كوفريغ ورجل الأعمال مايكل سبافور.

جزستان ترودو، رئيس الحكومة الكندية - CBC

جزستان ترودو، رئيس الحكومة الكندية - CBC

وأجرى ترودو محادثات يوم الاثنين مع قادة زعماء كل من الأرجنتين ونيوزيلندا كجزء من جهود كندا المستمرة للحصول على دعم مختلف العواصم.

ولحدّ الآن تلقت دعم حلفاء آخرين، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وأستراليا.

ومن جانبها، اعربت الصين يوم الثلاثاء عن "استيائها الكبير" من تصريحات رئيس الحكومة الكندية.

وفي مؤتمرها الصحفي اليومي، قالت هوا تشونيينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية إنه يتعين على ترودو "احترام سيادة القانون و سيادة الصين القضائية، وتصحيح أخطائه ووضع حدّ لملاحظاته غير المسؤولة."

وأثارت حهود كندا للحصول على الدعم الدولي سخط السفير الصيني في أوتاوا الذي اعتبرها "أنانية غربية" و نعتها بـ"سيادة البيض".

ونصحت الحكومة الكندية رعاياها المسافرين إلى الصين بأن "يكونوا حذرين للغاية بسبب إمكانية التطبيق التعسفي للقوانين المحلية" ، في إشارة إلى "عقوبة الإعدام و جرائم المخدرات".

وحثت الصين من جانبها مواطنيها على توخي الحذر في كندا. وذكّرت أن مواطناً صينياً "اعتُقل تعسفاً" مؤخراً بناء على طلب من الولايات المتحدة، وهذا إشارة واضحة إلى منغ وانجو.

وزيرة الخارجيّة الكنديّة كريستيا فريلاند/ Adrian Wyld/PC

وزيرة الخارجيّة الكنديّة كريستيا فريلاند/ Adrian Wyld/PC

"أوّلا، إنّه وضع صعب، اليوم، ولكن علينا أن نتذكّر أنّ كندا هي دولة القانون، وهذا مبدأ بالغ الأهميّة لبلدنا وللكنديّين وأيضا لكلّ الزوّار والعاملين في الحقل التجاري، الذين يتعاملون مع كندا. وأودّ أن أؤكّد للكنديّين ولحلفائنا الدوليّين أنّ كندا كانت وستبقى دوما دولة القانون".

هذا الكلام ورد على لسان وزيرة الخارجيّة الكنديّة كريستيا فريلاند التي تحدّثت في مؤتمر صحفي عن مجموعة من الأمور من بينها العلاقات المتوتّرة بين كندا والصين.

وبدأ التوتّر عندما أقدمت السلطات الكنديّة على اعتقال منغ وانتشو المديرة الماليّة لعملاق الاتّصالات الصيني هواوي، والتي تمّ اعتقالها في مطار مدينة فانكوفر بطلب من الولايات المتّحدة.

ويتّهمها القضاء الأميركي بالتواطؤ في احتيال مفترض يهدف للالتفاف على العقوبات الأميركيّة على الصين.

وتمّ الافراج عن وانتشو بكفالة قدرها 10 ملايين دولار وبمجموعة من الشروط، من بينها ارتداء جهاز الكتروني لتتبّع تحرّكاتها.

وأقرّت الوزيرة فريلاند بأنّ العلاقات الكنديّة الصينيّة تمرّ بمرحلة صعبة، ودعت الكنديّين إلى مراجعة موقع وزارة الشؤون العالميّة الالكتروني للاطّلاع على كلّ جديد قبل أن يتوجّهوا إلى الصين.

وكانت الحكومة الكنديّة قد أوعزت إلى مواطنيها باعتماد الحذر الشديد قبل التوجّه إلى الصين، و أصدرت السلطات الصينيّة هي الأخرى بيانا حذّرت فيه مواطنيها من المخاطر التي تواجههم في حال توجّهوا إلى كندا.

الشابة السعودية رهف محمد القنون متوجهةً يوم الثلاثاء إلى وسائل الإعلام من مركز تربوي تابع لمنظمة "كوستي" الكندية غير الحكومية في تورونتو التي تتكفّل بتقديم المساعدة لها ويبدو خلفها العلم الكندي (Mark Blinch / Reuters)

"نحن السعوديات كُنا نُعامل كعبيد، لا نستطيع اتخاذ قرارات شخصية، حتى في أمور الزواج والدراسة والعمل (...). كنتُ خائفة، لكن شعرتُ أن عليّ أن أُخاطر بحياتي من أجل حريتي، وأكثر ما كنتُ أخشاه هو أن يمسكوا بي (ويعيدوني إلى السعودية)".

هذا بعض ما قالته الشابة السعودية رهف محمد القنون في مقابلة مع تلفزيون "سي بي سي" (القسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكندية) يوم الاثنين، أي بعد يوميْن على وصولها إلى كندا التي منحتها حقّ اللجوء.

ويوم الثلاثاء قالت الشابة السعودية إنها ستكرّس نفسها وجهودها من أجل دعم قضية تحرير النساء في العالم. وجاء كلامها في إعلان مقتضب أمام وسائل الإعلام في مركز تربوي تابع لمنظمة "كوستي" (COSTI) الكندية غير الحكومية في تورونتو التي تتكفّل بتقديم المساعدة لها، وخلفها علم كندي كبير.

ومنحت كندا حق اللجوء للشابة البالغة من العمر ثمانية عشر عاماً عند وصولها إلى مطار تورونتو الدولي، حيث استقبلتها وزيرة الخارجية كريستيا فريلاند بنفسها. وبالتالي لم يكن على الشابة رهف تقديم طلب لجوء وانتظار فترة قد تمتد سنوات لحين دراسته من قبل سلطات اللجوء الكندية وإصدارها قراراً بشأنه وفق الأنظمة المتّبعة.

ووصلت الشابة السعودية إلى كندا جواً قادمة من تايلاند، عن طريق كوريا الجنوبية، وبعد استجابة السلطات الكندية لطلب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة باستقبالها، وفي وقت تجتاز فيه العلاقات الكندية السعودية أزمة كبيرة منذ الصيف الفائت.

وسلّطت قضية الشابة رهف الأضواء مجدداً على نظام ولاية الرجل على المرأة المعمول به في المملكة السعودية والذي يطالب بإلغائه ناشطون وناشطات سعوديات، وقد سُجن البعض منهم على خلفية نشاطهم.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.