قام أمس الخميس رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو بزيارة إلى المركز الثقافي للسود في هاليفاكس عاصمة مقاطعة نوفا سكوشا، لمقابلة الطلاب الذين يدّعون أنهم كانوا ضحية التنميط العرقي خلال زيارتهم في بداية الشهر الجاري إلى عاصمة كندا أوتاوا.
وكان تريفون كليتون، الطالب في علوم الجريمة في جامعة سانت ماري في هاليفاكس والبالغ من العمر 20 عامًا ضمن مجموعة من الشباب السود المنتمين إلى جمعية "بلاك فويس أون دو هيل" التي تُعنى بتشجيع السود على الانحراط في المجال السياسي.
وكانت المجموعة تقوم بزيارة لمجلس العموم الكندي في إطار نشاطات شهر تاريخ السود.
ولم تجرِ الأمور كما كان مخططا لها. وقال تريفون كليتون إن موظفا في الحكومة الفيدرالية اشتكى من وجودهم، وأخذ صورة لهم ووصفهم بالمجموعة ذات البشرة الداكنة.
وطلبت منهم أجهزة الأمن التابعة للبرلمان مغادرة المكان، وفقا للمجموعة رغم أن أفرادها كانوا يحملون تصاريح مرور.
والتقى تريفون كليتون برئيس الحكومة جوستان ترودو الذي قدّم له الاعتذار الذي كان ينتظره. وقال الطالب الأسود إنّ الحوار الذي جرى بينهما كان صريحا واختلط بالعواطف.
"حصلت على اعتذاري، وحظي باحترامي."، تريفون كليتون، الطالب الأسود الذي يقول إنه تعرّض للتنميط العرقي في مبنى البرلمان الكندي
لقد تبادلنا الأفكار حول السبل لإشراك الشباب والجيل الناشئ في الحياة السياسية، وفقا للطالب الذي أضاف :" أنا لا أفعل ذلك من أجلي بل أقوم بذلك من أجل الجميع."
واعترف رئيس الحكومة الكندية خلال الكلمة التي ألقاها أن " التمييز الممنهج لا يزال قائماً في البلاد." "لقد واجهت هذه المجموعة من الشباب التمييز والتهميش." وفقا له.

الطالب تريفون كليتون يلتقي برئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو - Facebook
وبالنسبة للسياسي المتقاعد واين آدمز، الذي كان أول مواطن أسود من نوفا سكوشا يُنتخب في المجلس التشريعي للمقاطعة وأول أسود يُعيّن وزيراً، فإن هذا النوع من اللقاءات وجهاً لوجه بين الطلاب ورئيس الحكومة جزء مهمّ من عملية المصالحة.
"أعتقد أنه من المهم الاستماع إلى شبابنا. هؤلاء الشباب الذين واجهوا وضعا غير مقبول عندما كانوا في البرلمان للاحتفال بشهر تاريخ السود. وبالنسبة لي، كانت هذه فرصة للاستماع لهم وللتأكيد مرة أخرى على أهمية المجتمع الأسود هنا في نوفا سكوشا وفي كامل كندا"، جوستان ترودو، رئيس الحكومة الكندية
ويأمل تريفون كليتون أن يكون هذا الاجتماع خطوة أولى.و يعد بمواصلة المعركة من أجل احترام حقوقه وحقوق مجتمعه بأكمله. وقال :"لقد تلقيت اعتذارًا ، لكن العنصرية ما زالت موجودة."
واعتذر جهاز أمن البرلمان بعد الحادثة وقال متحدث باسمه إنه يحقّق فيها. وندّد بها اتحاد الكنديين السود.
وطلب النائب غريغ فرغوس وهورئيس الكتلة الكندية للبرلمانيين السود من رئيس مجلس العموم التحقيق في الحادثة وتقديم توصيات "لجعل مجلس العموم مكانا مفتوحا ومرحابا كما ينبغي أن يكون عليه ."
استمعوا(راديو كندا الدولي/سي بي سي)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.