تيريزا شاربونو وزوجها إيف شاربونو يساعدان القادمين الجدد في التأقلم مع خصوصيّات اللّغة الانكليزيّة المحكيّة في كندا/Thérèse Charbonneau

تيريزا شاربونو وزوجها إيف شاربونو يساعدان القادمين الجدد في التأقلم مع خصوصيّات اللّغة الانكليزيّة المحكيّة في كندا/Thérèse Charbonneau

القادمون الجدد والتآلف مع خصوصيّات الانكليزيّة المحكيّة في كندا

يوم كانت الكنديّة تيريز شاربونو في سنّ الدراسة، كانت الكنديّة الوحيدة الناطقة بالانكليزيّة من بين تلميذات صفّها  في مدرسة فرنسيّة اللّغة في مدينة اوتاوا حيث نشأت.

ولم تكن المدرسة تتضمّن في حينه برنامج ادماج لغويّ، وأدركت تيريزا شاربونو  منذ صغرها، تحدّي التواصل مع الآخرين بلغتهم، والتردّد بسبب الخوف من ارتكاب الاخطاء أو عدم فهم ما يقولونه لها، كما شرحت لي في حديث أجريته معها من مدينة سامرسايد الصغيرة في مقاطعة جزيرة الأمير ادوارد في الشرق الكندي المطلّ على المحيط الأطلسي.

وتقول إنّها تنقّلت كثيرا في مختلف أنحاء كندا، وكانت تجتمع مع رفيقاتها الناطقات بالفرنسيّة لتبادل أطراف الحديث والحفاظ على اللّغة التي تعلّمتها، وأحبّت أن تنقل تجربتها إلى الآخرين، وكانت التجربة وراء فكرة إنشاء ما أسمته "الزاوية الانكليزيّة" English Corner .

وتلتقي السيّدة شاربونو  المتقاعدة عن العمل والتي تحبّ العمل التطوّعي مرّة في الأسبوع ، بأشخاص يرغبون في ممارسة اللّغة الانكليزيّة المحكيّة والتآلف مع طريقة التحدّث بها في جزيرة الأمير ادوارد، و الاطّلاع على التعابير المحليّة الخاصّة بالمجتمع، كما سبق أن قامت بذلك أيضا في الغرب الكندي.

"قمت بذلك لمساعدة المهاجرين في مدينة برنس جورج في مقاطعة بريتيش كولومبيا ، واقوم به في سامرسايد للمهاجرين الذين يعرفون الانكليزيّة ولكنّهم لا يعرفون طريقة التحدّث بها هنا، ولا يشعرون بالارتياح": تيريزا شاربونو صاحبة فكرة "الزاوية الانكليزيّة".

مجمّع كريديت يونيون التي تعقد فيه تيريزا شاربونو لقاءات الزاوية الانكليزيّة/Theresa Charbonneau

مجمّع كريديت يونيون التي تعقد فيه تيريزا شاربونو لقاءات الزاوية الانكليزيّة/Theresa Charbonneau

وتوضح تيريزا شاربونو أنّها لا تعطي دروسا في اللّغة الانكليزيّة  ولكنّها تساعد القادمين الجدد الذين يتحدّثون بها على ممارستها دون الشعور بالحرج.

"يشعرون بالحرج ولا يريدون ارتكاب الأخطاء. والأمر مختلف بالنسبة للأطفال الذين يتعلّمون اللّغة، و يرتكبون الأخطاء وتتحسّن لغتهم بفضل الممارسة.  وينبغي الممارسة، وهذا هو الفنّ في  تقاسم لغة ما من خلال التحدّث بها إلى الآخرين": تيريزا شاربونو صاحبة فكرة "الزاوية الانكليزيّة".

وتختار مواضيع الحديث من وحي المجتمع وخصائصه وما يهمّ القادم الجديد، وما يحتاج للتعرّف إليه.

"هذا الأسبوع اخترت التحدّث عن العائلة نظرا لأنّ العديد من المهاجرين تركوا أفرادا من عائلاتهم في بلدانهم، والأسبوع الماضي تحدّثنا عن الديكور الداخلي والجمال، وكلّ ذلك من وحي اهتمامات الأشخاص الذين هم معي إلى الطاولة": تيريزا شاربونو صاحبة فكرة "الزاوية الانكليزيّة".

وتقول تيريزا شاربونو إنّ عدد الذين تلتقيهم بالإجمال على طاولة "الزاوية الانكليزيّة" لا يتجاوز العشرة أشخاص في أقصى الحالات، وفي سامرسايد تلتقي ثلاثة أو أربعة أشخاص مرّة في الأسبوع، ويشعر الكلّ بأنّ التحدّث باللّغة وممارستها يختلف عن تعلّمها بالطريقة التقليديّة.

وتضيف أنّها تتعرّف أكثر إلى الأشخاص الذين يشاركون في اللّقاءات و الذين يتحدّثون  عن اهتماماتهم التي هي أبعد من اتقان اللّغة وخصوصيّات اللّهجة المحليّة في المقاطعة.

"قالوا لي إنّهم يواجهون صعوبة بسبب درجات الحرارة المتدنّية والبرد القارس وضرورة ارتداء ملابس دافئة ابتداء من شهر أيلول سبتمبر، وتحدّثوا عن آلام جسديّة وضرورة أخد الفيتامينات نظرا للنقص في ساعات الشمس، وكلّ هذا يشكّل صدمة ثقافيّة": تيريزا شاربونو صاحبة فكرة "الزاوية الانكليزيّة".

وتؤكّد تيريزا شاربونو أنّ القادمين الجدد يشعرون بالارتياح للتحدّث باللّغة الانكليزيّة وفهمها بعد المشاركة في ثلاث أو أربع لقاءات في الزاوية الانكليزيّة، وتشجّعهم على التحدّث إلى الآخرين لأنّ الممارسة هي أفضل طريقة لتعتاد الأذن على ما هو جديد بصورة طبيعيّة.

و المشاركون في الزاوية الانكليزيّة هم  من جنسيّات مختلفة، من الصين والفليبين والشرق الأوسط وسواها كما تقول تيريزا شاربونو، وتلمس الارتياح لديهم وأيضا لدى الكنديّين الذين يهمّهم الانفتاح على الآخرين والتعرّف إلى ثقافاتهم، وتؤكّد أنّ التبادل يثري القادمين الجدد والكنديّين على حدّ سواء.

استمعوا
فئة:مجتمع، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.